تمكنت مديرية أمن بورسعيد، اليوم من كشف غموض واقعة العثور على جثتين، الأولى لسيدة متفحمة والأخرى لرضيع عثر عليه غريقًا بترعة أم الريش بالقرب من قرية الرضوان بحي الجنوب ببورسعيد.
في 12 مايو الجاري ورد بلاغ لقسم شرطة الجنوب بالعثور على بقايا لجثة محترقة ومتفحمة تمامًا داخل كمية كبيرة من الرماد المتخلف نتيجة احتراق قش الأرز، وذلك بقطعة أرض زراعية بعيدة عن المساكن، وأثناء الفحص عثر على جثة لطفل غريق بترعة فرعية لترعة أم الريش بالقرب من مكان الجثة الأولى، وفى نطاق خط سير واحد.
وبعرض المعلومات علي اللواء محمود الديب، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن بورسعيد، أمر بتشكيل فريق بحث بقيادة اللواء إبراهيم الديب، مدير إدارة البحث الجنائى بالمديرية بالتنسيق مع فرع الأمن العام.
وتوصلت جهود فريق البحث إلى تحديد شخصية المجنى عليهما، وتبين أن الجثة المتفحمة لـ”سمية.ال” ـ21 سنة، ربة منزل ،وأن (الطفل الغريق) هو نجلها “إسلام.م” ويبلغ عامين.
وبتكثيف التحريات وجمع المعلومات حول علاقات وخلافات المجنى عليها، تبين أنها سيئة السمعة وتربطها علاقة غير شرعية بــ “سيد. م.ا”، وأنها كانت تقيم إقامة شبه دائمة معه بمكان عمله بغرفة الحراسة بمنطقة بروتكس بحي الضواحى، مدعيًا أنها نجلته، وعند افتضاح أمره ترك العمل وتوجه للعمل بمصنع تحت الإنشاء بالمنطقة الصناعية جنوب بورسعيد، وترددت عليه المجني عليها لتخزين البضائع الأجنبية غير خالصة الرسوم الجمركية التي كانت تقوم بتهريبها.
وبتكثيف جهود البحث تمكن ضباط إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن بورسعيد من تحديد شخصية “سيد ال”، وشهرته البواب ــ 57 سنة ــ عامل زراعي ــ مقيم بديرب نجم بمحافظة الشرقية وله محل إقامة آخر بقرية العاشر من رمضان ببورسعيد.
وأكدت التحريات أن البواب وراء ارتكاب الواقعة، وشوهد ليلة الحادث وبصحبته المجنى عليها ونجلها الرضيع بموقف السيارات الأجرة خارج المحافظة، واستقلا ميكروباص ونزلا أمام مدخل قرية العاشر، وتوجها لمكان الواقعة ،وأضافت التحريات أن “البواب” ترك المنطقة وهرب خارج المحافظة بعد ارتكابه الواقعة.
وبمناقشة نجل المتهم،البالغ من العمر 32 عاما، أقر بقيام والده بإخباره بارتكابه واقعة القتل وهروبه خارج المحافظة.
وتمكن ضباط فريق البحث من تحديد مكان اختباء المتهم بقرية اليسر بمركز النوبارية بمحافظة البحيرة ،ويقيم لدي أحد أصدقائه، وتم إعداد مأمورية مكبرة وتمكنت من مواجهته بما توصلت إليه التحريات ،واعترف بارتكاب الواقعة.
وأكد أنه كانت تربطه علاقة غير شرعية بالمجني عليها، وأنها كانت تتردد عليه بمكان عمله الجديد بمصنع أطلس لتخزين البضائع الأجنبية غير الخالصة الرسوم الجمركية التي تقوم بتهريبها ،وكانت تحتفظ معه بمبالغ مالية خاصة بها، وقامت بالاتصال به وأخبرته برغبتها في استرداد أموالها ،فأخبرها برغبته في معاشرتها، فوافقت وتوجهت لمقابلته وبصحبتها نجلها، وتوجها سويًا إلى المكان المتفق عليه لمعاشرتها.
وفور مشاهدتها المكان أدركت أنه لا يناسبها، ورفضت معاشرتها فيه، وحدثت بينهما مشاجرة ،فحاول جذبها عنوة فأشهرت سكينا “كانت تعتاد الاحتفاظ بها معها” إلا أنه تمكن من انتزاعها منها فأسرعت بالعدو حاملة طفلها للعودة للطريق ومغادرة المكان، فقام باللحاق بها وانتزع الطفل منها وقام بإلقائه بمياه ترعة فرعية لترعة أم الريش لرفضها ممارسة الجنس معه، فهربت المجني عليها وهى تصرخ وتستغيث وتهديده بالإبلاغ عنه.
فقام باللحاق بها وطعنها بالسكين عدة طعنات بالصدر والرقبة حتى فارقت الحياة ،وسكب عليها مادة مساعدة على الاشتعال ووضع قش الأرز عليها وأشعل النيران بها للتأكد من وفاتها خشية افتضاح أمره ،وفر هاربًا إلى أن تم ضبطه.