بعد انهيار جنيف 3 وانهيار الهدنة الهشة
والدرس الذي لقنته حلب لإيران وأدواتها نلاحظ الخطوات المتسارعة والاتصالات و في
كل الاتجاهات في بازارات إقليمية ودولية على مسرح ساحة الصراع في وعلى سورية.
17 دولة تشكل “مجموعة الدعم الدولية لسورية ” اجتمعت في فيينا يوم 17 أيار
/مايو الذي يتزامن مع عيد الشهداء في سورية و كأنها تستكمل اليوم الأول بعد
مرور 100 عام وee انتهاء صلاحية اتفاقية
سايكس بيكو التي أبرمت في 16 أيار/مايو 1916.
اجتماع فيينا كان يفترض أن يكون
مؤتمراً مفصليا يخرج بمواقف وقرارات تقنع الحلفاء الذين انقسموا في اجتماع
باريس الأخير أو تنهي مرجعية جنيف و يتم الانتقال إلى خطة أخرى وهي الخطة B والتي تقتضي إما مجلس عسكري أو تدخل عربي ـ
إقليمي أو ربما حكومة منفى تمنح كل الشرعية.
إضاءات على الحدث:
يوم 26 نيسان/أبريل وزير الخارجية التركي يعلن عن اتفاق مع
الولايات المتحدة على نشر منظومة صواريخ على الحدود التركيةـ السورية وعبر عن أمله
أن تصل المحادثات القائمة مع الولايات المتحدة بشأن إقامة “منطقة آمنة”
في شمال سوريا بين مدينتي منبج وجرابلس إلى قرارات ملموسة وقال “إن هدفنا هو
تطهير هذا الشريط البالغ طوله 98 كلم من داعش”.
يوم 27 نيسان/أبريل عقد
اجتماع غير رسمي في فيينا برعاية روسية ـ أمريكية أثار الكثير من الجدل مع حالة
الوفاة السريرية للهدنة وبالتزامن مع التسريبات التي تحدثت عن تفاهم (روسي ـ
أمريكي) لوضع دستور سوري جديد ..!!! في حين أن هدف الاجتماع المقصود
والمطلوب هو إضافة عنصر جديد لدعم مماطلة الأسد بأن هناك عقبات دستورية حقيقية
أمام الفكرة الجوهرية لجنيف وهي عملية الانتقال السياسي كامل الصلاحيات و بالخلاصة
هو ملف إعاقة جديد وإشغال السوريين بمؤتمرات وورشات عمل وتحويل المشكلة إلى خلاف
دستوري.
ما قامت به مجموعة عمل ديمستورا
أنها طورت فكرة جديدة وهي المحاصصة التي تتقاسم المناصب بشكل إجرائي بين المعارضة
والنظام في استنباط تلقيني وسطحي.
التقرير الذي قدمه السيد
ديمستورا إلى مجلس الأمن الذي ضم 18 نقطة اتفاق و15 نقطة خلاف تجاهل أن جنيف
1 هو خلاصة محاكمة دولية سياسية لتجاوزات النظام القانونية والدستورية ضد مواطنيه
لذلك لا تخطئ العين أن جنيف 1 كان موقفاً لمحاكمة نسبية العدالة لطرفي النزاع تقوم
على جملة من الإجراءات الأمنية والعسكرية وتتكلل بتوصيف شكل المرحلة الانتقالية في
هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات ليكون ما قام به ديمستورا هنا هو تفريغ مفهوم
العدالة الأساسية في جنيف 1 واستبدالها بمجموعة من الأحجار والأفكار ليطرحها على
الطاولة على مبدأ الرضا والقبول ليكون ذلك بمثابة تدمير حقيقي لجوهر الفكرة
الجوهرية في جنيف 1.
يوم 9 أيار/مايو استضافت باريس بدعوة منها اجتماعاً ل”مجموعة
الدعم الدولية لسورية ” كنتيجة أولى لتداعيات حرب استباحة حلب والمجازر البشعة التي
سببها القصف الجوي الروسي ـ السوري الذي استهدف المدنيين لضرب الحاضنة المدنية لفصائل
المعارضة المسلحة لدفعها نحو الاستسلام و نداء الخلاص.
قبيل انعقاد اجتماع باريس وفي
خطوة استباقية ملفتة للنظر قام كل من وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا بعقد
اجتماع ثنائي في باريس وإصدار بيان في خطوة مزعجة بشكل خاص للفرنسيين والألمان
فيها إمعان أمريكي بالإساءة لأوربا التي كانت تشتكي من الموقف الأمريكي
الغامض بالتنسيق المنفرد في الملف السوري مع الروس.
اجتماع باريس جرى في جو انعدام
الثقة بين الأوربيين (ألمانيا وفرنسا) مع الولايات المتحدة وروسيا و عكس التباين
والخلاف ودفع لتنسيق مواقف في كتلة جديدة في حال استمر الخداع الأمريكي ـ الروسي
لتكوين حلف ضمن “مجموعة الدعم الدولية لسورية ” ال 17 قبل مؤتمر فيينا والذي
سيدفع لإعادة فرض الهدنة الهشة و الدفع بالمفاوضات مجدداً في جنيف 4.
لأول مرة تنعقد اجتماعات “مجموعة الدعم الدولية لسورية ” في مكانين بفارق أسبوع فقط ! هذا يعني أن هناك مشكلة عميقة بين أقطاب المجموعة الدولية .
هذا الحدث ليس اختراق أو
انقسام في المجموعة فقط بل هو وضع نهاية لعمليات الإعاقة التي يقوم بها الأمريكيون
والروس في الملف السوري حيث انتهى مدى الحبل الذي مده العالم لكيري ولافروف ..
ما حدث في باريس أسفر عن انقسام أصدقاء سورية إلى معسكرين
الأول معسكر الولايات المتحدة وروسيا والثاني معسكر أوربا الذي تقوده
ألمانيا ومعها فرنسا ويضم تركيا و السعودية وقطر وهو تكتل أوربي ـ عربي ـ
إسلامي جديد بعد حالة الخلل التي أحدثتها سياسة اوباما الذي جعل الساحة العربية
والإسلامية مفتوحة أمام الروس الذين تعاملوا بعنجهية و بتعالي وعدم مد الجسور مع
الدول العربية (الخليجية تحديداً وعلى رأسها السعودية) وناصبوا العداء لتركيا.
معسكر أوربا الذي ستقوده ألمانيا
لا يعني معاداة الولايات المتحدة بالمطلق ولا يعني التقوقع بل إعادة رسم
خارطة القوى وأخذ الألمان لموقعهم الرائد الأوربي والدولي الذي يستحقونه
وبجدارة.
يوم 12 أيار/ مايو أعلنت
الولايات المتحدة رسميا تفعيل نظام رادار جديد متطور في رومانيا، على أن ينطلق
نظام رادار آخر في بولندا، و سيتم تشييد مركز قيادة وسيطرة لحلف الناتو فى قاعدة
رامشتاين الجوية فى ألمانيا و نشر سفن حربية أمريكية تحمل صواريخ اعتراضية فى
قاعدة إسبانية. وهذا يعد علامة فارقة مهمة في فعالية نظام الدفاع الصاروخي
الأوروبي و هذا يعني أن الولايات المتحدة استوعبت وفهمت الرسالة الأوربية (الألمانية)
سريعاً وأجرت تحولاً مهما في موقفها فيما عبرت روسيا عن إدانتها واستيائها من
الموقف الأمريكي بعد شهور من التنسيق بين موسكو وواشنطن.
يوم 13 أيار/ مايو أعلنت الولايات المتحدة عن الاتفاق مع تركيا على
تطهير المنطقة الواقعة بين منبج ومارع ، واستعادة مارع بالكامل من
داعش بالتزامن مع إعلان داعش حالة الطوارئ في محافظة الرقة ، مقرها
الرئيسي استعدادًا للهجوم التي ستشنه تركيا و قوات التحالف والمعارضة.
التدخل التركي العسكري البري لن
يكون صغير الحجم ولن يكون محدوداً و بضمانات أمريكية كما كانت تريد القيادة التركية
ورغم أن تحرير مارع ومنبج يشكل ضربة كبيرة لداعش على طريق تطهير كل الشمال السوري
إلا أن التدخل التركي سيؤدي إلى إفشال الخطة الكردية التي هي
وصل عين العرب/ كوباني ب عفرين وإحباط عمليات التهجير التي حدثت بحق العرب من
أهالي تلك المناطق (التطهير العرقي) المعنى الاستراتيجي لهذه الحركة هو التالي :
أن هذه المنطقة ستكونة محرمة على داعش وعلى القوات الكردية وللوصول إلى ذلك
سيضطروا إلى وجود قوات تحول المنطقة إلى حزام آمن وبالتالي سيتم قطع خطوط إمداد
الأكراد وهذا يفسر الخطوة الاستباقية في التحرك الكردي ـ الروسي في قطع خط
الكاستيلو في حلب.
صالح مسلم رئيس
حزب الاتحاد الديمقراطي PYD والذي يتبع حزب العمال الكردستاني PKK المناهض لتركيا يقول إنه ليس انفصاليا ولا
يبحث عن إنشاء دولة وهذا يعني التراجع و تعديل الموقف لتخفيف ضغط الروس وضغط
الاتراك.
تداعيات الخطة التركية الحالية
ضد داعش ستكون بالضرورة موجهة ضد الأسد نظراً للارتباط العضوي وتبادل
الأدوار بينهما بشكل واضح و ستدعم تركيا بشكل كبير وملفت للنظر الفصائل المعارضة
والخطة التركية ستتطور لاحقاً دون شك لكن في مرحلتها الأولى ستتصرف كما تصرف الروس
الذي أعلنوا أن تدخلهم لضرب داعش ولكنهم عملياً استهدفوا المعارضة والمدنيين
في مناطق سورية مختلفة لا وجود لا داعش فيها أساساً.
قريبا ستصدر وتبرز تشكيلات و
مسميات جديدة للقوى العسكرية مثل ” الجبهة الشمالية ” وهذا يعني أن جبهة
النصرة ستخرج وتم منح الضمانات أو التوحد بشكل مختلف وهذا يفسر موقف صالح مسلم
فهناك تحولات في الساحة التي يسيطرعليها فالعشائر العربية قالت إنها لن
تحارب مع” قوات سورية الديمقراطية” لقتال داعش وهذا يعني أنه
سيخسر أكبر جزء مهم من قوته العسكرية نظرا لحجم الوجود العربي الكبير فيها الذي
التحق بها نظرا للدعم المالي وهؤلاء أعلنوا ذلك لأنه تم استقاطبهم من قبل الاتراك
في المشروع الجديد( الجبهة الشمالية)بالتزامن مع توجه قوات صالح مسلم نحو الرقة
للمشاركة في قتال داعش.
يوم 13 أيار/مايو جيمس بيكر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق في عهد بوش
الأب (1989 ـ 1992) أكد في جلسة عقدتها لجنة العلاقات الخارجية بمجلس
الشيوخ بعنوان ” دور الولايات المتحدة الأمريكية في العالم” أكد على ضرورة
لجوء إدارة أوباما إلى دعم مقترح تركيا الداعي إلى فرض منطقة حظر طيران في سورية
مشيراً إلى أن هذا قد يساعد على إنهاء الأزمة السورية وو وصف بيكر رفض إدارة
الرئيس أوباما مقترح تركيا بشأن إقامة منطقة محظورة على الطيران في شمال سوريا
بأنه ” قرار سيء جداً” و لفت الأنظار إلى أنه لو كان جرى
تنفيذ هذا المشروع لكان بالإمكان التصدي لتنظيم (داعش) الإرهابي في سورية و مشدداً
على ضرورة تحقيق تقارب أكبر في العلاقات السعودية – الأمريكية .
موقف جميس بيكر يلتقطه
الديمقراطيون على أنه على أوباما إنجاز بعض المسائل وإصلاح الخلل في السياسة
الأمريكية في الشرق الأوسط قبل رحيله عن البيت الأبيض توطئة لفوز هيلاري كلينتون.
التصريحات التركية والأمريكية
إلى جانب ما أعلنه رياض حجاب رئيس هيئة التفاوض والقيام بحملة عسكرية كبيرة من
منبج إلى مارع لتطهيرها من داعش يعني أنه بعد الانتهاء من عمليات التنظيف ستظهر
مسميات وأشكال جديدة على الأرض لإدارة تلك المناطق وهذا يؤكد أن الأتراك قد صنعوا
برنامجاً مفصلاً واختيار القوى التي سيتم التعاون والعمل معها حتى تتمكن من
الامساك بالمناطق فالقوات التركية لن تبقى فترات طويلة.
إن إيجاد منطقة الحظر الجوي ربما
يعني بالضرورة تزويد المعارضة بمضادات أرضية وأسلحة نوعية وهذه الخطوة
المهمة جداً ستكون مفاجئة للروس والإيرانيين في جنيف وسيكون لها انعكاس على الملف
السياسي.
اليوم هناك الجناح المتطرف في النظام بدعم إيراني لا يقبل
بتجزئة الحل بل يريد الحل الكامل على طريقته عبر سحق وهزيمة المعارضة ومن ثم طرح
الحل وهناك أيضا المعارضة التي ليس لديها ما تتنازل عنه رغم كل المرونة التي
أبرزتها في جنيف.
إيران وأدواتها :
إيران وأدواتها المسلحة ( الحرس
الثوري ـ حزب الله ـ الميليشيات الشيعية المتطرفة من العراق و أفغانستان وغيرهم من
مرتزقة من جنسيات مختلفة) في مأزق كبير كما النظام حيث كما يرسل الروس
رسائل واضحة للنظام ويمتنعوا عن قصف بعض المناطق لإشعارهم وإفهامهم أنه لولا
التدخل والغطاء الروسي لبقيتم مكشوفين ذات الشيء فعله الروس مع الإيرانيين
ومع حزب الله.
وصلت الرسالة المشفرة إلى
الضاحية الجنوبية بعد تعرض حزب الله للقصف و أصبح لديه قتلى وجرحى جدد وتعرض
لعدة كمائن وهو ينقذ جرحاه وهذا يؤكد أن هناك اختراق فمن يستطيع على مثل هذا
الاختراق؟
هذا الاختراق صنعته قوى أخرى وهي
على الأغلب الروس أنفسهم الذين سربوا المعلومات لوسيط ثالث فوصلت للمعارضة
التي قامت بواجبها في تلقين حزب الله والايرانيين ضربات موجعة فهناك من يعمل
بالايرانيين وأدواتهم لتقليم أظافرهم ومخالبهم.
اختيار محسن رضائي بدلا من قاسم سليماني اشاعة لكن يبدو أنها صحيحة
لكن هذا الخبر لا يعني الزج بالمزيد من القوات على عكس ما يعلن بل المطلوب الحفاظ
على ما تبقى لتخفيف التورط وليس زيادته ولأنها لا تستطيع تجاوز الخطوط
الحمراء لما هو مسموح به ، كما إن إرسال القطع البحرية الايرانية قبالة الشواطئ
السورية أيضا تحت نفس السقف رغم كل الفقاعات الإعلامية بأنهم سيلقنون المعارضة درسا
ووو .. إيران لن تستطيع بعد اليوم إعطاء أي درس و ليس لديها القدرة والشخصيات
الايرانية التي قتلت أو اغتيلت كبيرة للغاية و تهز إيران كدولة وهناك شخصيات مهمة
كبيرة أيضا لم يعلن عن مقتلها حتى الآن.
كبار الضباط الإيرانيين أغلبهم
قتلوا بعد التدخل الروسي وحتى جماعة حزب الله والميليشيات الأفغانية وغيرها
بشكل أكبر وهذا يعني أن هناك قوى دولية تعطي رسائل واضحة لجماعة النظام
وإيران لتقديم التنازلات وإلا فإن العاقبة حتماً وخيمة بل إن هناك
إشارات إلى اتهام إيراني للمخابرات التركية بتنظيم العديد من العمليات التي
استهدفت شخصيات إيرانية بل وحتى هناك من يقول إن عدة شخصيات إيرانية تم اغتيالها
بترتيب بين الروس و مسؤولين عسكريين من النظام غير راضين عن الهيمنة الإيرانية على
مفاصل القرار العسكري والأمني والسياسي.
تصاعد الخلافات إلى ذروتها حول
الملف السوري بين أقطاب السياسة والجيش والحرس الثوري بل وحتى المؤسسة
الدينية ومرجعيتها العليا في إيران إلى جانب احتقان عموم الإيرانيين وحالة
الغليان في مناطق متفرقة من إيران لأسباب سياسية داخلية جميعها تلزم وتدفع القيادة
الإيرانية للقيام بمراجعة نقدية و إعادة تقييم موقفها وسياستها في سورية.
الموقف الروسي :
الروس يعلمون أكثر من النظام ومن
الايرانيين بوجهة نظر الغرب بما يتعلق باستمرار النظام وليس استمرار بشار الاسد
وهذا يعني أن الغرب يتهم الروس بالحماقة لأنهم لم يخرجوا ويظهروا من
بين كل الضباط والشخصيات العسكرية بديلا عن الاسد خلال كل تلك المدة وهذا لم
يفهمه بعد حتى الآن المتنفذين من النظام من عسكريين وسياسيين علويين والرسالة إما
أن تتحركوا وتقدموا التنازلات أو أن اللعبة قد انتهت لأنها الفرصة الأخيرة
وهذا ما يقوله الحلفاء للروس.
صادرت روسيا ملف جنيف من يد
اللواء علي مملوك و سلمت بعض المهام الإجرائية للتفاوض في جنيف إلى قدري
جميل وتم اخراج ما سمي بمعارضة حميميم إلى روسيا يوم الجمعة الماضي.
قيادة العمل العسكري والأمني و
السياسي في سورية الذي تقوده الغرفة الاستراتيجية كانت بكاملها من شخصيات
أمنية من الجناح المتطرف للنظام و اخذ الملف من مملوك يفهم من طرفين إما تحضيره
لدور أو إخراجه من اللعبة وهو أمر مستبعد مع العلم أن مملوك أهم وأقوى شخصية
أمنية في النظام وهو من سافر للسعودية وموسكو وطهران وووو،علي مملوك يعني
الكثير.
الضغط على الجناح المتطرف للنظام
ـ نشوء التكتل الأوربي الخليجي الإسلامي ـ التغير في الموقف الامريكي الذي
سببه تطورات الموقف الاوربي ونجاح الاتراك بوقف ملف الهجرة والان دخول الاتراك
عسكرياً هوبفضل الضغط الأوربي على الامريكيين فإن لم تسمح للاتراك بمنطقة آمنة
ستبقى الهجرة تزعج وتؤرق أوربا و هو ما يعمل عليه الروس والايرانيون هوتصعيد
الهجرة وليس حصار حلب لأنهم يعلمون أنهم لن يستعيدوا حلب.
الحد الاقصى الذي يستطيع
حلف النظام القيام به هو قطع خط الكاستيلو الذي هو قطع الامداد من تركيا (قام
الطيران الروسي و قوات صالح مسلم باستهداف وقطع هذا خط الكاستيلو ومحيطه يوم
16أيار/مايو ) وزيادة هجرة اللاجئين وزيادة الدمار والقصف من منطقة لأخرى حتى
تتحول إلى منطقة محاصرة.
اليوم النظام بأسوأ مراحله
السياسية والعسكرية منذ خمس سنوات إضافة إلى أن ماحصل نتيجة التآكل التراكمي أو
الاستنزاف الحاصل.
الروس بدؤوا بالتهديد لكن موقفهم
بات ضعيفاً لأنهم اضطروا للتكتيك مع الامريكيين ولا يستطيع الروس اليوم إلا بصعوبة
بالغة الخروج عن إرادة الولايات المتحدة التي استخدمت الروس في تنفيذ كل ما
تريده دون أن تطلق رصاصة واحدة وورطت روسيا بجرائم حرب ومجازر ضد الانسانية.
اقصى مايستطيع فعله الروس هو
تزويد النظام بمعلومات استخبارية ولن يستطيع القيام بأي خطوة لعرقلة الخطة التركية
ـ الأمريكية لأنها موجها أساسا ضد داعش ولن تقوم بجهد عسكري جديد.
من المتوقع خلال الأيام القليلة
المقبلة ربما ـ حسب مصدرـ إعلان المنطقة العازلة في الجنوب السوري ومن
المحتمل أن تضاف محافظة درعا إلى هذه المنطقة وهذا يعني أن هذه المناطق ستكون
بمعزل عن أي غارات جوية أو أعمال عسكرية وتم رسم خطوط التماس وهذه المناطق لن يكون
فيها وجود لحزب الله أو إيران أو النظام أو الفصائل التي تعمل تحت جناح إيران و
هذه المنطقة سيكون لها فوائد حيث سيتمكن المدنيين اللاجئين في الأردن ومناطق أخرى
من العودة إلى مناطقهم والبدء في عودة الحياة والإعمار إلى الجنوب
السوري لكن ذلك سيساعد ما تبقى من النظام في المرحلة المقبلة على التحرك بحرية في
دمشق ومحيطها دون أن يتعرض لهجمات من الجنوب.
معركة دمشق هي مفتاح المفاتيح و
للوصول إليها نحتاج إلى سقوط كامل لجنيف 1 لأنها مرحلة متقدمة في
الخطةB ب وأن قرار رفع الخط الأحمر عن دمشق مرتبط بمقدار مايقدمه
النظام والروس والإيرانيون في جنيف الذي من المحتمل إن انعقد أن لا نرى بشار
الجعفري فيها.
الخلاصة :
بعد انتهاء 100 عام ونفاذ
مدة اتفاق سايكس بيكو ، يولد شرق جديد وعلى شبكة مصالح الدول وفيها شركات
أسلحة وطائرات ونفط وغاز ودواء وصناعات ومؤسسات مختلفة متغلغلة ومنظمات دولية
يسيطر عليها الغرب برمتها إلا أنه بدأ في تنافس محموم على ملكية عمليات
الانتقال السياسي في الشرق الأوسط التي كان يعتبرها ملكية حصرية منذ انتهاء الحرب
العالمية الثانية وبعبارة أخرى لم يعد الغرب وحده صاحب قرار التغيير في المنطقة
وعليه أن يعي ماهية التغيير والحركة المجتمعية العميقة لدى شعوب
المنطقة.
اليوم هناك محور مفصلي دولي فإما
أن ينقسم الحلفاء في “مجموعة الدعم الدولية لسورية”. إلى الأبد أو
أن يتفقوا على شكل الحل والكتلة الجديدة بدأت تتشكل نحو رؤية ثالثة غير رؤية
النظام والإيرانيين والروس والأمريكيين.
إن تحقق تقدم في الملف السوري
نحو الأمام فلأنه أصبحنا أمام تحالف جديد داخل “مجموعة
الدعم الدولية لسورية ” بدأ يتحرك لإيقاف ملفات الإعاقة.
دون شك سورية مقبلة على صيف ساخن
للغاية سيحمل معه رياح التغيير.
إن الاهتراء التراكمي
للنظام سيدفع نحو معركة دمشق.. والهروب الكبير و معركة دمشق القادمة
لم تعد بعيدة و ستكون اسهل المعارك على الاطلاق على عكس ما يظن البعض .(سيتم
نشر تقرير تفصيلي منفصل عن معركة دمشق بعنوان : الاهتراء التراكمي والهروب الكبير).
نحن نسير للأمام
التوصيات للجهات الفاعلة :
1 ـ أن يبدأ السوريون
أنفسهم بكتابة رؤيتهم للحل الوطني الذي يناسبهم.
2 ـ أن يكون هناك شراكة حقيقة في
صياغة الحل لا سيما بعد ولادة محور جديد داخل “مجموعة الدعم الدولية
لسورية”.
3 ـ أن يكون الحل مبني على طبيعة
الأزمة في سورية وهذا سيساعد على حل كل المشاكل في المنطقة.
4 ـ ضرورة الإسراع بعقد ملتقى
المرجعيات الوطنية في سورية لرسم عقد وطني جديد للسوريين والحل السياسي الناجع
ينشأ ويتفاعل وينجح من خلال تفاهم محلي بحث من خلال المرجعيات الوطنية التي تضع
رؤيتها وليس رؤية تفرض عليها من خارج الحدود.
5 ـ إن إنشاء مجلس أمن إقليمي
يرسم إطار الإعدادات اللازمة من شأنه حل الخلافات بين مصالح الدول التي اصطدمت في
سورية وغيرها من دول المنطقة.