استدعت محكمة رجال الدين، اليوم الثلاثاء، نائب الرئيس الإيراني، علي يونسي، بتهمة خلق مادة إعلامية لـ”الإعلام العربي والغربي المعادي” و”إثارة حفيظة أصدقاء إيران” بسبب تصريحاته التي اعتبر فيها بغداد عاصمة تابعة لطهران.
وكانت “العربية.نت” أول وسيلة إعلامية تسلط الضوء على هذه التصريحات المثيرة، مما تناقلتها لاحقا وسائل الإعلام العربية والدولية، الأمر الذي أثار حفيظة السلطات العراقية على لسان وزير الخارجية، إبراهيم جعفري، الذي أدانها.
وقالت وكالة أنباء “تنسيم” الناطقة بالفارسية والقريبة من الحرس الثوري الإيراني: “لقد استدعت محكمة رجال الدين اليوم علي يونسي، وتم استجوابه حول تصريحاته المثيرة مؤخرا، والتي أدت إلى استياء محبي الثورة الإسلامية الإيرانية”، في إشارة إلى التنديد بهذه التصريحات من قبل مسؤولين عراقيين.
وكان علي يونسي، مستشار الرئيس الإيراني في شؤون القوميات والأقليات الدينية، قال إن “إيران اليوم أصبحت امبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليا، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي”، وذلك في إشارة إلى إعادة الامبراطورية الفارسية الساسانية قبل الإسلام التي احتلت العراق وجعلت المدائن عاصمة لها.
وعلقت وكالة “تسنيم” للأنباء على هذه التصريحات بالقول: “هولت وسائل إعلام عربية وغربية معادية للجمهورية الإسلامية هذه التصريحات في سياق “إيرانفوبيا”، ليبدي مسؤولون عراقيون ردود أفعال تجاه هذه التصريحات”.
وكانت وزارة الخارجية العراقية ردت في بيان لها على أقوال يونسي، مؤكدة أن “العراق دولة ذات سيادة يحكمها أبناؤها، وتقيم علاقات إيجابية مع دول الجوار كلها، ومن ضمنها إيران”، مستنكرة هذه التصريحات التي وصفتها بـ”اللامسؤولة”.
وتزامنت هذه التصريحات مع تواجد قوات إيرانية على الأراضي العراقية بالتعاون مع ميليشيات شيعية تأتمر بإمرة طهران من خلال الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري، في معركة استعادة تكريت.
وحاول يونسي تعديل أقواله، إلا أن موقع “تسنيم” اعتبر محاولته جاءت في الوقت الضائع، لأن “وسائل الإعلام استثمرت هذه الأقوال قبل أن يتم تعديلها”، على حد تعبير الوكالة.
وفي هذا الظرف الدقيق والحساس الذي تعبر فيه دول المنطقة قلقها إزاء تدخل طهران العلني في الشأن السوري واليمني والعراقي واللبناني، وجد الكثيرون في السلطة الإيرانية أن هذه التصريحات أضرت بالمصلحة الإيرانية في المنطقة، مما دعا نوابا في البرلمان الإيراني إلى إقالة علي يونسي من منصبه.
وأتت تصريحات يونسي بعد يومين من تصريحات وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأميركي، جون كيري، والتي أكد خلالها أن “إيران تسيطر على العراق”، ضاربا مثلا بعملية تكريت التي تنفذها القوات العراقية بمعية الميليشيات الشيعية وقوات إيرانية يتقدمها سليماني.
وكان رئيس أركان القوات الأميركية، الجنرال مارتن ديمبسي، قد وصف التدخل العسكري الإيراني الأخير في العراق بأنه “الأكثر وضوحا في العراق منذ عام 2004”.