عقد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مؤتمراً على الإنترنت بعنوان «معركة خان طومان» بمشاركة الدكتور نصر الحريري عضو الائتلاف السوري المعارض والأمين العام السابق للائتلاف و الخبير الستراتيجي السوري المعارض العميد أحمد رحال وكذلك الدكتور سنابرق زاهدي رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
وكانت عناوين هذه الندوة:
· حجم الخسائر التي مني بها النظام الإيراني خلال الأشهر الأخيرة في ريف حلب وخاصة في معركة خان طومان
· هزيمة القوات الإيرانية في معركة خان طومان منعطف في معارك حلب. لماذا؟
· هل يستطيع نظام الملالي والنظام السوري السيطرة على مدينة حلب بزيادة عدد القوات؟
· ما ذا تقول التقارير الداخلية ومواقف زعماء نظام الملالي في هذا المجال؟
بدأت هذه الندوة من تقرير ميداني قدمّه السيد معاذ الشامي من قلب بلدة خان طومان يوم تحريرها من قوات النظام الإيراني. وجاء في جانب من هذا التقرير:
«ردا على المجازر الشنيعة التي ارتكبها النظام والطائرات الروسية في مدينة حلب بمقتل أكثر من مائتي مدني جيش الفتح يردّ ويحرّر بلدة خان طومان. نحن الآن داخل بلدة خان طومان الستراتيجي جدا التي استطاع جيش الفتح تحريرها بشكل كامل… وتم قتل أكثر من سبعين قتيلاً من الميليشيات الطائفية الأفغانية والإيرانية والعراقية واللبنانية جنسيات مختلف تساند النظام في احتراب حلب الجنوبي. اليوم نحن الآن داخل بلدة خان طومان يظهر خلفي تماما مركز خان طومان الصحي وعلى يساري مسجد ومدرسة خان طومان. البلدة محرّرة تماماً. تزامنا مع تحرير بلدة خان طومان يوم أمس كانت هناك معركة البرنة وزيدان ومحور بلدة الخالدية تحرّرت بلدة الخالدية… بالإضافة إلى محيط بلدة خان طومان الاستراتيجية القريبة من اوتوستراد دمشق – حلب… اشتباكات عنيفة… أكثر من 70 قتيلا داخل قرية خان طومان… إذن بلدة خان طومان محرّرة بالكامل إضافة إلى بلدة الخالدية تزامناً مع اشتباكات عنيفة تدور حتى هذه اللحظة في أطراف مدينة خان طومان للسيطرة على بلدة الخلسة والبلدات المجاور في ريف حلب الجنوبي. معارك مستمرة واشتباكات عنيفة. خسرت قوات النظام والميلشيات الطائفية عشرات القتلى وثلاث دبابات إضافة إلى مضادات الطيران. غنائم المجاهدين كبيرة جداً اغتنام مستودعات ذخيرة وأسلحة ثقيلة ومتوسطة لجيش الفتح. جيش الفتح يعود من جديد ويحرّر والانتصارات تعود للساحة السورية في ريف حلب الجنوبي».
بعد ذلك عرض العميد أحمد رحال تفاصيل خبر ارتكاب المجزرة بحق المواطنين الأبرياء في منطقة الساحل السوري وقال: «….حاول النظام ان يظهر الامر بانه حصل خرق امني كبير لكن المعلومات التي وردتنا تؤكد بانها كانت عملية استهداف وان هذا النظام وجميع الدوائر التابعة له شارك في عملية مدبرة .. وكان توقيت العملية هو استهداف لانه تزامن اثناء خروج الموظفين وفي الاماكن المكتظة بالموظفين والمراجعين…فبالتالي نحن امام عملية اجرام جديدة ونحن نعرف بان عمليات التفجير التي دائما تحدث في سوريا سواء في حمص او في السيدة زينب او في اللاذقية تأتي في وقت يعيش النظام فيه في وضع سياسي متأزم وبالتالي يحاول النظام توظيف تلك التفجيرات في اجندته السياسية. لدينا كثير من الشكوك نقول ان المناطق التي تحدث فيها التفجيرات تبعد عن مواقع المعارضة السورية وقوات الجيش السوري الحر سواء عن جبهة الساحل أو جبهة حماه او جبهة حمص لا يقل عن مائة اومائة وعشرين كيلومتراً وكيف وصلت تلك السيارات المفخخة رغم ان هناك وجود عشرات الحواجز الأمنية للنظام بالاضافة إلى حواجز للقوات الإيرانية … ثم لاحظنا فورا قيام النظام الأسدي بتوظيف هذه التفجيرات من خلال حملة الاعتقالات بين صفوف النازحين وحرق مخيم لهم في طرطوس والاعتداء عليهم لدينا الان 9 شهداء بين النازحين….»
وبشأن التحول الستراتيجي الذي حدث من خلال تحرير خان طومان ومحيط هذه البلدة شرح العميد احمد رحال بقوله:
« معركة خان طومان كانت معركة فاصلة حقيقة إن كان من حيث الأهداف و إن كان من حيث عدد الضحايا التي وقعت بحزب الله او بالإيرانيين او ببعض المرتزقة الأفغان الذين يشكلون العماد الرئيسي للقوة الإيرانية في حلب. دعنا نعود بالبداية أنه كيف كان التخطيط او ماهو كان المطلوب في عملية خان طومان قبل أن تبدأ وما هي الخطط الإيرانية؟ في اجتماع لخامنئي مع قاسم سليماني مع قادة الحرس الثوري الإيراني وقادة قوات القدس تم توزيع الجبهات في سوريا إلى ثلاث جبهات، على أن تتولى القوات الإيرانية جبهة حلب، وحزب الله وبعض مرتزقة الأسد تتولى جبهة دمشق، ونظام الأسد والروس يتولون جبهة حماه وجبهة الساحل. هذ التقسيم الجغرافي أولى للإيرانيين عملية التحشيد وعملية التخطيط لعملية حلب. العملية التي كانت مخططة من قبل الإيرانيين هي عملية برأسين: الرأس الأول يبدأ بخان طومان والرأس الثاني يبدأ من مخيم حندرات. خان طومان ونحن نتحدث عن الجبهة الجنوبية لمدينة حلب حيث هناك يطلّ على الاوستراد الدولي الذي يصل حلب بمدينة حماه ومن ثم يتوسع باتجاه تلبيسة … الرأس الأول يتمدد بالوصول إلى الجبهة الغربية لحلب، حيث مدينة الزهراء والمخابرات الجوية والرأس الآخر يتوسع نحو الجنوب الغربي باتجاه مدينتي كفريا والفوعة لتخليصهما من الحصار المفروض عليهما. على أن يبدأ الرأس الآخر والذي عماده لواء القدس الفسلطيني من مخيم حندرات بالسيطرة على طريق الكاستيلو الذي يعتبر خط الإمداد الرئيسي لحلب وبالتالي تصبح حلب محاصرة من اتجاه الجنوب، محاصرة من اتجاه الغرب، محاصرة من اتجاه الشمال وبطبيعة الحال قوات النظام المتواجدة شرقاً في مطار النيرب أو في مطار حلب الدولي وبالتالي تصبح حلب محاطة بالكامل ومحاصرة بالكامل وفك الحصار عن نبل والزهراء.
ماحدث وما قامت به المعارضة.
هناك عيون لا تظهر، هناك من يربك التحركات. فصائل جيش الحر لديها الكثير من العيون بمناطق النظام ولديها الكثير من القدرات على معرفة تلك الخطط. وبالتالي كانت العملية الأولى بتحرير تلّ العيس وبلدة العيس وبالتالي تم قطع طريق الوصول إلي طريق دمشق – حلب عبر حماه. العملية الأقوى التي تمت وهي عملية الخالدية- خان طومان والتي تم فيها عملية فتح جبهة بعرض من أثني عشر إلى خمسة عشر كيلومتراً وكانت هناك عملية استهداف لمقر القيادة الذي يتواجد فيه القيادات الإيرانية وقيادات حزب الله وقيادات الأفغان. عملية كانت مفاجئة تم التمويه عليها بفتح جبهة واسعة 12 إلى 15 كيلومتراً مع عملية التفاف قامت بها فصائل الثوار بالوصول إلى مقرّ القيادة وتفجيره بالداخل عبرعملية استشهادية ثم تبعتها عملية كمائن على طرق الهروب قتلت كل من كان في تلك المنطقة وبالتالي هذه العملية التي نسميها بالعلم العسكري العملية الاستباقية استطاعت أن لم تبطل فقط عملية المخططات الإيرانية بل قتلت كل من كان يخطط لتلك العملية. المعلومات تقول إن عدد القتلى من القيادات الإيرانية يصل ما بين ستين إلى ثمانين ما بين ضابط وصف ثاني من القيادة. لدي معلومات تقول أن الأفغان لديهم ما بين 120 إلى 150 قتيل. لدينا معلومة تقول أن مصطفى بدرالدين الذي قال حسن نصرالله أنه قتل في الغوطة الشرقية او قرب مطار دمشق الدولي هو قُتل في خان طومان. هذه هي العملية الأولى. العملية الأخرى التي تم في مخيم حندرات والتي استهدف لواء قدس الفلسطيني مع بعض الأفغان مع بعض المنشقين من النظام جميعنا رأينا عبر شاشات التلفزة كيف كانوا يفرون كالجرذان أمام الثوار….»
وشرح د. زاهدي ردود فعل أثيرت بشأن معركة خان طومان في داخل النظام الإيراني سواء على لسان المسؤولين للنظام أو في الصحافة التابعة للنظام وأنه لاتبقى أدنى شك بأن هذه المعركة كانت ذات أهمية خاصة في مجريات الحرب السورية بشكل عام و في مايدور منذ أشهر في محيط حلب بشكل خاص.
وأشار د. زاهدي إلى توسع نظام الملالي طولا وعرضا في العام 2014 حيث بدأ يتبجح زعماء النظام بأنههم استطاعوا من الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط من جهة وإلى باب المندب من جهة أخرى.
لكن جرت الرياح في العام 2015 باتجاه غير الذي أراده ربّان سفينة ولاية الفقيه. حيث بالونات التوسع والتضخم تنخرط وتنفجر واحدة تلو الأخرى. حيث بدأت بسقوط المالكي في العراق وبعاصفة الحزم في اليمن، وبتقدم قوات جيش الفتح في إدلب وجسر الشغور في سوريا و… وهكذا بدأت أحلام أمبراطورة ولاية الفقيه تبتخر بفعل الإبر التي غرزت في جسم بالون ولاية الفقيه.
وهنا تضرّع نظام ولاية الفقيه بروسياعلى أمل أن يستطيع بالاعتماد على القصف الروسي العنيف من فرض سيطرة قواته على الطريق السريع حلب- دمشق وتطويق مدينة حلب معقل المعارضة السورية، وفي نهاية المطاف السيطرة على حلب المدينة. وبهدف تطبيق هذه الخطة قام بثلاث محاولات كانت الأولى منها في أكتوبر من العام الماضي وتطبيق خطة «محرم» لكن النتيجة كانت مقتل عدد كبير من قادته وفي قمّتهم حسين همداني قائد قوات النظام في سوريا وإصابة قاسم سليماني بجروح بليغة. المحاولة الثانية كانت في شهر يناير من هذا العام. في هذه المرحلة حقق نظام ولاية الفقيه بعض التقدم ككسر حصار بلدتي نبل والزهراء، لكنه فشل من جديد بسقوط مزيد من قواته وجنرالاته على أرض المعركة. المحاولة الثالثة كانت محاولة مدروسة حيث اعتمد على قصف مكثّف ومتواصل للطائرات الروسية والبراميل المتفجّرة لبشارالأسد بهدف تفريغ مدينة حلب وريفها من الأهالي حتى تقوم القوات التي حشدها في المنطقة بالتقدم نحو الطريق السريع وقطعها.
في هذه الظروف جاءت هزيمة قوات الملالي في معركة خان طومان. وبدلا من تقدم القوات التابعة لولاية الفقيه أرغمت هذه القوات على الانسحاب من هذه المنطقة الستراتيجية التي ترمز إليها قرية خان طومان.
وكان في المرحلة الأولى كان مجمل قوات ولاية الفقيه حوالي ثلاثين ألف عنصر في سوريا. وفي المرحلة الثانية ضاعف النظام من قواته لتصل إلى حوال ستين ألف عنصر وفي المرحلة الثالثة زاد حوالي عشرة آلاف قوات جديدة وأرسل خامنئي قوات الجيش النظامي التقليدي أيضاً إلى أرض معركة سوريا.
وشدّد د. زاهدي أنه نظراً لسقوط أعداد كبيرة من قوات النظام وقادتهم ونظرا لقلب المعادلة من التقدم إلى الهزيمة والانسحاب من المناطق الستراتيجية وعدم نجاعة القصف الروسي لخلق مظلة دمار وخراب ونار تستطيع هذه القوات من التقدم تحت دخانه، فهذه الهزيمة تعدّ ضربة استراتيجية في مسار تصدير الحرب من قبل النظام الإيراني إلى سوريا لبقاء بشار الأسد. وهذا السبب كان وراء ما يدور داخل أروقة نظام الملالي وما جاء على لسان المسؤولين في النظام حيث يقال داخل النظام بأن النظام قد خسر خلال معركة العيس سابقا وخان طومان حالياً ما استطاع من إنجازه في ظل القصف العنيف الروسي لمدة ستة أشهر. إنهم يقولون نحن عدنا إلى الوراء إلى ما قبل التدخل الروسي. كما أشار إلى هذا الواقع ما جاء في الموقع شبه الرسمي «الدبلوماسية الإيرانية» وكتب ما نصه: «تغييرات الحقائق الميدانية التي حدثت مؤخراً وأدت إلى ضئالة التدخل الروسي إلى حدّما اتجهت في الوقت الحالي إلى اتجاه يؤثر على المكاسب الميدانية للجيش السوري في المناطق الأخرى والتي حصلت بفضل الإسناد الجوي للقوة الجوية الروسية.» كما نرى بعض المحللين من قادة آلجيش السوري الحر يقارن بين هزيمة النظام الإيراني في معركة خان طومان وبين انسحاب القوات الإيرانية من شبه جزيرة الفاو في الأشهر الأخيرة من الحرب الإيرانية العراقية في العام 1988 والتي أدت بسرعة إلى تجرع خميني كل سمّ وقف اطلاق النار. وهنا يمكن فهم سبب هجوم الصحف الإيرانية وبعض قادة النظام على الروس واتهامهم بالخيانة. أو التهديد بالثأر من السوريين وهذا ما فعله محسن رضائي القائد العام السابق لقوات الحرس وعلي شمخاني سكرتير المجلس الأعلى لأمن النظام.
وتطرّق الدكتور نصر الحريري إلى مجريات الأحداث من منظور استراتيجي وخاصة بشأن حدوث شرخ بين النظامين الروسي والإيراني وقال:
«كلنا يعلم طبيعة المشروع الإيراني في المنطقة، والمشروع الإيراني مختلف تماما عن المشروع الروسي طالما تغنى المسؤولون الإيرانيون بسيطرتهم على أربع عواصم عربية منها بغداد، ودمشق وبيروت وحتي صنعاء. وهناك كذلك عواصم أخرى على الطريق. وهم حتى هذه اللحظه يعيشون أحلام الإمبراطورية القديمة ويتغنون اليوم بالعاصمة التاريخية الحضارية الثقافية وهي بغداد. لذلك هذا المشروع لن يتنازل بحال من الأحوال عن ممره من لبنان وجنوب لبنان وهي سوريا. لذلك فهمنا منذ البداية أن نظام الملالي تدخل بشكل مباشر وبكامل قواته وحتى أرسل قوات نخبة وقادة من قوات الحرس الثوري الإيراني من الصف الأول من أجل المحافظة على سوريا وعلى عاصمتها دمشق.
بالفعل بعد ارتفاع وتيرة الهزائم التي مني بها النظام في منتصف عام 2015 زار قاسم سليماني بوتين وطلب منه التدخل بالغطاء الجوي حتي أصبحت قوات الملالي تسيطر على الأرض إضافة إلى المليشيات العراقية الطائفية والميليشيات الأفغانية وحزب الله في حين يقوم الروس بتأمين الغطاء الجوي اللازم من أجل تأمين هذا التقدم. استثمرت هذه العلاقة الوثيقة خلال الأشهر الأولى التي تدخل بها الروس في عدوانهم الغاشم على الشعب السوري واستطاعوا تحقيق بعض التقدمات خاصة في المنطقة الشمالية من أجل فرض واقع جديد في العملية السياسية نتاجها هو أن يتم إعادة تعويم نظام بشار الأسد وتسويقه سياسيا واعلاميا وعسكريا حتي تتم المحافظة عليه في المرحلة الانتقالية وربما في مستقبل سوريا. الروس بعد أن تدخلوا مباشرة في سوريا وذاقوا طعم الخسارات العسكرية والخسارات الاقتصادية وما إلى هنالك باعتقادي أصبحوا من الأطراف التي تسعى بجد للوصول إلى الحل في الملف السوري لكن وفق المقاسات الروسية. هذا ما أغضب نظام بشار الأسد وأغضب حلفاءه نظام الملالي لأن باعتقادهم هذه المعركة هي معركة كسر عظم وهي معركة حتى النهاية، واكثر من مرة عبّروا أن بشار الأسد ومقام الرئاسة هو خط أحمر لايمكن الحديث عنه . هذا الامتعاض لم يظهر في بداية الاتفاقات لأن باعتقادهم هذه العملية لن تنجح ولن ترى النور. عند ما رأوا أن الروس جادين في اتفاقهم مع الأمريكان في مناقشة قضية الانتقال السياسي، ولو أن هذا النقاش لايرضينا نحن كشعب سوري لكن هذا النقاش لن يرضي إيران ولن يرضي نظام بشار الأسد لذلك بدأت بوادر الاختلاف او ظواهر الاختلاف تظهر على الفرقين. وهناك الآن معلومات مؤكدة من قلب العاصمة دمشق، من مؤسسات القرار السياسي والعسكري في دمشق بأن هناك خلافات في وجهات النظر ما بين الحليفين اولا بين نظام بشار الأسد ونظام الملالي إضافة إلى النظام الروسي. وهذا باعتقادي يعتبر أحد أهم الأسباب التي منعت روسيا من تأمين الغطاء الجوي في معارك العيس وخان طومان وريف حلب الجنوبي وريف حلب الشمالي في إشارة واضحة بأن الروس غير راضين عن مثل هذه التصرفات الإيرانية و من أنهم ماضون في الحل السياسي الذي اتفقوا فيه مع الولايات المتحدة الأميركية. هذا يضاف إلى رسائل سابقة منها رسالة سياسية أعلن عنها بوتين في بداية مرحلة الجولة التفاوضية الثانية عند ما أعلن عن سحب بعض القوات او الجزء الأكبر من القوات والطائرات العسكرية الموجودة في سوريا. باعتقادي هذا الخلاف خلاف واضح وظاهر وهذا الخلاف سيظهر أكثر وسيزداد عمقاً خلال الفترة المقبلة بأن نظام الملالي يريد من روسيا أن تدخل معه في حرب مدمرة حتى النهاية بغية الحفاظ على نظام بشار الأسد في حين أن الروس يريدون بالفعل الحفاظ على نظام بشار الأسد لكن ليس بالطريقة التي يطلبها الإيرانيون، وهذا عائد إلى الاختلاف في مشروع نظام الملالي الذي يهدف إلى التدخل في شؤون المنطقة والسيطرة عليها كلها وبين المشروع الروسي الذي دخل من أجل حمايه مصالحه والدفاع عنها. »