لم نفاجأ بتدخلات ملالي إيران لانها موجودة على الارض الواقع العراقي ومتغلغلة في جميع مفاصل الدولة فيه بل ومتحكمة بكل قراراته السيادية ولكن مفاجئتنا الصادمة تلك التصريحات الوقحة التي جاءت على لسان المدعو علي اكبر ولايتي كبير مستشاري المرشد الأعلى والتي تجاوزت كل الحدود واللياقة الدبلماسية والاعراف الدولية في علاقات الدول والتي لم يجرأ على مثلها حتى الإحتلال الأمريكي تحسبا لردود الأفعال لدى العراقيين وانما دأب عليها وبالاستمرار مسؤولي النظام وبشكل متكرر فبعضهم صرح بان بغداد عاصمة للامبراطورية الاسلامية الايرانية وغيره الكثيرون، واليوم ولايتي (أفشل وزير خارجية شهدته ايران) يعلن ما لم يجرأ عن اعلانه رئيس الوزراء او وزيرا الدفاع او الداخلية او غيرهم من ان المليشيات هي التي أخرجت المتظاهرين من قبة البرلمان العراقي والمنطقة الخضراء وليس الجيش او القوى الأمنية العراقية وهي لم تفعل ذلك إيضا وانما خرج المتظاهرون من تلقاء انفسهم بعد تجمعهم بساحة الإحتفالات وداخل المنطقة الخضراء ولم تخرجهم المليشيات الطائفية المنفلتة اصلاً.
و زاد ولايتي من وقاحته حيث هدد بانه سيستخدم مليشيات الحشد الشعبي في ضرب وإنهاء المظاهرات وتثبيت الحكومة العراقية والمحاصصة الطائفية وانها خط احمر لن يسمح لاحد يتجاوزه.
بهذه الصراحة والوقاحة يعلن مستشار المرشد خامنئي ان الحشد الطائفي ومليشياته تحت امرته، مع ذلك لم نسمع من اي مسؤول قيادي في الحكومة العراقية استنكاراً او شجباً او رفضاً او احتجاجاً لهذه التصريحات ولم يتم توجيه رسالة دبلماسية تطلب من السفير الإيراني او حكومته تفسيراً او رفضاً لهذه التصريحات.
ان الرد العملي على هذه الوقاحة والتدخلات السافرة في السيادة العراقية جاءت على لسان الملايين من ابناء الشعب العراقي في تظاهراتهم الأخيرة وهي تهتف بوضوح وتعطي رسالة اكثر وضوحا الى النظام الإيراني (برة برة) وكانت آخر هذه التظاهرات بمدينة الديوانية الباسلة يوم الجمعة 16/5/2016 التي رددت نفس الهتافات الرافضة للملالي وتدخلاتهم اللااخلاقية والعدائية للشعب العراقي وكرامته وسيادته.
إننا اليوم أمام مفصل تاريخي في تحديد المواقف بوضوح لإن التأريخ لايرحم والشعب لن يسامح تلك المواقف المتزلفة والمنافقة للسياسيين العراقيين تجاه ما يحدث حرصاً على مصالحهم الضيقة والدنيوية الزائلة لذلك نطالبهم جميعاً بموقف واضح وصريح بالرفض التام لهذه التدخلات الإيرانية التي دمرت العراق وشعبه ولاتزال مستمرة في سياساتها واجندتها التي يخدمها وينفذها عملاء الملالي من الساسة والمليشيات الطائفية الخارجة على القانون.