قرّر الاتحاد المحلي للشغل في مدينة بنقردان الحدودية، جنوب تونس، تنفيذ إضراب عام، اليوم الأربعاء، على خلفية “التضييق على التجارة مع ليبيا، وتواصل إغلاق معبر رأس جدير بين تونس وليبيا”.
وأكد اتحاد الشغل في بيانه الثلاثاء، أنّه “يتابع بقلق شديد الاحتقان الكبير الذي تشهده الجهة بسبب التضييق المتواصل على مورد رزقهم الوحيد المتمثل في التجارة مع القطر الليبي”.
وأضاف الاتحاد “أمام تعرّض مجموعة من التجار للاحتجاز خارج الساتر الترابي على الحدود بعد السماح لهم بالعبور، وفي ظل غياب الحلول الجذرية للمشاكل التي تعيشها الجهة وخاصة ما يتعلق بمعبر رأس جدير، فإنّ المكتب التنفيذي، واحتجاجًا على التعامل اللامسؤول مع هؤلاء التجار، يعلن دخول الجهة في إضراب عام كامل يوم الأربعاء..”.
وفي اتصال هاتفي مع الكاتب العام للاتحاد المحلي للشغل ببنقردان، أكد محسن لشيهب، أنّ جهة بنقردان “تعيش حالة من الاحتقان منذ مدة، وخاصة منذ أن قام الجانب الليبي بغلق المعبر الحدودي رأس جدير، بينما يتواصل فتح المعبر من الجانب التونسي.”.
وأضاف لشيهب أنّ الاحتقان بلغ حدّه، مساء أمس، “عندما قامت الوحدات العسكرية، في المنطقة العازلة باحتجاز عشرات السيارات التي كانت محّملة بالبنزين، وذلك بعد أن كانوا سمحوا لهم بالمرور إلى الحدود التونسية الليبية.”.
وقال لشيهب “أمام هذا الاحتقان المتواصل منذ فترة في مدينة بنقردان، فإنّ الجهة اتخذت قرارها بتنفيذ إضراب عام الأربعاء، كامل اليوم.”، مضيفًا أنّ هنالك “إشكالا قائما في العلاقة بين الجانبين الرسميين في تونس وليبيا، فالسلطات الليبية أغلقت المعبر من الجانب الليبي منذ أيام، والجانب التونسي لم يتحرك لإيجاد الحلول مع الطرف الليبي.”، مطالباً الجهتين “بالجلوس والاتفاق، حتى لا تتطور الأمور إلى الوضع المحتقن أصلاً”.
من جانبه، أكد الناشط الحقوقي مصطفى عبدالكبير، أنّه “تمّ مساء الثلاثاء، إطلاق سراح جميع التجار المحتجزين وسياراتهم”.
وقال عبدالكبير في تصريح لـ”إرم نيوز”: “لقد تمّ إطلاق سراح المحتجزين بعد تدخّل عدد من منظمات المجتمع المدني، والجمعيات الحقوقية”، مشيراً إلى أنّ “مشاكل التشغيل والتنمية وغياب الدور الدبلوماسي الفاعل في التنسيق بين تونس وليبيا، يجعل من المعبر الحدودي رأس الجدير “مشكلًا حقيقيًا، طالما أنّ الدولتين لم تجتهدا في إيجاد حلول جذرية ودائمة للمشاكل العالقة”.
وشدّد والي مدنين الطاهر المطماطي، في ندوة صحفية، على أنّ الإشكال القائم منذ فترة، في مدينة بنقردان “يتطلب حلاًّ عاجلًا”، مضيفاً: أنه “سيتمّ قريباً فرض ضريبة موحدة على جميع التجار التونسيين والليبيين”،
وأشار إلى أنّ زيارة رئيس الحكومة التونسية، الأسبوع الماضي، إلى ليبيا، “جاءت في إطار التباحث حول الوضع بالمعبر الحدودي رأس جدير.”.
وشهدت مدينة بنقردان الثلاثاء، حالة من الاحتقان الشديد، حيث خرجت أعداد من المواطنين إلى ساحة المغرب العربي، وسط المدينة، وقاموا بحرق الإطارات المطاطية، وأغلقت محطات النقل البري وعدد من المدارس، وقام المحتجّون بطرد معتمد المنطقة، على خلفية غلق المعبر الحدودي رأس جدير منذ فترة واحتجاز عدد من التجار التونسيين خارج الساتر الترابي ،على الحدود مع ليبيا.