سيطرت قوات النظام السوري وميليشيات حزب الله اللبناني الخميس على بلدة دير العصافير الاستراتيجية وتسع قرى في محيطها في جنوب الغوطة الشرقية قرب دمشق، بعد هجمات مستمرة منذ فبراير الماضي، مستغلة الاقتتال القائم بين الفصائل الإسلامية المعارضة التي كانت تتقاسم السيطرة عليها، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأشار المرصد إلى نزوح مئات العائلات من هذه المنطقة.
وكانت هذه البلدات منذ العام 2012 تحت سيطرة فصائل اسلامية عدة، أبرزها جيش الإسلام وفيلق الرحمن، فضلاً عن تواجد لمقاتلين من جبهة النصرة.
وبحسب المرصد، فإن “قوات النظام وحزب الله استغلوا الاقتتال المستمر في الأسابيع الثلاثة الأخيرة بين جيش الإسلام وفيلق الرحمن في الغوطة الشرقية، لشن هجوم عنيف انتهى بالسيطرة على دير العصافير تزامناً مع قصف جوي كثيف قبل تقدمها للسيطرة على جنوب الغوطة الشرقية”.
وبعد سيطرتها على دير العصافير صباحا، تمكنت قوات النظام وحلفاؤها “من التقدم السريع في جنوب الغوطة جراء انسحاب مقاتلي الفصائل بعد خسارتهم لدير العصافير خشية الوقوع في الحصار”.
وتعد منطقة دير العصافير الأقرب جغرافياً إلى مطار دمشق بين المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة.
وقد حاولت قوات النظام وحزب الله، وفق المرصد، التقدم إلى دير العصافير منذ فبراير، على رغم أن المنطقة مشمولة باتفاق وقف الأعمال القتالية الذي بدأ تطبيقه في 27 فبراير في مناطق عدة، والذي يتعرض لخروقات كبرى.
وتعرضت البلدة منذ ذاك الحين لهجمات عدة وقصف جوي دفع المئات من عائلاتها إلى النزوح خلال الشهرين الأخيرين.
وتشهد مناطق في الغوطة الشرقية منذ 28 أبريل معارك عنيفة بين جيش الاسلام الذي يعد الفصيل الأقوى في المنطقة، وفصيلي “فيلق الرحمن” و”جيش الفسطاط” المنضويين في تحالف مع فصائل إسلامية أخرى على رأسها جبهة النصرة.
وتسببت المعارك بمقتل أكثر من 500 مقاتل من الطرفين، على الرغم من وساطات قام بها أهالي المنطقة وتظاهرات مطالبة بإنهاء الاقتتال.