نظم صحافيو “الخبر”، وهي من أكبر الجرائد بالجزائر، اليوم الأربعاء، مظاهرة أمام المحكمة الإدارية بالعاصمة، للاحتجاج ضد شكوى رفعها وزير الإعلام، حميد قرين، في القضاء، لإبطال صفقة بيع غالبية أسهم الشركة التي تصدر لرجل أعمال كبير. وقال الصحافيون إن الوزير “يسعى إلى إغلاق الجريدة” بحجة أنها “تسبب صداعاً للسلطة”.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها “الخبر لن تموت” و”نحن لن نستسلم. ننتصر أو نموت” و”الخبر اليوم وغداً ياقرين”، وانضم إليهم قياديون من “حزب العمال” (يسار) و”جبهة العدالة والتنمية” و”حركة النهضة” (تيار إسلامي)، و”التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية” (ليبراليون). كما أحاط عدد كبير من رجال الشرطة المتظاهرين، لكن دون أن يتدخلوا لتفريقهم. وجرت العادة أن تمنع السلطات المظاهرات بالعاصمة، بذريعة أن الأوضاع الأمنية لا تسمح.
من جهته، صرح وزير الإعلام، أمس الثلاثاء، في مؤتمر صحافي، بأن صفقة بيع “الخبر” لرجل الأعمال، أسعد ربراب، الذي يعدَ من أكبر أرباب العمل الخواص في البلاد، تتعارض مع المادة 25 من قانون الإعلام، التي تفيد بأنه لا يحق لشخص أن يملك أكثر من عنوان صحفي، بينما ربراب يملك منذ 25 سنة، بحسب الوزير، صحيفة “ليبرتيه” الناطقة بالفرنسية، وأصبح المالك الجديد لـ”الخبر” الناطقة بالعربية. يشار إلى أن قيمة الصفقة بلغت 40 مليون دولار.
من ناحيته، ذكر ربراب للصحافة المحلية أن “الكيان الذي يملك ليبرتيه، ليس هو نفس الكيان الذي يملك الخبر”، بمعنى أن الصحيفة الفرنكفونية ملك لشركة، يعدّ ربراب أحد المساهمين فيها، بينما الصحيفة المعرَبة اشترتها مؤسسة تعدَ فرعاً من المجموعة الاقتصادية التي يديرها هو. أما المختصون في القانون فيتوقعون معركة قانونية أمام القاضي بين طرفين، كل واحد منهما لديه تفسيره للمادة القانونية المثيرة للجدل. وأعلنت المحكمة تأجيل الفصل في القضية إلى الأربعاء المقبل.