عندما نزل الله رسالتة على رسولة بالاراضي الحجازية اراد ان يدافع عن تلك الرسالة فى مصر وهو ما اشار الية رسولنا الكريم عندما قال مصر فى رباط الى يوم الدين وقال فى حديث اخر اذا فتحتم مصر فاتخذوا منها جندا كثيفا فأن بها خير اجناد الارض ومنذ ان من الله على المسلمين بفتح مصر وهى تقوم بهذا الدور فتصدت لجحافل المغول التى اجتاحت الشرق وتصدت للغزو الصليبي المتستر باسم الدين وفى العصر الحديث دافعت عن قضية فلسطين وخاضت الحروب تلو الحروب من اجل الدفاع عن تلك القضية والقضايا العربية الاخري فى الجزائر واليمن وسوريا والعراق وغيرها ولذا فان اسلام وعروبة مصر ليست اختيار حاكم ولكنة اختيار الهي وقد عبر الامام الغزالى رحمة الله عن ذلك عندما قال ان الاسلام كان يبحث عن مصر مثلما كانت مصر تبحث عن الاسلام ورغم ان مصر حكمت لفترات من الزمن بحكام ليسو مصريين او عرب كما حدث فى العهد العثماني وفى فترة حكم الاسرة العلوية التى بدات بحكم محمد على وحتى عصر الملك فاروق فان هؤلاء الملوك والحكام اصبحوا عربا بحكم تواجدهم على ارض مصر فلقد فتح محمد على الشام ووصل الى حدود القسطنطينية لانة ادرك ان امن مصر القومي يبداء من الشام وخاض الملك فاروق حرب فلسطين وانشاء الجامعة العربية ايمانا منة بدور مصر العربي وعندما نادي عبد الناصر بالقومية العربية فلقد عبر تلك الدعوي عن توجهات الشعب المصري وفطرتة ولم ياتي بجديد وهو ما عبر عنة فى احدي خطبة عندما قال ان القومية العربية كانت قبل عبد الناصر وسوف تظل بعد عبد الناصر ورغم الاصوات التى اشادت بالسادات عندما ابرم تلك الاتفاقية والتى كرست لسلام منفصل لان اسرائيل ارادت من تلك الاتفاقية عزل مصر عن العالم العربي للاستفراد بكل قوة عربية على حدة بعيدا عن مصر كما حدث فى العراق ولبنان ورغم ذلك فانها لم تترك مصر باعتبارها القوة العربية الاولي وان اسقاطها اسقاط للعالم العربي كلة ولكنها استعاضت الغزو الثقافي والفكري والاقتصادي بالغزو العسكري لفصل مصر عن هويتها العربية والاسلامية وكان هذا الهدف وسوف يظل هو هدف اسرائيل الاول حتى ولو كان المنفذ مصريين او عرب ولعل ما يحدث هذه الايام جزء من تلك المؤامرة التى تستهدف اسقاط مصر واضعافها وفصلها عن محيطها العربي والاسلامي ويندرج فى اطار تلك الخطة العمليات الارهابية التى تحدث فى سيناء واجزاء متفرقة من مصر ومؤامرة سد النهضة لتعطيش مصر ومحاولة ضرب السياحة ومحاولة ضرب العلاقات المصرية العربية بصفة عامة والعلاقات المصرية السعودية بصفة خاصة لان انهيار وتوتر تلك العلاقات يعني انهيار العرب خاصة بعد سقوط العراق وتقسيم سوريا وليبيا ولعل تلك المؤامرة التى تستهدف اسقاط مصر والعرب تتطلب منا اقصي درجات الحذر والحيطة ومحاولة رأب الصدع فى الداخل والخارج وبدون ذلك فأننا سوف نواجة جميعا مستقبلا مظلما وحينئذ لن ينفع الندم ولن تجدي الدموع