ليبيا تبدأ الحرب على المهاجرين

أوقفت قوات خفر السواحل الليبية، اليوم (24 05 2016)، 550 مهاجرا في مدينة الزاوية غرب طرابلس، كانوا يستعدون للسفر إلى أوروبا على متن قوارب مطاطية.
 
وقال المتحدث باسم البحرية الليبية العقيد أيوب قاسم إن دورية تابعة لخفر السواحل اعتقلت المهاجرين، وبينهم ثلاثون امرأة، منهن ثمانٍ حوامل، وثلاثة أطفال. وذلك في محيط منطقة تكرير النفط بمدينة الزاوية، التي تبعد 45 كيلومترا إلى جهة الغرب من العاصمة طرابلس.
تدفق غير مسبوق
وتعد هذه –  ثاني عملية توقيف لمهاجرين غير شرعيين خلال يومين، وهو ما يؤشر إلى تسريع وتيرة عمليات محاربة تدفق أفواج المهاجرين إلى أوروبا، التي تبعد عن الشواطئ الليبية بنحو 300 كيلومتر.
فقد اعتقلت السلطات الليبية، أمس الأحد، 850 مرشحا للهجرة، كانوا يستقلون سبعة قوارب مطاطية في طريقهم إلى الضفة الأخرى من حوض البحر الأبيض المتوسط، فيما أنقذ خفر السواحل الإيطالي الاثنين 2000 مهاجر قادمين من ليبيا.
ويتحدر غالب المرشحين للهجرة السرية في ليبيا من جنسيات إفريقية. ما يعني أن الحدود الصحراوية الشاسعة، التي تتقاسمها ليبيا مع كل من تشاد والنيجر والجزائر، لا تزال طريقا سالكة لمن يرغب في الوصول إلى الشواطئ الليبية استعدادا للعبور إلى أوروبا.
ومع اقتراب فصل الصيف، تبدو الحالة المناخية ملائمة لرحلات المهاجرين إلى أوروبا؛ حيث يلاحظ تضاعُف أعدادهم خلال الأسابيع الأخيرة. وهو ما تواجهه حكومة الوفاق الوطني بوسائل متواضعة.
وقد اكتظت مراكز الاحتجاز المحدودة، التي يتم توجيه الموقوفين إليها في ظل عدم امتلاك الحكومة الليبية إمكانات لترحيلهم إلى مواطنهم الأصلية؛ واقع دفع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى دق ناقوس الخطر.
وتساعد الأمم المتحدة الحكومة الليبية في تحمل أعباء استضافة ألوف المهاجرين المحتجزين، استعدادا لإعادتهم إلى بلدانهم، بينما يموت المئات منهم في عرض البحر بشكل يومي.
التدخل الأوروبي
يأتي هذا، بينما أعلن الاتحاد الأوروبي عن بدئه قريبا تدريب أفراد خفر السواحل الليبي بعد تلقيه طلبا من رئيس الحكومة فايز السراج، وذلك في إطار عملية “صوفيا” التي سيتم توسيعها. 
وفي ختام اجتماع في بروكسيل، أعطى وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، الاثنين (23 05 2016)، الضوء الأخضر لتوسيع مجال عمليات المهمة البحرية “صوفيا”، لتشمل تدريب قوات خفر السواحل الليبية.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إن الاتحاد تلقى رسالة من رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج يطلب فيها المساعدة في تدريب خفر السواحل والجهاز الأمني. وهي الرسالة التي يدرسها الاتحاد قبل الرد عليها سريعا حسب موغيريني.
ومن الواضح أن الاتحاد الأوروبي نجح في إقناع رئيس الحكومة الليبية بالمبادرة إلى طلب الدعم لتسهيل عملية “صوفيا”، خاصة من الناحية الشرعية والقانونية.
وتتحدث بعض الأوساط في الاتحاد الأوروبي عن صياغة تفويض جديد لعملية “صوفيا”، يتضمن تخصيص إحدى سفن المراقبة الست التابعة لها من أجل تدريب حرس السواحل الليبيين، بعد اختيارهم بدقة تفاديا لاحتمال انشقاقهم في المستقبل عن حكومة الوفاق الوطني.
لكن تمديد عملية “صوفيا” لمدة عام آخر اعتبارا من يوليو/تموز المقبل، تاريخ انتهاء التفويض السابق، لم يكن الملف الأهم على طاولة الأوروبيين؛ حيث يسعى الاتحاد للتوصل إلى صيغة قانونية تسمح لعملية “صوفيا” بتتبع المهاجرين داخل المياه الإقليمية الليبية، وهو خيار سيتحدد انطلاقا من أداء أفراد خفر السواحل الليبيين، الذين سيتم تدريبهم خلال أسابيع.
وتقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن أكثر من 34 ألف مهاجر، حاولوا العبور إلى أوروبا انطلاقا من ليبيا منذ مطلع العام الجاري، وتم إنقاذهم من قبل قوات خفر السواحل الإيطالية؛ بينما تقدر دول أوروبية أعداد المرشحين للهجرة الموجودين في ليبيا حاليا بمليون شخص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *