تبذل الإمارات العربية المتحدة، جهودًا كبيرة لتحويل منتدى الإعلام العربي الذي بدأ أعماله اليوم الثلاثاء في دبي، إلى خريطة طريق تستهدف تحويل الإعلام العربي إلى قوة ناعمة مؤثرة في مواجهة الاضطرابات التي تعصف بالعالم، محدثة تغيرات دفعت الإعلام الغربي إلى رسم صورة مشوهة عن الإسلام والمسلمين.
ويحظى المؤتمر هذا العام في دورته الـ 15 بأهمية خاصة عن الدورات السابقة من خلال الأهداف المحددة للملتقى الذي يريد القائمون عليه أن يكون نقطة انطلاق يتفق عليها القائمون والعاملون في وسائل الإعلام العربية على تبنى خطة تحول نحو التأثير الفعلي في الأحداث وحياة الناس.
وبرزت كثير من تصريحات المشاركين في الملتقى الذي يستضيف نحو ألفي شخصية إعلامية بارزة من مختلف دول العالم، لاسيما الدول العربية، التي تدعم هذا التوجه الجديد الذي قطعت وسائل إعلام غربية مراحل بعيدة فيه.
ويقول كثير من الإعلاميين العرب البارزين والمشاهير، إن التحول نحو التأثير في حياة الناس وبث الأمل فيها ومواجهة الظروف المأساوية التي تشهدها المنطقة يحتاج لميثاق شرف يتم الاتفاق عليه والالتزام به في ظل الإنفاق المالي الهائل على وسائل الإعلام حالياً.
ومصطلح القوة الناعمة، قديم في أدبيات الإعلام، لكنه برز في السنوات العشر الأخيرة في الغرب بشكل كبير، ويعني أن تتحول وسائل الإعلام إلى قوة فعلية تضاهي وتتجاوز أحياناً القوى السياسية أو الاقتصادية وحتى العسكرية.
ويقول مشاركون في الملتقى من خلال تعليقاتهم الفورية على مواقع التواصل الاجتماعي من داخل مركز دبي التجاري العالمي الذي يستضيف الملتقى إنه مختلف عن الملتقيات السابقة، ويبدو فيه الإصرار الإماراتي على بدء مرحلة إعلامية عربية جديدة واضحاً لكل المشاركين.
وحضر حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم افتتاح الملتقى اليوم الثلاثاء إلى جانب شخصيات عربية حكومية وإعلامية وثقافية بارزة، في خطوة يراها إعلاميون مشاركون في الملتقى رسالة جدية لاتحتمل التأويل على أن حاكم دبي يريد أن يبدأ مشروعاً إعلامياً جامعا يشمل كل العالم العربي.
ويحمل ملتقى هذا العام الذي ينظمه نادي دبي للصحافة، رسالة عنوانها “الأبعاد الإنسانية للإعلام العربي ودوره المسؤول في الحفاظ على القيم الإنسانية وإعلاء شأنها في المجتمعات ونشرها بين أفرادها، كركيزة مهمة ورئيسة في تحقيق نهضة الشعوب”.
وتركزت أحاديث المشاركين في الساعات الأولى للملتقى على ضرورة الخروج بمنظومة أخلاقية وسلوكية تمثل ميثاق شرف لوسائل الإعلام بمختلف أشكالها، تسهم في تغيير الصورة النمطية المهيمنة على المنطقة العربية.
وأشار متحدثون في المؤتمر وبينهم الأميرة هيا بنت الحسين سفيرة الأمم المتحدة للسلام، وناصر جودة، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين بالأردن، إلى تلك الصورة النمطية المتمثلة بإظهار الدول العربية كمكان بائس وغارق في الحروب الأهلية التي تتخذ من تفسيرات الشريعة الإسلامية المختلفة مبرراً لها.
ولخص الإعلامي الإماراتي سهيل الزبيدي فعاليات الملتقى وما يطمح القائمون عليه لتحقيقه من أهداف بالقول “الإمارات اليوم هي مسرح لإعلام وسطي لا محدود بعيد عن الطائفية والحزبية والتحريض”.
ومن المقرر أن يخرج المشاركون بالملتقى ، برؤية واضحة عن المرحلة الجديدة للإعلام العربي، وسط توقعات أن تكون الإمارات قد أعدت خطة دعم فعلية لتحقيق تلك الرؤية