يعد الخشب من أقدم المواد المستعملة لأغراض البناء، ولآلاف السنين استخدم لبناء بعض أعظم عجائب المعمار في العالم.
وفيما يبحث المهندسون المعماريون عن المزيد من المواد المستدامة، بدأ البحث عن جديد ألا وهو إعادة المواد “الخضراء” مرة أخرى إلى عالم البناء بطريقة غير متوقعة تماما.
فخلال العام الماضي، عمل مجموعة من العلماء في جامعة ماريلاند في كولج بارك بالسويد على تطوير نسخة شفافة من الخشب، حيث يعتبر هذا الخشب “غير مرئي” وفقا لما قاله الدكتور ليانغبينغ هو، من إدارة الجامعة لعلوم المواد والهندسة، واصفا هذا الابتكار بأنه أكثر ثباتا من الخشب التقليدي، ويمكن استخدامه عوضا عن مواد أخرى غير صديقة للبيئة مثل البلاستيك.
ويمكن للخشب الشفاف أن يحدث ثورة في مفاهيم التصميم ويحد من تكاليف التدفئة ويساعد على خفض استهلاك الوقود، في حال تم اعتماده بدلا من الزجاج والفولاذ اللذين يُعتمدان بشكل كبير في العمارة الحضرية الحديثة في العالم.
وتتمثل عملية صنع الخشب الشفاف في خطوتين، الأولى إزالة مادة الليجنين العضوية الموجودة في النباتات الوعائية والمسؤولة عن إعطاء الخشب لونه “الأصفر” كيميائيا، وهذه الخطوة تستخدم في صنع لب الورق، أما الخطوة الثانية فهي حقن القنوات أو عروق الخشب بمادة “الإيبوكسي” والتي هي مادة كيميائية مقوية.
ويمكن استخدام الخشب الشفاف في النوافذ والواجهات شبه الشفافة بطريقة تسمح بنفاذ الضوء مع الحفاظ على الخصوصية في الوقت نفسه. كذلك تعد هذه مادة مثالية للبطاريات الشمسية بما أن الخشب الشفاف منخفض التكلفة ومتوفر ومتجدد.
وكشفت الدراسة أن درجة ضبابية هذا الخشب المنخفضة تسمح باستغلاله في صناعة البطاريات الشمسية التي تحول طاقة الشمس إلى كهرباء.
وسيوفر الخشب إمكانيات واسعة للمعماريين والمهندسين، الذين يبحثون عن مواد بناء صديقة للبيئة، ومن المحتمل أن تأتي صناعة هذا الخشب “مساوية أو متجاوزة لصناعة الفولاذ إذ تكمن أفضلية الخشب في كونه أخف وزنا”.
ويعمل فريق الدكتور “هو” حاليا على تطوير وتوسيع وتمويل البحث، كما يتوقع أن يتوفر الخشب الشفاف في الأسواق التجارية في غضون السنوات القليلة المقبلة.