استهدفت طائرة مجهولة صباح الخميس محيط المدرج الرئيسي لمطار قاعدة معيتيقة الجوية، الذي تعتمده حكومة طرابلس دون إلحاق أضرار، وذلك قبل جولة جديدة من المفاوضات بين طرفي النزاع السياسي.
وقال المتحدث باسم أجهزة المطار فوزي الميلادي إن “حركة الطيران لم تتأثر ولا تزال الرحلات تسير بشكل طبيعي”.
يذكر أن قاعدة معيتيقة، التي تعتمدها حكومة طرابلس مطارا بعدما تسبب النزاع المسلح بين طرفي الأزمة في إغلاق المطار الرئيسي للعاصمة، تعرض أكثر مرة للقصف من قبل قوات حكومة طبرق، ما دفع بمعظم شركات الطيران الأجنبية إلى إلغاء رحلاتها إلى طرابلس.
وحسب الميلادي، فإن المطار يسير حاليا رحلات من وإلى اسطنبول ومالطا ونيامي (النيجر) والخرطوم إلى جانب رحلات داخلية إلى مطاري طبرق والأبرق شرقا.
ومن المفترض أن تستانف الطائرات الليبية التابعة للخطوط الجوية الرسمية وطيران “الإفريقية” يوم الجمعة رحلاتها إلى تونس، وتحديدا إلى مطار صفاقس شمال شرق العاصمة التونسية، بعد نحو ستة أشهر من التوقف، حسب تأكيد الميلادي.
وقتل 12 شخصا الخميس 19 مارس/آذار من قوات تابعة “لحكومة الإنقاذ الوطني” في اشتباكات مع مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” في منطقة النوفلية قرب مدينة سرت شرقي العاصمة الليبية.
وأكدت الحكومة الليبية في بيان مقتل جنودها وقالت “سقط 12 قتيلا من الجيش الليبي على يد عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة النوفلية”.
وتشهد مناطق قرب سرت اشتباكات عنيفة بين تنظيم “داعش” والجيش الليبي منذ مطلع الأسبوع الجاري.
بلدة النوفلية معقل التنظيم
وتعتبر بلدة النوفلية الواقعة على بعد نحو 120 كم شرقي مدينة سرت (نحو 450 كم شرق طرابلس) معقلا لتنظيم “الدولة الإسلامية” الذي بسط سيطرته منذ فبراير/شباط الماضي على مناطق واسعة من سرت.
هدد القيادي في تنظيم “الدولة الإسلامية” أبو محمد الفرجاني، الأربعاء، “كتائب مصراتة” ، وقوات “فجر ليبيا” بالتفجير والذبح، ردا على العمليات العسكرية التي تجري حاليا في مدينة سرت الليبية.
ووجه القيادي تهديده إلى الأطراف المتحاورة في جنيف والمغرب والجزائر.
كما تعهد القيادي في التنظيم بـ “فتح” مصراتة كما “فتحت” مدينة الموصل، ووعد بتحويل مدينة سرت إلى مثيل للفلوجة العراقية.
ويستمر النزاع في مدينة سرت الليبية التي تشهد اشتباكات بين “الكتيبة 166″ المدعومة من قوات ما يعرف بـ”عملية الشروق” والمكلفة بحراسة الموانئ النفطية من جانب، وبين مسلحي تنظيم ما يسمى “الدولة الإسلامية” من جانب آخر، في مواجهة تعد الأولى من نوعها بين الطرفيين.
ويشير مراقبون في الشأن الليبي إلى أن تنظيم “الدولة الإسلامية” تحالف مع مؤيدين للنظام السابق في هذه المنطقة التي تمتلك حقولا نفطية هامة، ما ساعده في السيطرة على أجزاء كبرى من مدينة سرت ومناطق أخرى قريبة منها.
كما يتواجد تنظيم “داعش” في مدينة درنة الواقعة على بعد نحو 1300 كم شرق طرابلس والخاضعة لسيطرة مجموعات إسلامية مسلحة متشددة.
المغرب وحلقة جديدة من المفاوضات بين الفصائل الليبية
من المقرر أن تعقد جلسة جديدة من المفاوضات بين الفصائل الليبية الخميس في المغرب، بهدف التوصل إلى وقف الاقتتال وإنهاء الأزمة السياسية بالبلاد.
وكانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا حثت في بيان الأربعاء أطراف النزاع على وقف التصعيد العسكري وتركيز جهودها بدلا من ذلك على مكافحة هذا “العدو المشترك”، في إشارة إلى تنظيم “داعش”.
ولم يشارك مجلس النواب المنتخب بفاعلية في الجلسة الأخيرة للحوار، لكن وكالة “فرانس برس” نقلت عن نائب ليبي قوله إن “ممثلين عن مجلس النواب المنتخب سيشاركون في جلسة الحوار بالمغرب، رغم أننا لا نملك أي تصور محدد حول ما يمكن أن تخرج به هذه المحادثات”.