أكدت منظمة “أطباء بلا حدود” أنها لم تتمكن من الحصول على موافقة الحكومة السورية لتوفير الإمدادات الطبية في مناطق النزاع.
وأشار بيان صادر عن المنظمة، الثلاثاء، إلى أن النزاع السوري يدخل عامه الـ5 مع استمرار أعمال العنف الوحشية التي “لا تميز بين مدنيين ومقاتلين.
وأوضحت المنظمة أن هناك آلاف الأطباء والممرضين والصيادلة والمسعفين قتلوا، ومنهم من تعرض للخطف وتهجير قسري، تاركين خلفهم فجوة كبيرة، إذ لم يبق مثلاً سوى أقل من 100 طبيب في حلب بعدما كان عددهم 2500 عند بدء النزاع”.
وأضافت أن صرخات الشعب السوري تملأ صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، لكنها على ما يبدو أضحت دمدمة لا تُسمع خلف أصوات الحرب، ونظراً لحاجة الملايين من السوريين إلى المساعدات كان ينبغي على منظمتنا إدارة أحد أكبر البرامج الطبية في تاريخها الذي يمتد إلى 44 عاماً.
وقالت “بحلول 2013، كنا ندير 6 مستشفيات تخدم سكان مناطق سيطرة المعارضة، وقدمنا آلاف الاستشارات والولادات والعمليات الجراحية، وسمحت لنا مفاوضاتنا مع الجماعات المعارضة رغم مصاعبها بإرسال فرق طبية دولية للعمل إلى جانب زملائهم السوريين، وكان علينا أن نعيد التفاوض مع القيادات المحلية المختلفة لنضمن احترام وجودنا وسلامة فرقنا وعدم التدخل في أنشطتنا الطبية، لكننا لم نتمكن من توفير المساعدات المباشرة لمعظم السكان العالقين في قلب النزاع، فعدم الحصول على موافقات حكومية يعتبر من العوائق الرئيسية أمامنا، لكن رغم القيود المفروضة قمنا بعمل أكبر بكثير مما يمكننا القيام به.
وأشارت المنطمة إلى أنه في منتصف 2013 عندما وصل مقاتلو داعش إلى المنطقة التي كانت تدير فيها منظمتنا معظم المستشفيات، تم التوصل إلى اتفاقيات مع قياداتها تنص على عدم التدخل في الإدارة الطبية، واحترام مرافق وأطقم المنظمة، لكن في 2 يناير 2014، قام تنظيم داعش باختطاف 13 من أفراد طاقمنا.
ونوهت منظمة أطباء بلا حدود بأنها لم نحصل بعد على الضمانات المطلوبة من القيادة بعدم خطف وإيذاء مرضى المنظمة والعاملين معها، ولاتزال منظمتنا تدير 3 مستشفيات عبر طاقم سوري يعمل معنا، إلا أن المساعدات محدودة، فيما قتلت الغارات الجوية في حلب وأصابت الآلاف، كما دمرت المنازل والبنى التحتية، وتؤدي صعوبة توفير رعاية ما بعد الجراحة ونقص المضادات الحيوية إلى الالتهابات وزيادة معدل الوفيات.
وقالت المنظمة “أُجبرنا على تقليص أنشطتنا، لكننا تابعنا دعم الشبكات الطبية السورية في سعيها الحثيث لعلاج المرضى، ويعد التبرع بالأدوية والمواد الطبية أساسياً بالنسبة إلى الطواقم العاملة في المناطق المحاصرة، ولا يسعنا توفير المساعدات المباشرة لسد هذه الاحتياجات”.
وأضافت “يعيش الشعب السوري معاناة لا يمكن تصورها منذ 4 أعوام، ولن يؤدي استمرار إعاقة المساعدات الطبية إلا إلى مفاقمة هذه المأساة وحرمان المدنيين من أبسط المساعدات، ولا يمكن للعالم الاستمرار في غضّ الطرف عما يجري، يمكننا بل ويجب علينا أن نفعل المزيد من أجلهم”.