تحت العنوان أعلاه وبمبادرة من المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عقدت مؤتمر على الإنترنتلاى بمشاركة كل من سماحة الشيخ الدكتور تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين سابقاً وإمام جامع مدينة الخليل، ومعالي الدكتور بسّام العموش وزير التنمية سابقا في المملكة الاردنية وسفير الأردن في ايران و أستاذ الشريعة في الجامعة الإردنية، وآية الله جلال جنجه ئي رئيس لجنة حرية الأديان في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، والدكتور سنابرق زاهدي رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. وكان محاور النقاش على النحو التالي:
– تاريخ نظام الملالي يشهد بأن هذا النظام لايهمه أداء فريضة الحج إلا إذا استطاع متابعة سياسته الخاصة في استغلال الحج
– في نظرية ولاية الفقيه يمكن حظر جميع العبادات والمناسك والطقوس الدينية من أجل الحفاظ على اساس النظام
– كيف يستطيع النظام الحاكم في إيران من قبول هذه العزلة الشاملة بين جميع البلدان الإسلامية خاصة بعد إدانة هذا النظام في قمة اسطنبول؟
– ما هي أفضل الطرق الناجعة لمعالجة هذا التصرف الشاذ من قبل نظام ولاية الفقيه؟
واستهل د. زاهدي كلمته بتقديم التهنئة إلى جميع المشاهدين وإلى الأمتين العربية والإسلامية بحلول شهر رمضان المبارك، ثم واصل حديثه بالقول: بعد جولتين من المفاوضات لم يقبل نظام ولاية الفقيه في نهاية المطاف الالتزام بالقوانين والأسس المعمول بها في أداء مناسك الحج والتي وقع عليها كل الدول التي يأتي منها الحجاج لأداء هذه الفريضة، وأعلن على لسان وزير الإرشاد في النظام علي جنتي المحسوب على التيار «المعتدل» بأن الإيرانيين لن يذهبوا هذا العام للحج.
هذا الموقف كان بالرغم من الليونة التي أبدتها المملكة العربية السعودية في التعامل مع هذا الموضوع كما جاء في بيان وزارة الحج والعمرة «تمت تلبية رغبة رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية والوفد المرافق له … وقد تم استقبال الوفد رسمياً واستضافتهم وتقديم كافة … و قدمت وزارة الحج والعمرة عددا من الحلول لكافة النقاط التي طالبت بها منظمة الحج والزيارة الإيرانية والمتمثلة في إصدار التأشيرات بشكل إلكتروني من داخل إيران بموجب آلية اتفق عليها مع وزارة الخارجية السعودية… والمناصفة في نقل الحجاج بين الناقل الوطني السعودي والناقل الوطني الإيراني، والموافقة على طلب الوفد الإيراني السماح لهم بتمثيل دبلوماسي عبر السفارة السويسرية لرعاية مصالح حجاجهم ، حيث تم التنسيق الفوري مع الجهات المختصة لتنفيذ ذلك.»
وأضاف زاهدي أن النظام الحاكم في إيران كان منذ الأعوام الأولى من سلطته ينظر إلى السعودية بأنها يجب أن تخضع لهمينة نظام ولاية الفقيه. وليس سرّاً أن خميني في أهم خطاب له في حياته، أي الخطاب الذي أعلن خلاله عن قبول وقف اطلاق النار في الحرب الإيرانية العراقية في العام 1988، قال إننا ولو تصالحنا مع صدام حسين ولو تصالحنا مع عن إسرائيل لكننا لن نتراجع عن حكومة «النجد والحجاز». من هذا المنظار نظام الملالي ينظر إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة بأنها مركز للعالم الإسلامي الذي يجب أن يكون تحت سلطته. ولم يخف النظام هذا المطلب في أي وقت من الأوقات سواء في عهد خميني أو في عهد خامنئي. كما أن في عام 1980 حاول بعض المنتمين لنظام الملالي السيطرة على المسجد الحرام وفي العام 1986 بعث هذا النظام بعديد من الحقائب المليئه بالمتفجرات في موسم الحج للقيام بالقتل والإرهاب في رحاب بيت الله الحرام. وفي أكبر حدث من هذا النوع أي محاولة نظام الملالي لإثارة الشغب في العام 1987 والذي أدى متقل مئات من الحجاج من الإيرانيين وغير الإيرانيين فرض النظا الحظرعلي سفر الإيرانيين لإداء الحج لمدة ثلاث سنوات. وبالمناسبة بعض قادة ما يسمى بحركة الاعتدال والذين أصبحوا بعد ذلك من القريبين جدا بمحمد خاتمي كانوا يقودون تلك المظاهرة في مكة المكرمة. مهدي كروبي الذي كان أنذاك امير الحجاج الإيرانيين والمنصوب من قبل خميني صرّح بهذه الحقيقة بعد سنوات.
من جهة أخرى الحكومة في منطق ولاية الفقيه لا يمكن أن تكون ملتزمة بأي قيد أو شرط. ففي يناير من العام 1988 عندما أعلن رئيس جمهورية النظام آنذاك و”الولي الفقيه” مستقبلاً علي خامنئي في صلاة الجمعة بطهران أن :”يجب القول أن الحكومة التي هي فرع من ولاية الفقيه لرسول الله هي واحدة من الاحكام الاسلامية الاولية وهي مقدمة على جميع الاحكام الفرعية حتى الصلاة والصوم والحج …. وتستطيع الحكومة من جانب واحد الغاء العقود الشرعية التي أبرمتها مع الشعب في حالة يتعارض ذلك العقد مع مصالح الدولة ومصالح الاسلام…..وتستطيع أن تمنع أي أمر عباديًا كان أو غير عبادي من شأنه أن يتعارض مع مصالح الاسلام…”.
نعرف أن النظام الحاكم في إيران راهن خلال فترة حكمه على الدجل وتضليل السذّج من الناس في البلدان العربية والاسلامية وكان ارتكازه على هذه القوى ارتكازا ستراتيجيا. لكن بفعل الجرائم التي ارتكبها هذا النظام خلال فترة حكمه ضد أبناء الشعب الإيراني وخلال الأعوام الأخيرة في العراق واليمن ولبنان وبشكل خاص في سوريا سقط ورقة التوت من هذا النظام وشعر جميع المسلمين أن الشعارات التي يطلقها نظام الملالي شعارات جوفاء من دعم المستضعفين في العالم ومناوءته للاستكبار على حد قوله ودفاعه المزعوم عن فلسطين وغيرها من الأكاذيب. فبدأت جميع شرائح المجتعات الإسلامية تأخذ مسافة من هذا النظام. وكان أكبر مظهر لهذه الظاهرة الجديدة مؤتمر القمة للدول الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي في شهر إبريل من العام الجاري في اسطنبول، حيث صوّت جميع الدول في بيانها الختامي ضد النظام الحاكم في إيران وتصديره الإرهاب إلى مختلف الدول. فدخل نظام ولاية الفقيه في عزلة خانقة بين جميع البلدان الإسلامية حيث ندّدت هذه الدول بالاجماع بإرهاب نظام الملالي في الدول الأخرى.
فكان من المفترض أن يحاول نظام ولاية الفقيه لكسر هذه العزلة الخانقة من خلال التعامل الإيجابي مع القضايا التي تهم العالم الإسلامي. لكنه خرج مرة أخرى من الإجماع الإسلامي وتمسّك بشعاراته وبموافقه التي يعرف هو قبل أي طرف آخر بأنها تشدّد من عزلته عن محيطه الأقليمي والإسلامي. فالسوآل الذي يبرز هنا هو: ما هو الدافع لمثل هذه المواقف الخطرة؟ والجواب هو أن نظام ولاية الفقيه مبني على تصدير الإرهاب والحروب والتدخل في مختلف دول الشرق الاوسط. فلايمكن له التراجع عن مثل هذه الخطة أيا كانت الظروف. لأنه يعرف جيدا أن تراجعه عن تصدير الحروب معناه موت النظام في الداخل الإيراني. فهو ينظر إلى الحج ولحضور عناصره في أيام الحج كميقات للتواصل مع من تبقى منهم من المسلمين الذين لديهم جاهزية الاستقطاب من قبل الملالي وإذا لم تكن هناك هذه الإمكانية فمن المفضل التحرك نحو حظر الحج. في هذه الحالة قضية البرائة من المشركين تأخذ طابعا محوريا لنظام الملالي بحيث لايستطيع التنازل عنه.
وقال سماحة الشيخ تيسير التميمي في كلمته بعد تهنئة حلول شهر رمضان المبارك إلى الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها وتمنياته من الله أن يحقق الانتصارات على الطواغيت وعلى من يسيؤون إلى الإسلام ومن يمنعون الشعب الإيراني الشقيق من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام ألا وهو فريضة الحج.
نعم كان أجماع من الأمة الإسلامية في القمة الإسلامية في استنطبول والتي مثّلت الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها بإدانة نظام الملالي نظام ولاية الفقيه الذي ارتكب الكثير من الجرائم بحق هذه الأمة، مجازر وحروب وارهاب وتطرف. هذا النظام لاعلاقة له بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد وإنما يريد أن يوظّف الإسلام لتحقيق مصالحه المشكوفة والمعروفة. هناك مشروع لا علاقة له بالإسلام لكنه يريد أن يستغلّ الإسلام لتحقيق ذلك. هذه الجرائم والحروب التي يحاول النظام أن يرتكبها في العراق وفي سوريا وفي اليمن وفي لبنان وفي كثير من المناطق، وكل هذه تؤكد أن هذا النظام نظام شاذّ، نظام له أجندة لا علاقة لها بالإسلام. والذي يؤكد أن هذا الأمر من أبجديات ومن أولويات هذا النظام أنه حينما أراد أن يفرض على المملكة العربية السعودية الأجندة التي يريد في موسم الحج أي الفوضى وإشاعة عدم الاستقرار في عبادة هي ركن من أركان الإسلام. السعودية تعقد اتفاقيات مع كل الدول حول ترتيبات أداء الحج وهي تسّهل على المسلمين كافة أداء فريضة الحج وتبذل السعودية في سبيل ذلك الغالي والنفيس وتهيئ مناسك مريحة للحجاج. وحينما رفضت هيئة الحج الإيرانية هذه الترتيبات بالرغم من أن السعودية أبدت ليونة في بعض المسائل في موضوع التأشيرات، في موضوع التمثيل الدبلوماسي وفي كثير من الأمور إلا أن نظام ولاية الفقيه أراد أن يمنع الشعب الإيراني من أداء فريضة الحج في هذا العام. لماذا؟ لأنه يعاني من العزلة، يعاني من إجماع الأمة بكاملها على أن هذا النظام خارج عن إجماع الأمة، فيريد أن يحاول أن يخدع الأمة بأن السعودية هي التي منعت أبناء الشعب الإيراني الشقيق من أداء فريضة الحج. والحقيقة عكس ذلك. السعودية قدّمت كل التسهيلات في مذكّرة التفاهم التي كادت أن توقّع لكن نظام الملالي هو الذي أعلن عن عدم مشاركة الشعب الإيراني هذا العام في أداء فريضة الحج. نعم نظام ولاية الفقيه يريد أن يستغل فريضة الحج للترويج لباطله وللترويج لإرهابه وللترويج للحروب التي يقوم بها في البلاد العربية التي قتل فيها مئات الآلاف من المسلمين في سوريا وفي العراق وفي اليمن وفي غيرها من البلاد. نعم يريد أن يوظّف مناسك الحج للترويج لهذا الباطل بمسيرات وبمظاهرات وبشعارات لا علاقة لها بالإسلام. لكنه يريد أن يخدع الأمة باستغلال مناسك الحج…نظام الملالي يريد ان تسود مناسك الحج الفوضى وعدم الاستقرار وعدم الهدوء. نعم عام 1987 أنا كنت هناك وأديت فريضة الحج ذلك العام ورأيت الجرائم التي ارتكبها نظام الملالي وقتل جراء ذلك مئات من الحجاج سواء من الإيرانيين اوغير الإيرانيين. فهو يريد أن ينشر الفوضى وعدم الاستقرار حتى يروّج أن المملكة العربية السعودية ليست مؤهّلة لحماية الحجاج. بالعكس نظام الملالي يريد أن يفسد كل هذه الترتيبات والمناسك ولو أدى ذلك إلى منع أداء فريضة الحج. هذا النظام لا علاقة له بالإسلام و لا بفرائض الإسلام لا الحج ولا غيرها. إنما يريد أن يستغل الإسلام لترويج باطله، الباطل الذي روّج من خلاله الأفكار التي تتنافى مع أصول الإسلام تتنافى مع ما أجمعت عليه الأمة من أصول مستمدّة من كتاب الله عزّ وجلّ من سنة نبينا محمد (ص)، يريد أن يخلق إسلاماً خاصاً به لا أساس له ولا يعتمد على أصل من أصول الإسلام. وأنا أقرّر وأقول أن القمة الإسلامية التي عقدت في اسطنبول والتي أدانت ممارسات هذا النظام والتدخل في شؤون الدول العربية وغير العربية كان قراراً حكيماً وفي محله وهو إجماع من الأمة، إجماع من مليار وسبعمائة مليون مسلم في مشارق الأرض ومغاربها أن هذا النظام خارج عن إجماع الأمة، خارج عن قيم هذا الدين العظيم، عن قيم الإسلام السمحة التي تجمع ولا تفرّق. الإسلام دين الوحدة، الإسلام لايفرق بين عربي وغير عربي، لكنهم يريدون أن يفرّقوا… نعم أقول أن في نهاية الأمر يتحمل هذا النظام وزر وإثم من كان يمكن أن يؤدي فريضة الحج في هذا العام. عدم أداء فريضة الحج من قبل نظام الملالي فهو يتحمل وزر وإثم عدم تأدية عشرات الآلاف من أبناء الشعب الإيراني الشقيق هذا العام.
نعم آن أن يعي هذا النظام بأن الأمة الإسلامية ترفض هذا النظام بباطله وبأفكاره وبتطرفه وبتصديره للتطرف والإرهاب في كل مكان في العام وفي المنطقة. هذا الإهاب الذي نشاهده في كل مكان هو صنيعة نظام الملالي…
نحن من بيت المقدس نتوجه لأمتنا الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها أن تعي خطورة هذا النظام، وكما أجمعت الأمة الإسلامية في قمة اسطنبول على إدانة هذا النظام كذلك الشعوب مطالبة بإدانة هذا النظام وكشف حقائق هذا النظام الذي يحاول إفساد الإسلام ويحاول الإساءة بالإسلام وبالمسلمين… وهذا النظام شاذّ عن الأمة وعلى الأمة أن تحدّد الموقف الحاسم والحازم تجاه ممارسات هذا النظام.
وفي حديثه عن تصرفات النظام الإيراني وولاية الفقيه في مناسك الحج تحدث آيـة الله جلال كنجه ئي وقال في جانب من حديثه:
«نعم، نظام الملالي يستغلّ الحج لأهداف متعددة وأهداف دعائية والتقاط فرائس من شبان المسلمين ليسغلّهم كخلايا للتجسس والإرهاب. وعند ما يغض الطرف عن هذا الاستغلال فمعناه أنه أمام خطر أكبر من الفرص التي يستفيد منها في موسم الحج. ومن أجل ذلك لا أكتفي بما يقال صحيحاً من «تسييس» الحج وغيره، بل أهتم بتدقيق الموضوع. بمعنى أن نظام الملالي ومنذ عشرات السنين أحدث بدعة في الحج ودفع الآخرين بأن يقبلوا منه بأن هذه البدعة شعيرة من شعائر الحج حسب الفقه الشيعي. نظام الملالي أضاف إلى مناسك الحج مظاهرة مشينة يسمّيها مراسم «البراءة من المشركين». ومن له علم بالفقه الشيعي يعرف بأن فقه الشيعة بالنسبة لمراسم الحج لايختلف عما يعمله المسلمون كافة من الإحرام والطواف والرمي والسعي والتقصير والذبح وما إلى ذلك. والشيعة كغيرهم مقتنعون بأن العبادات توقيفية لايجوز لأحد أن يضيف على شعائرعلّمنا إياها الرسول صلوات الله وسلامه عليه شخصياً في مراسم حجة الوداع. ولكن الملالي هم الذين أحدثوا هذه البدعة. وأضيف أن كتب الفقيه الشيعي ومراجع الفقه عندهم من «مبسوط» للشيخ الطوسي وإلى جواهر العلوم وغيره من كتب المعاصرين خالية تماما عن شعيرة تسمى البراءة عن المشركين. فنظام الملالي هو الذي أحدث هذه البدعة وقبلها الآخرون أو اغمضوا عنها لأسباب لانريد الخوض فيها. وفي السنين الأخيرة وبعد تكثيف النظام في استغلال الحج لأغراض لن تقبل منه وخصوصا البلبلة التي شاهدناها في السنة الماضية، لما يطلب منه أن يترك هذا الضجيج لا يمكنه أن يقبل ويتحمل قبوله لا لغرض ديني بل لدليل سياسي اريد أن أشير إليه.
الكل يعرف أن التراجع من بدعة وضعه خميني نفسه واستمر النظام على تكراره في طول هذه المدة، إذا أرادوا التراجع عن هذه البدعة يحتاج إلى زعيم قوي نافذ الكلمة حتي يستطع من قبول مثل ذلك التراجع. وعلي خامنئي الولي الفقيه الحالي في إيرن أضعف بكثير من أن يبادر بمثل هذا التراجع. فنظام الملالي لن يتراجع لأنه لا يقدر على ذلك، رغم أنه يفقد مصالحه الكثيرة وشتى استغلالاته من موسم الحج.
وأذا أردنا أن نواجه هذه المشكلة فعلينا أن نفهم مغزاها أولا. الدولة الإسلامية الوحيدة المصدّرة للإرهاب تحت مسمي تصدير الثورة بدأت تظهر عجزها عما تفعل. ولذا أهم شيئ يجب على الكل هو التعرف على هذا الضعف والاستفاده من هذه الفرصة لكبح هذا الظالم المتغطرس الذي إذا تمكّن يرضى بقتل الحجاج في وقت المواسم المباركة كما شاهدناه في عهد خميني، حيث قتل مئات من الحجاج الإيرانيين في مكة نفسها. ولذا الطريق الصحيح هو المقاومة حيال تصرفات النظام في أي فرصة يتمكن المسلمون أن يقاوموا مطامعه المسيئة والمشينة.
أحبّذ استقامة الدولة السعودية وعدم رضاها قبال مطامع الملالي، وأدعو الله أن يجعل الحج في هذه السنة حجاً آمناً مريحا على كل المسلمين وأرجو من جميع الحجاج أن يقوموا بالدعاء أن يتفضل الله تعالى على الإسلام وعلى المسلمين وأن يسهّل على الحجاج الإيرانيين بأن يقوموا بأداء فريضة الحج في السنوات القادمة في أمن وأمان وبعد ما ارتاحوا من مظالم هذا النظام الذي نرجوا ونعمل لإسقاطه بشتى الوسائل.»
وبدوره تحدث الدكتور بسّام العموش حول مواقف النظام الإيراني في قضية الحج وقال:
« أنا اتفق مع ما تفضلا به جملة وتفصيلاً، وأشكر فضيلة آية الله على هذا التحليل العميق واحبّ أن أضيف أن نظام الملالي لايمثّل الشعب الإيراني. الشعب الإيراني شعب مسلم وشعب طيب. أنا عشت بينهم ووجدت أن هذا الشعب لم يستفد من ما سمّي بثورة خميني. لا يزال الفقراء على فقرهم ولا تزال البيوت الطين على حالها والغريب لدولة مثل إيران التي تملك المقدّرات وتملك الثروات وتملك النفط وتملك البحار ومع ذلك أن يكون فيه فقراء. هذا ليس بعدالة اجتماعية حتى ولوكانت بطريقة ماركسية أو طريقة اشتراكية أو طريقه أي نظام وطني؛ فما بالك بنظام يدعي أنه هو الإسلام؟ النظام الإسلامي يقوم على كفاية الناس. الشعب الإيراني الطيب الذي فيه شعراء وفيه الرسّامون وفيه الفلاسفة. تاريخ إيران القديم معروف وإيران فيها من العلماء يستحقون التقدير والاحترام. في ايران هناك علماء ومفكّرون يحترمون العقل ويقدّرونه. هذا الشعب يستحق نظاماً آخر، لايستحق هذا النظام، هذا النظام يسير باتجاه حتفه. لا يمكن لنظام الملالي أن يحكم البلاد العربية. خميني في البداية قالت كلمة تصدير الثورة. بعد ذلك شطبوا هذه الكلمة لكن الممارسة زادت. اشتغلوا بالفعل أكثر من القول. ولكنهم أرادوا أن يتمسكوا بسياسة أحكم ولكنها مشكوفة أيضاً… من الذين يأكلون أموال الناس تحت عنوان «الخمس». هذا الخمس لله وللرسول وليس لحفنة من الأشخاص الذين يأكلون أموال الناس بينما الناس في حالة من الجوع. هذا النظام في اللغة السياسية هو الذي تحالف مع أميركا في الدخول إلى أفغانستان وهو يلعن أميركا في المظاهرات. هو يريد، كما قال آية الله، ابتداع شعيرة في الحج وصيحات الموت لأمريكا ولكنه هو الذي دخل مع أميركا إلى العراق. هذا النظام هو الذي وقّع في الفترة الأخيرة إتفاقية مع أميركا ومع الغرب. فلما يخدع الشعب الإيراني ويكذب عليه ويقول له أنا أدعو إلي الموت لأميركا؟ للعمل أميركا لاتتأثر بالمظاهرات ولا بالشعارات ولايهمها إحراق العلم الأميركي ولا كل شيئ من هذا القبيل… هذه النفوس المريضه في هذا النظام هي التي تتحدث وتخرج أبواق لأميركا. بعد المجازر في حلب قال حسن نصرالله صبي إيران أن بعد حلب سنتجه الى مكة والمدينة. هذه الأصوات البشعة لاتفيد الشعب الإيراني. ما ذال قال محمد صادق الحسيني لما دخل عبدالملك الحوثي صنعاء؟ قال أصبح الحوثي ملكا على جزيرة العرب. هذه الأوهام التي تعشعش في ذهن نظام الملالي أنا أؤكد أنها لا تعبر عن الشعب الإيراني. هذا النظام التقى مع القذافي ودعا إلى تدويل مكة والمدينة. ما معنى تدويل مكة والمدينة. أن نأتي جنود من إيران وجنود من الاردن وجنود من ليبيا وجنود من المغرب ليديروا لنا الحج؟! إذا كان هؤلاء الجنوب مسلحين واختلفوا ما ذا ستسيل الدماء على أيدي الجنود من بلاد المسلمين؟ هل قصّرت المملكة العربية السعودية في خدمة الحجيج؟… النظام الإيراني يقتل الإيرانيين داخل إيران وفي الحج تحت عنوان بدعة البراءة. البراءة لاتتم بهذه الطريقة. الحج مكان عبادة. تخيّل أن يجتمع خمسة ملايين من الحجيج والنظام الإيراني يريد أن يسيّر مسيرة البراءة عن المشركين ثم يأتي دولة أخرى تريد أن مسيرة أخرى وتصطدم المسيرتان داخل بيت الله الحرام… هذه الدعوات دعوات سياسية وليست دعوة دينية كما تفضّل آية الله(كنجه ئي)… أنا أقول المتضرر الأول في منع الحجيج الإيراني هم الشعب الإيراني. يجب على الشعب الإيراني أن لايسكتوا عن هذه العملية ويقول لهم: أنتم سلبتم منا السلطة في إيران وتسلبون منا حج بيت الله الحرام؟ لايجوز السكوت. هذه فريضة. هذا ركن من أركان الإسلام… إيران تغرس خلايا نائمة. غرست الحوثي بعد أن استقطبته في قم وجعلت في ذهنه أشياء وأوهام غير صحيحة. هذا النظام يأتي بالحوثي إلى اليمن ثم يرسل له البواخر بالاسلحة لتخريب اليمن… فإيران تعيث في الأرض فساداً. تقتل الشعب الإيراني وتكمّم إفواهه. أنا رأيت بأم عيوني شخص يختطف في الشارع ويكمم فمه ويقتل بغير حساب والرافعات تعدم بالحبال ليس فقط بالمناطق السنة فقط في السنة وفي الكرد وفي العرب وفي الإهواز وفي إيران يقتل الشيعي قبل السني أيضا. هذا النظام مؤذي للشعب الإيراين وموذي للمحيط العربي، ولذا كنت سابقاً قد دعوت إلى قطع العلاقات العربية مع هذا النظام ويجب على الدول العربية أن تقطع العلاقات. وأنا مقتنع بحكم وجودي في السفارة الإردنية في إيران أن لايوجد سفير عربي تآمر على إيران بينما كل سفير إيراني في كل بقاع الأرض يتآمر. ونحن في الأردن وجدنا أن السفير الإيراني ما قبل السابق وجدناه قد أنشأ تنظيماً مسلحاً في الأردن.