وصل العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، إلى القاهرة، اليوم الثلاثاء، في زيارة رسمية تستمر يومين، يبحث خلالها التهديدات الإقليمية، لاسيما من جانب إيران.
وقالت مصادر مطلعة، إن “الزيارة تستهدف توثيق العلاقات الأخوية التاريخية الوطيدة بين البلدين وتطويرها، حيث من المقررعقد قمة بحرينية – مصرية بين العاهل البحريني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، فضلًا عن اجتماعات تناقش بالدرجة الأولى المخاطر الإقليمية التي تهدد الأمن القومي العربي، لاسيما من جانب إيران”.
وكانت جولة مباحثات سياسية وعسكرية بين البلدين، عُقدت في القاهرة قبل ساعات من وصول الملك حمد، إلى القاهرة.
وبحث القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري صدقي صبحي، مع رئيس هيئة الأركان لقوة دفاع مملكة البحرين ذياب بن صقر النعيمي، عدة ملفات للتعاون العكسري بين البلدين، بحسب المتحدث العسكري المصري محمد سمير.
وقال سمير، إن “صدقي صبحي، التقى النعيمي والوفد المرافق له، حيث ناقش الطرفان آليات تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، بهدف إرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وأضاف سمير، أن “الطرفين بحثا عددًا من الملفات والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، في ضوء علاقات الشراكة والتعاون العسكري، ونقل وتبادل الخبرات ودعم القدرات القتالية والفنية للقوات المسلحة لكلا البلدين”.
وفي سياق متصل، عُقدت في مقر وزارة الخارجية المصرية، اليوم الثلاثاء، أعمال الدورة التاسعة للجنة المصرية البحرينية المشتركة، برئاسة وزيري خارجية البلدين، ومشاركة عدد كبير من ممثلي الوزارات والجهات المعنية في البلدين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، إن “اللجنة تطرقت إلى العديد من الملفات، على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني والاستراتيجي”.
وكشف أبو زيد أنه “تم الاتفاق على ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية، من المنتظر أن يتم توقيعها خلال زيارة ملك البحرين إلى مصر”، مشيرًا إلى أنه “تم التوافق حول الإرادة السياسية المتبادلة في دعم وتعزيز علاقات التعاون، لتشمل المجالات المختلفة، مثل الصحة والتربية والتعليم والشباب والزراعة والسياحة والإعلام والبيئة، فضلًا عن الرغبة في تعزيز آليات التشاور السياسي بين وزارتي خارجية البلدين”.
وشدد على أن “العلاقات المصرية البحرينية تميزت بالتطور على مدار الأعوام الماضية، وهو ما تؤكده الزيارات رفيعة المستوى المتبادلة، وآخرها زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للبحرين خلال تشرين الأول/ أكتوبر 2015، والزيارات الأربع التي أجراها العاهل البحريني إلى مصر منذ 2013، فضلًا عن الزيارات المتبادلة على مستوى وزراء الخارجية”.
ورأى خبراء ودبلوماسيون، في وقت سابق اليوم، أن “ملفات إقامة تحالف سني في المنطقة لمواجهة التحديات خاصة الشيعية، واعتماد البحرين على الدعم العسكري المصري للتصدي للتحديات التي تواجهها، وملف الدعم الاقتصادي لمصر، ستتصدر مباحثات العاهل البحريني في القاهرة اليوم”.
وعكست مشاورات وزير الخارجية المصري سامح شكري، ونظيره البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، اليوم الثلاثاء، إمكانية التنسيق المشترك بشأن ملفات إقليمية ودولية على الصعيد السياسي، خاصة أن شكري طالب بـ”ضرورة تفعيل آلية عربية مشتركة، لمواجهة سياسة إيران في المنطقة”، التي اعتبرها “غير مقبولة”.
وأضاف شكري خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البحريني، أن “العلاقات المصرية الإيرانية لا تزال مقطوعة، وأنها مرهونة بتغيير طهران لسياستها تجاه المنطقة العربية”، مطالبًا إيران بـ”اتخاذ سياسة إزاء مصر والعالم العربي ودول الخليج تتسم بالاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون تلك الدول”.
وتحدث وزير الخارجية المصري، عن تعاون مرتقب بين مصر والبحرين في المجالات الاستخباراتية وتبادل المعلومات، من أجل عودة الاستقرار لشعوب المنطقة.