قام مجلس وصاية حكومي بتسريح 50 صحافياً من صحيفة “زمان” ووكالة الأنباء “سيهان” التركيتين، الجمعة، بعد وضع المؤسستين تحت الإشراف القضائي إثر اتهامهما بدعم “منظمة إرهابية” خلال شهر آذار/مارس الماضي.
وتناول موقع “ميدل إيست آي” البريطاني الحادثة التي اعتبرت سابقة في انتهاك الحريات الصحفية التركية استخدمت للضغط على معارضي الرئيس أردوغان، ووفقاً لمنسقة صحيفة “زمان” في أنقرة زكية أوزسنار “قام أوصياء تم تعيينهم من قبل الحكومة الشهر الماضي في مجلس إدارة شركة “فيزا” الإعلامية بطرد 50 صحافيا من مكاتب الوسيلتين الإخباريتين العاملتين في العاصمة.
وكتبت “أوزسنار” على حسابها الشخصي على موقع تويتر الجمعة “فضيحة في مكاتب زمان اليومية و سيهان في أنقرة، طرد 50 موظفاً من كبار ومستجدي العمل الصحفي، يا له من عار..”.
ويقول الموقع الناطق بالانجليزية، إنه منذ أن وضعت الحكومة يدها على الشركة الإعلامية “فيزا” المشغلة للمؤسستين تم طرد مئات الصحافيين.
وأورد مراقبون أن النبرة الإعلامية التي كانت تنتهجها صحيفة “زمان” قد تغيرت بشكل واضح وسريع، حيث انقلبت الصحيفة التي تنتقد حزب العدالة والتنمية الحاكم إلى مدافع ومبرر له، إضافة إلى أن أعداد النسخ الورقية من الصحيفة الأكثر انتشاراً وشعبية في تركيا، هبطت بما يقارب الضعفين من أصل 600 ألف نسخة موزعة، بعد إحكام الحكومة قبضتها على الصحيفة.
يذكر أن الموقع الرسمي للصحيفة والناطق باللغة الإنجليزية لم يعد يجري أي تحديث في محتواه الإخباري في حين كتب على حساب الصحيفة على تويتر عبارة “تم الاستيلاء على هذه الصحيفة من قبل الحكومة التركية”.
وتمت مداهمة مكاتب الصحيفة في 4 آذار/مارس على خلفية اتهامها بالعمل لصالح منظمة الداعية “فتح الله غولن”، التي وصفها رجب طيب أردوغان بـ”الحليف المنقلب” الذي يقيم زعيمها غولن في الولايات المتحدة.
في المقابل، فإن علاقة الصحيفة بالداعية غولن لم تكن سراً في يوم من الأيام، حيث أفردت له الصحيفة عموداً دوريا ينشر فيه آراءه، هذا وقد أنكر الصحافيون أي تواجد لمؤامرة تحاك ضد الدولة بعلاقتها القائمة مع غولن.
وعلق محرر الأخبار الأجنبية المطرود من الصحيفة، مصطفى أديب يلمز، بالقول: “إن صحيفة زمان رائد في عالم النقد الصحفي و ذلك بإصدارها 650 ألف نسخة ورقية يومياً، فبتسيدها سوق الصحف المطبوعة، من الممكن أن يكون لها علاقات مع مؤيدي الحزب الحاكم أيضاً، وبغض النظر عما تنقله الصحيفة للقراء يبدو أن لها تأثيراً قوياً على خياراتهم السياسية”.
ويضيف يلمز “لذلك فإن الواقع الصحفي لا ينفك عن أن يكون دائم الخطر، لطالما أرادت الحكومة الاستيلاء على هذه الصحيفة، وأعتقد أنه لطالما تواجدت ضريبة سنؤديها عما نفعله طوال الوقت، كان من الممكن أن يحدث هذا السنة الماضية أو قبلها”، مشيراً إلى أن “السبب وراء عدم حدوث هذا في وقت سابق هو تقدير الحكومة أن هذا الوقت هو الوقت المناسب للاستيلاء على الصحيفة”.
ففي 29 آذار/مارس تم طرد يلمز وبرفقته خمسة من كبار الصحافيين بذريعة “استغلال ثقة المُشغِل” و”مخالفة الصالح العام والآداب العامة كما تراها الشركة الإعلامية “، وفقاً لما نقلته لجنة الدفاع عن الصحافيين.
إلى ذلك وضع تقرير “فريدوم هاوس” الذي صدر الأسبوع الجاري، الدولة التركية في ذيل قائمة “مؤشر حرية الصحافة الأوروبية” وصنف وضع الصحافة فيها بـ”غير الحرة” وهو التصنيف الذي نالته تركيا كواحدة من بين دولتين فقط من الدول الأوروبية التي شملت بالمؤشر.