كشف تقرير أمني مؤخرًا يفيد أن مجموعة تتكون من أكثر من مئة شاب من “عبدة الشيطان” ظهروا في تونس مؤخرا، وأغلبهم من طلاب الجامعات والمعاهد الثانوية.
وقال مسؤول أمني فضل عدم ذكر اسمه بسبب تحفظات أمنية سرية إن أغلب أفراد هذه الطائفة يقطنون العاصمة تونس، وينشطون بسرية تامة، مشددًا على أن هذه الطائفة التي عادت إلى الظهور خلال المدة الأخيرة بعد بروزها بشكل واضح في تونس خلال الفترات الأولى من العام 2000، تمارس طقوسها الغريبة التي تبدأ بالرقص على أنغام موسيقى “الهارد روك” الصاخبة، وتنتهي بذبح الكلاب والقطط السوداء وشرب دمائها وأيضًا ممارسة الشذوذ الجنسي الفردي منه والجماعي.
وأضاف ذات المصدر أن أتباع هذه الطائفة الغريبة، يميزون أنفسهم بوضع عصابة سوداء عريضة على معصم اليد اليمنى وارتداء ملابس وقبعات سوداء عليها صور جماجم بشرية، مبرزا أن الإناث من “عبدة الشيطان” يميزن أنفسهن بالقيام بطلاء أظافرهن باللون الأسود ويضعن كميات كبيرة من الكحل على العيون ما يجعلها شديدة السواد.
وشدد المصدر ذاته على أن السلطات الأمنية كانت في فترة سابقة قد ألقت القبض على أكثر من 70 شخصاً منهم ومازالت وستظل تقف بالمرصاد لهم وتلاحقهم أينما كانوا منذ ظهورهم بتونس، مؤكدًا أنه تم إلقاء القبض مؤخرًا على البعض منهم، دون أن يحدد عددهم، ومشيرا إلى أن عقائدهم وسلوكياتهم تهدد بفساد البلاد وخرابها، حيث الدعوة إلى القتل والاغتصاب والسرقة، في غياب الفضيلة في قاموسهم الذي يحث فقط على الشر والخطيئة والمنافية كلها للدين الإسلامي الحنيف وأيضا للقوانين التونسية.
تاريخ ظهور طائفة “عبدة الشيطان”
وفي سياق متصل أكد أستاذ التاريخ الباحث محمد حمادي أن هناك صلة بين “عبدة الشيطان” المعاصرين والغنوصيين الذين ظهروا في القرن الأول الميلادي وعظموا الشيطان، مما جعل الكنيسة تسارع بإبادتهم والتخلص منهم، مضيفا أن آخر فلولهم كان لـ”طائفة الكثاريين” التي شن عليها البابا “أنوسينت” حربًا دامية دامت 20 عامًا، قبل التواصل والاستمرار في العملية من قبل المقتفين لـ”البابا” والقضاء عليهم في القرن الـ13 على يد “غريغوريوس” التاسع.
وأشار حمادي إلى أنه وبعد القضاء عليهم والاعتقاد أنهم اندثروا ظهر في القرن الـ19 الميلادي، ساحر إنجليزي يدعى “أليستر كرولي” (1875م – 1947م) دعا إلى عبادة الشيطان، وألف كتاب القانون الذي دعا فيه إلى تحطيم الأسس والقواعد الأخلاقية التي تحكم المجتمعات، مناديا بالإباحية الجنسية ومستخدما 150 ضحية بشرية في طقوسه السحرية، قبل بروز اليهودي اليهودي “أنطوان لافيه” الذي كان أول من أسس كنيسة رسمية للشيطان في العام 1966 ميلادي في “سان فرانسسكو” بأمريكا، ظل يدعو فيها إلى دخول ما اسماه بـ “عالم النور” وذلك عن طريق الدخول في حالة من النشوة والكمال أو الصفاء الذهني، بحسب نظريته، وذلك للوصول إلى حالة استخدام الموسيقى والخمور والمخدرات والممارسات الجنسية الشاذة، الفردية والجماعية، مشيرًا إلى أن هذا السلوك الشاذ اختفى لزمن طويل قبل أن يعود في العصر الحديث وتؤسس له جمعيات في الغرب، مؤكدًا أن لها فروعًا في أمريكا وأوروبا وآسيا وإفريقيا وأيضًا في أستراليا.
المراهقون والشبان هم الضحايا
ومن جانبها أكدت المختصة والباحثة في علم النفس والاجتماع، سحر المولدي، أن الظاهرة قد يكون من السهل تحديد أسباب وجودها في أوروبا أو أمريكا إلا أنه من الصعب معرفة أسباب وجودها في البلدان العربية والإسلامية منها خاصة، مضيفة أن العدد الكبير الممثل لـ”عبدة الشيطان” هو من المراهقين والشبان المكبوتين جنسيا، من الذكور والإناث، والذين يسهل اقتيادهم وجذبهم لعالم مليء بالجنس والحرية غير المحدودة والمدعومة بالأفلام الهابطة والإباحية التي تثير غرائزهم وتدفعهم إلى الانسياق وراء ذلك دون تفكير ولا تحكيم للعقل، ومشددة على أن للأسرة التي لا تتابع تحركات أبنائها دورها لحمايتهم من هذا الداء الذي بدأ بالظهور، والذي يعتبر فيه “عبدة الشيطان” من وراء ذلك، الواقعية والتخلص من الأخلاق، وإطلاق عنانهم والانغماس في اللذة وإتباع الشيطان، مضيفة أن هذه الطائفة تعتبر حركة من الحركات الإلحادية في الإسلام والمنظمة بشكل جيد.