عقدت مؤتمر صحفي على الإنترنت بعنوان « جميع المعارك وجبهات الحرب في سوريا يديرها قادة الحرس تحت قيادة خامنئي»شارك فيه عميد الركن مثقال بطيش النعيمي والسيد جورج صبرا نائب فريق المفاوضات والدكتور سنابرق زاهدي من المقاومة الإيرانية.
وكان استهلال هذه الندوة تقرير من صحفي نذر حياته من أجل نقل الحقائق وهو السيد هادي عبدالله الذي ينقل إلينا ما يحدث من قلب الأحداث الدامية من مدينة حلب حيث سقوط البراميل المتفجرة واشلاء الشهداء التي تنتشل من تحت الأنقاض. وجاء في جانب من تقريره: «حلب المدينة التي تنام وتستيقظ على الموت والقتل. ثلاثة عشر يوماً من القصف المتواصل الذي لايكاد يهدأ على أحياء مدينة حلب ومناطق ريفها يقوم بها سلطات نظام الأسد وحلفاؤه ايران وروسيا. حملة إبادة جماعية للسكان المتواجدين في مدينة حلب وحملة تدمير ممنهج للمنازل السكنية هنا. كل ذلك بأمر من نظام الملالي في إيران. القصف لا يهدأ على أحياء مدينة حلب وعلى مناطق ريفها بالطائرات الحربية والبراميل المتفجرة بالإضافة إلى القصف المدفعي والصواريخ أرض أرض التي تتساقط على منازل المدنيين. عشرات بل مئات الأبنية تهدّمت وأصبح مهدّمة بشكل كامل. ما يقارب المائتين وخمسين شهيداً كلهم من المدنيين استشهدوا خلال 13 يوماً بالإضافة إلى مئات الجرحى كلهم من المدنيين. كل الأهداف التي تم قصفها هي أهداف مدنية بحتة.ا إيران تحاول أن تهدّم منازل سكّان حلب فوق رؤوسهم. تقتل الأطفال، تقتل الشيوخ عن طريق أداتها نظام الأسد في سوريا. أكثر من 300 غارة جوية تم أحصاؤها من قبل فرق الدفاع المدني، أكثر من 80 برميلا متفجراً سقط على منازل المدنيين. ما يقارب 25 صاروخ أرض أرض سقط على أحياء حلب خلال 13 يوماً. حملة تدمير ممنهج بكل ما تعنيه الكلمة يقوم بها نظام الأسد وحليفته إيران في حلب… ما يدفعني في إعداد التقارير الخطرة في أخطر مدينة في العالم في حلب هو عهد قطعته على نفسي أن افضح جرائم نظام الملالي في إيران التي يرتكبها في حلب عن طريق أدواته نظام الأسد وحزب الله اللبناني. لن أتوقف عن فضح جرائم نظام الملالي في إيران، سوف استمر بفضحهم، بفضح المجازر التي يرتكبوها بحق الأطفال والنساء من الشعب السوري المسكين»
وأشار د. زاهدي في بداية حديثه إلى محاور النقاش وهي:
· مجمل القوات التي جاء بها نظام ولاية الفقيه إلى سوريا تجاوز 70 ألف عنصر. من قوات الحرس والجيش والميليشيات الأجنبية التابعة لقوات القدس
· القصف الروسي والبراميل المتفجرة لبشار الأسد على مدينة حلب هدفها تمهيد الأرضية لتقدم قوات نظام الملالي للسيطرة على المدينة
· تقسيم سوريا بأجزاء لقيادة قوات الحرس وجعلها محاور ومراكز لجبهات: – مقرات القيادة والمركزية – الجبهة الجنوبية – الجبهة الشرقية – الجبهة الشمالية – جبهة الساحل
بعد ذلك تحدث السيد جورج صبرا بشأن القضايا العسكرية والسياسية وقال في جانب من حديثه: «… في حلب ليس هناك صراع سياسي ولا حتى حرب، هناك مقتلة، مجزرة منظمة ومستمرة يقوم بها النظام السوري بدعم من حلفائه في كل من طهران ومسكو. وللأسف العالم ينظر إلى هذه الجريمة المستمرة الدموية دون أن يفعل شيئاً… لكن أطمئنكم أن اهل حلب صامدون. الشعب السوري لايلتفت إلى الوراء أبداً، والنصر في متناول اليد إن شاء الله. وسيكون فيه راحة ليس فقط للسوريين بل لكل شعوب المنطقة من أجل أن تنعم بالاستقرار والأمن… نحن علّقنا الاشتراك في هذه المفاوضات وقلنا للمجتمع الدولي وللسيد دميستورا من يمكنه أن يقول له أن تستمر أو أن تتوقف… حتى العملية السياسية برمتها مرتبطة بما يجري في الداخل السوري. نحن ذهبنا إلى المفاوضات من أجل حقن دماء السوريين. لم يحصل ذلك. ذهبنا إلى المفاوضات من أجل إدخال المساعدات الإنسانية ومنع قتل السوريين من الجوع في المدن الواقعة تحت الحصار. لم تنجح الأمم المتحدة في إدخال سلة غذاء ولا رغيف خبز إلى مدينة داريا… علقنا المفاوضات لأسباب جوهرية لأننا ببساطة لايمكننا أن نقبل أن تكون المفاوضات غطاءا لاستمرار الإجرام في سوريا…في شأن العلاقة بين المعارضة السورية والمقاومة الإيرانية، هذه العلاقة ألبسها الواقع لم تكن بإرادة أي طرف من الطرفين. المعركة المشتركة أوجدتها، أي إنها ولادة طبيعية للنضال المشترك للشعب السوري والشعب الإيراني للخلاص من الطغمة الحاكمة في كل من دمشق وطهران. وهذه أروع الولادات أن تكون ولادة طبيعية تلبّي الحاجة المشتركة…»
بعد ذلك تطرق د. زاهدي إلى المعلومات الجديدة الموثوقة الواردة من شبكات منظمة مجاهدي خلق الإيرانية من داخل النظام الإيراني ومن داخل قوات الحرس بشكل خاص والتي تم تأييدها من قبل مصادر الجيش السوري الحر، أن خطة الهجوم على حلب نفذّت منذ تسعة أشهر بأمر من خامنئي، وتم تنظيم وتنفيذ هذه الخطه في الأساس من قبل قوات الحرس الإيراني حيث لايوجد عناصر من الجيش السوري في المنطقة. إن عمليات القصف الإجرامي خلال الأسبوعين الماضيين التي نفذّت من قبل القوات الجوية السورية والقوات الروسية والتي أدّت إلى مقتل مئات المدنيين الأبرياء كان هدفها تمهيد الأرضية لتقدم قوات الحرس وعملائهم.
وكان لقوات الحرس خطة كبيرة في ضواحي حلب في شهر اكتوبر 2015 باسم «عملية محرم». هذه الخطة أصيبت بنكسة كبيرة بعد مقتل عميد الحرس حسين همداني القائد العام لقوات النظام الإيراني في سوريا في السابع من أكتوبر 2015 في محيط حلب ومقتل عدد كبير من جنرالات وقادة الحرس في تلك المنطقة.
لكن خامنئي أمر في ديسمبر من العام 2015 بأن لا يحق لقوات الحرس الانسحاب من منطقة حلب وصرّح أنهم إذا انسحبوا من هذه المنطقة فسيكون مصيرهم ما حدث في نهاية الحرب الإيرانية العراقية وستلحق بهم هزيمة نهائية. لهذا السبب قامت قيادة قوات الحرس في يناير 2016 بمضاعفة قواته في سوريا. وقامت هذه القوات بهجمات واسعة في منطقة حلب. لكن هذه القوات لم تسطع من السيطرة على ريف حلب الجنوبي. وفي شهر مارس 2016 وبعد ما شعر النظام الإيراني بأنه غير قادر بتقدم خطته في محيط حلب والحرس أصيب بمأزق في هذا المجال، أمر خامنئي بدخول قوات الجيش النظامي وبشكل خاص دخول قوات المغاوير الخاصة، وضاعف النظام من جديد حجم قواته في محيط حلب. ووضعت قيادة هذه القوات أمامها خطة كبيرة بهدف الاستيلاء على مدينة حلب. وخلال هجمات لقوات الحرس والجيش في هذه المنطقة خلال شهر أبريل لقي عشرات من قوات النظام الإيراني ومن قادة الجيش والحرس وعملاءهم الأجانب مصرعهم بينهم العملاء العراقيين واللبنانيين والأفغان.
وشرح د. زاهدي أن قوات الحرس الإيراني قام بتقسيم سوريا وجعلت من سوريا خمس جبهات. والجيش السوري يلعب في الأساس دور الإسناد في هذه المعركة ودورا فرعياً حيث أن الهجمات تنفذّها قوات الحرس وعملاؤهم. هذه الجبهات هي:
مقرات القيادة والمركزية التي تشمل المقر الزجاجي الواقع بجانب مطار دمشق يعتبر مركز قيادة قوات الحرس في سوريا. وثكنة الشيباني التي سماها الحرس بمقر الإمام الحسين. لأن المقر المركزي للحرس في طهران أيضا سموه بنفس الإسم.
الجبهة الجنوبية التي تشمل مقر 18000 (ثكنة زينب) و مقر يرموك. هذان المقران كانا سابقاً جامعتان. مقر الازرع:
الجبهة الشرقية وتشمل المقر الثالث للحرس ويقع بعد قرية الضمير في الكيلو 50 من طريق دمشق – بغداد، ومقر واقع في مطار شعيرات العسكري، وكذلك مطار تي 4
الجبهة الشمالية التي تشمل قيادة عمليات حلب وثكنة مجنزرات، و مقر اللواء 47 المدرّعة (بالقرب من جبل ابودردا) ومقر مدينة ماير بعد الاستيلاء علي مدينتي نبل والزهراء تحولت مدينة ماير مقر عكسري وتم منع تنقل المواطنين العاديين إلى هذه المدينة.
جبهة الساحل هذه الجبهة تشمل منطقتي اللاذقية وطرطوس وتشمل معسكر الطلائع- معسكر الشبيبة الذي كان في مدينة اللاذقية، لكن بعد دخول القوات الروسية إلى اللاذقية تم نقله إلى مسافة حوالي 18 كيلومترا من اللاذقية.
وفي ما يتعلق بعدد قوات النظام الإيراني في سوريا قال د. زاهدي إن التقييم الجديد من مجمل قوات النظام الإيراني في سوريا يفيد أنها أكثر من 70 ألف شخص. وهذا الرقم يضمّ قوات الحرس النخبة: 8 إلى 10 آلاف وقوات الجيش: 5 إلى 6 آلاف، والميليشيات العراقية: حوالي 20 ألف شخص( من عشرة مجموعات عراقية) والميليشيات الأفغان( الفاطميون): 15 إلى 20 الف وحزب الله اللبناني: 7 إلى 10 آلاف و الميليشيات الباكستانية (زينبيون) والفلسطينيين ومن الدول الأخرى ما بين خمسة آلاف وسبعة آلاف.
وتحدث عميد الركن مثقال بطيش النعيمي عن حضور القوات الإيرانية في سوريا وقال« أن أكثر من أربعين من جنرالات الحرس سقطوا في منطقة حلب. وبعد ما دخلت سوريا في العمليات الجوية صارت حلب هدف مشترك هدف رئيسي للنظام السوري أنع يعيد مدينة كبيرة اقتصادية عدد سكانها أكثر من المدن الأخرى ويعتبر ثاني مدينة في سوريا. ريف حلب الشمالي هي الحدود التركية. وهناك هدف مشترك روسيا تريد أن تكون ورقة ضغط على تركيا حتي تستطيع مع الأكراد أن تؤثر على الداخل التركي خاصة بعد إسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا. وايران تريد الحفاظ على بقاء بشار الأسد وخاصة بعد فقدانه أكثر من نصف الجيش بل ثلثي الجيش. كان عدد الجيش سابقا بحدود ثلاثمائة وخمسين ألف، انشق عن النظام بحدود المائة ألف، وهؤلاء متطوعون ومجندون. والجيش كان يعتمد على المجندين وبهذه الظروف المجندين ترفض، ولنا اتصالاتنا مع أصدقائنا يرفضون الخدمة الإلزامية مثل ما كان سابقا في الجيش وقل حتى تأثير السلطات عليهم بدأت الفوضى والاشمئزاز وهرب حوالي مأتي ألف فلم يبق سوى خمسين ألف. ولذا زجّوا بمليشيات ولذا قد خسروا في أكثر من جبهة وتم أسر الكثيرين منهم، وأصبح تدخل إيران واضحا للعالم. ومنذ ثلاث أشهر جاؤوا بقوات من غير الحرس الثوري أي من الجيش النظامي يسمونهم بجيش المغاوير تحت مسميات مختلفة. وهنا قاموا بالاتفاق مع النظام السوري قسموا البلد إلى خمسة أقسام. وقوات النظام السوري ليس لهم دور سوى أن يكونوا أدلّاء للإيرانيين، والمهة الآن على جيش النظام الإيراني والميليشيات التي جاؤوا بها من كافة أنحاء العالم.