أدى زعيم المتمردين في جنوب السودان رياك مشار اليمين الدستورية نائبا للرئيس، وهو ما يعد تعزيزا لاتفاق السلام الذي يهدف إلى إنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من عامين.
وعاد مشار في وقت سابق إلى العاصمة جوبا لتولى المنصب في حكومة وحدة وطنية جديدة بزعامة الرئيس سيلفا كير.
وقتل عشرات الآلاف وشُرِّد نحو مليوني شخص نتيجة الصراع في جنوب السودان، التي استقلت عام 2011.
وفر مشار من جوبا في بداية الصراع في ديسمبر / كانون الأول 2013.
وكان مشار قد اتهم بمحاولة الانقلاب على النظام الحاكم – وهو ما نفاه – لكن ذلك أدى إلى اندلاع أعمال عنف متبادل تطورت فيما بعد إلى صراع شامل.
وتحدث الرجلان، اللذين أدى الخلاف بينهما إلى اندلاع صراع مرير استمر لأكثر من عامين، بشكل متفائل عن المستقبل لوسائل الإعلام في حفل أداء اليمين الدستورية.
الاتفاق بين مشار (يمينا) والرئيس كير (يسارا) تم بوساطة مفاوضين إقليميينوقال مشار لصحفيين في القصر الرئاسي في جوبا، حسب وكالة الأنباء الفرنسية: “أنا ملتزم للغاية بتنفيذ هذا الاتفاق بحيث يتم البدء في عملية المصالحة الوطنية وتضميد الجراح في أقرب وقت ممكن.”
اعتذار نادروفي الوقت نفسه، رحب سيلفا كير بعودة مشار إلى جنوب السودان، وأشار إليه مرتين على أنه “أخ” له، في خطابه الذي نشره الموقع الالكتروني المحلي “راديو تمازوج”.
وأضاف: “ليس لدي أي شك في أن عودته إلى جوبا اليوم تعد إيذانا بانتهاء الحرب وعودة السلام والاستقرار إلى جنوب السودان.”
كما قدم الرئيس اعتذارا نادرا لشعب جنوب السودان والمجتمع الدولي عن التأخير في تنفيذ اتفاق السلام الذي وقع في أغسطس / آب الماضي.
قال مشار إن أحد أولوياته الرئيسية يتمثل في وقف إطلاق نار دائمفي وقت سابق، استقبل مشار من قبل وزراء ودبلوماسيين أثناء هبوطه من طائرته.
وقال لوسائل الإعلام إن أولوياته الرئيسية هي ضمان وقف إطلاق نار دائم، لتحقيق استقرار اقتصادي وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء جنوب السودان.
واندلعت الحرب الأهلية بسبب التوتر بين سيلفا كير ومشار، الذي أقيل من منصبه كنائب للرئيس في يوليو / تموز 2013.
وقال جيمس كوبنال، مراسل بي بي سي في جوبا، إنه بمجرد تشكيل الحكومة فإن الجهات المانحة سوف تبدأ في تقديم الدعم المالي الذي يحتاجه اقتصاد جنوب السودان المتعثر بشدة.
جنوب السودان: أحدث دولة في العالم- انفصلت عن السودان في يوليو / تموز 2011 بعد استفتاء على الاستقلال
– واحدة من أقل الاقتصادات نموا في افريقيا، وتعتمد بصورة كبيرة على النفط
– تشهد العلاقات مع السودان توترات بسبب خلافات حول تقاسم عائدات النفط والحدود
– أدى الصراع على السلطة إلى اندلاع حرب أهلية في ديسمبر / كانون الأول 2013
– فر نحو 2.2 مليون شخص من ديارهم خلال الصراع
– تم توقيع اتفاق سلام مؤقت بوساطة دولية في أغسطس / آب 2015.