ملاعب فرنسا مدججة بالسلاح قبل ساعات من افتتاح كأس اوروبا

تتصاعد وتيرة الإجراءات الأمنية الفرنسية والاستخبارية الدولية مع كل ساعة تمر من الوقت المتبقي على افتتاح نهائيات يورو2016 التي تستضيف فرنسا اولى مبارياتها الجمعة .
وفي الوقت الذي حذرت فيه عدد من الدول رعاياها من المخاطر المحتملة لحضور المباريات مثل بريطانيا ،واصلت فرنسا التأكيد على أنها تتخذ كل ما تستطيع من اجراءات لمنع وقوع  أعمال إرهابية خلال فترة مباريات  نهائيات كأس أوروبا 2016 لكرة القدم.
إنتشار أمني وعسكري
 وقد نشرت فرنسا إلى الآن  أكثر من 90 ألف رجل أمن لمنع أي اعتداء إرهابي أثناء النهائيات .بينهم “أكثر من 77 ألف شرطي ودركي و13 ألف رجل أمن خاص”، فضلا عن 10 آلاف جندي منتشرين منذ 2015 لمكافحة الإرهاب. في حين نشرت بريطانيا  قوة إضافية من رجال الشرطة عند الحدود وفي القطارات التي تصل البلدين خلال فترة المباريات.
ووفقا للمصادر الأمنية الفرنسية  سيجري تكثيف الإجراءات الأمنية في  المناطق المخصصة للمشجعين خارج الملاعب في المدن الفرنسية العشر التي تستضيف نهائيات يورو 2016.
تعددت الأسباب
وفي إطار الإجراءات الأمنية متعددة الاطراف  والاهداف رفعت  اللجنة المنظمة لكأس أمم أوروبا في فرنسا ميزانية الأمن في البطولة بنسبة 15% لتصبح 34 مليون يورو. ووفقا للمصادر فإنه بالاضافة الى المخاوف الامنية هناك المخاوف المعتادة من التزاحم الجماهيري اذ تتوقع المصادر ان يصل عدد مرتادي ساحات التشجيع الجماهيري خلال ايام البطولة الى قرابة 6 ملايين مشجع، وهو ما سيجعل معظم مبالغ الميزانية يتوجه لتأمين الساحات حيث تم مضاعفة ما رصد لها لتبلغ 24 مليون يورو.
كما قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم توظيف أكثر من 10 آلاف رجل من الأمن الخاص لتأمين البطولة وملاعبها، بحيث  يتواجد في كل من الملاعب الـ10 ما لا يقل عن 900 رجل أمن في كل مباراة.
الخبراء الأمنيون يحذرون
وتستعرض المصادر الأمنية في هذا السياق آراء خبراء شؤون الأمن ومكافحة الإرهاب بالتهديدات الامنية المحتملة خلال كأس اوروبا .حيث يرى عدد من الخبراء أن هناك العديد من التنظيمات الإرهابية ، بالإضافة إلى داعش، التي يمكن لها أن تفكر بتنفيذ هجمات في فرنسا ،بالتزامن مع انطلاق المباريات .و يتفق الخبراء والمسؤولون الامنيون الفرنسيون على استحالة ضمان الأمن بشكل كامل.حيث يرى أحدهم أن اكتمال النهائيات دون أي حوادث قد يكون أشبه بالمعجزة.
وتأخذ المصادر الأمنية بجدية تامة تهديدات تنظيم داعش بتنفيذ عمليات إرهابية خلال المباريات . واستذكرت في هذا الاطار إقرارعدد من الموقوفين بهجمات باريس وبروكسيل بذلك.
وفي تقدير المصادر أن أكثر ما يخيف أجهزة الأمن هي العمليات الانتحارية والانتحاريين الذين يتسللون بسترات ناسفة. وهذا ظهر بوضوح بعد هجمات باريس الدامية العام الماضي  . بما يؤكد امتلاك الجماعات الإرهابية الخبرات الكافية لصنع متفجرات  بالقرب من الأماكن المستهدفة . حيث يتساءل احد الخبراء الامنيين عما تستطيع اجراءت الأمن فعله مع الإرهابي الإنتحاري الذي ينجح بالتسلل إلى عربة مترو مزدحمة بالركاب ويفجر نفسه .
التعاون الإستخباري
ويتفق الخبراء الأمنيون، وفقا للمصادر، على ضرورة التعاون الأمني الإستخباري الدولي مع فرنسا ،في هذه الساعات الحرجة التي تسبق إفتتاح النهائيات وصولا إلى ختامها . والتي يتلقى خلاها تنظيم داعش ضربات موجعة في سوريا والعراق،و يحاول تعويضها بضربات إرهابية مدوية  في الخارج  .
وفي إطار التدليل على أهمية التعاون الدولي في إجهاض الأعمال الإرهابية قبل وقوعها  استذكرت المصادر إعلان أوكرانيا اعتقالها لفرنسي كان يعد لهجمات ارهابية خلال كأس أوروبا 2016 .حيث اكدت أجهزة الاستخبارات الاوكرانية في حينه اعتقال شاب فرنسي في الخامس والعشرين من العمر كان يخطط لارتكاب اعتداءات ارهابية عشية انطلاق البطولة وخلالها. وضبطت معه كميات كبيرة من السلاح.
 ومن المفارقات ان التحقيقات الاولية  اشارت في حينه إلى أن الشاب ينتمي لليمن المتطرف، وعرف بانتقاده للحكومة الفرنسية التي تتيح وصول أعداد كبيرة من الاجانب لفرنسا وانتشار الإسلام فيها على حد قوله .  وفي المقابل أعلن  جهاز أمن الدولة  الاوكراني القبض على 25 شخصا قدموا من بعض الدول المجاورة ومنهم من ينتمي الى منظمات إرهابية إسلامية.
وتشير المصادر الى أن أوكرانيا بهذا الانجاز الامني أظهرت للاتحاد الاوروبي أنه بامكانه الاعتماد عليها عندما يتعلق الامر بالامن . وهو الأمر الذي  تنشط بادائه الآن العديد من الدول خاصة في المنطقة العربية ، بحكم إطلالتها الأقرب على مشهد الارهاب الداعشي والمتطرف بأشكاله في المنطقة .
 ارادة الحياة تظل أقوى
وتخلص المصادر إلى القول بأن حالة الطوارئ  الفرنسية ستبقى سارية إلى مابعد العاشر من تموز/ يوليو المقبل ، موعد انتهاء المباريات.حيث يتوقع أن تحظى ملاعب البطولة ، رغم كل شيء ، بحضور جماهيري يبلغ 2.5 مليون مشجع، فيما يتوقع أن يتواجد مليون سائح أجنبي خلال استضافة فرنسا لنهائيات يورو2016.
ويذكر ان أوروبا تعرضت  لسلسلة تفجيرات إرهابية في الأشهر الماضية، أكبرها في العاصمة الفرنسية باريس بالذات في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 أوقعت 130 قتيلا وعددا كبيرا من الجرحى، في الوقت الذي كانت تقام فيه مباراة دولية بين منتخبي ألمانيا وفرنسا على ملعب “ستاد دو فرانس”، أعقبتها اعتداءات في بروكسل وأوقعت 31 قتيلا و300 جريح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *