أعلن تنظيم “داعش” في تسجيل صوتي على الإنترنت مسؤوليته عن الهجوم الدامي على متحف “باردو” في تونس.
وبدورها أعلنت الرئاسة التونسية، الخميس، توقيف تسعة أشخاص يشتبه بعلاقتهم بالمسلحين الاثنين المسؤولين عن الهجوم الذي استهدف، الأربعاء، متحف باردو في العاصمة.
وجاء الإعلان إثر اجتماع “المجلس الأعلى للجيوش الثلاثة” و”المجلس الأعلى للأمن” الذي أشرف عليه الرئيس الباجي قائد السبسي وحضره رئيس الحكومة الحبيب الصيد ووزراء الدفاع والداخلية والعدل والقيادات العسكرية والأمنية.
وأوردت الرئاسة في بيان أن رئيس الحكومة قدم خلال الاجتماع “جملة من المعطيات تتعلق بالعملية الإرهابية، وذكر أن قوات الأمن تمكنت من إيقاف أربعة عناصر على علاقة مباشرة بالعملية، وإيقاف خمسة آخرين يشتبه في علاقتهم بهذه الخلية وذلك بجهة داخلية”.
وقالت إن رئيس الدولة “أكد أن تونس شهدت تحولاً نوعياً في العمليات الإرهابية من الجبال إلى المدن، وهو أمر يستوجب تعبئة عامة وحالة استنفار تفرضها ظروف البلاد وتتطلب توخي سياسة أمنية استثنائية”.
وأضافت أن هذا الاجتماع الاستثنائي “أسفر عن جملة من الإجراءات”، منها بالخصوص “مراجعة منظومة تأمين الحدود”، و”مراجعة السياسة الأمنية بالتنسيق مع المؤسسة العسكرية”، و”القيام بإجراءات تأمين المدن الكبرى من طرف الجيش”، و”تشريك المواطن في المنظومة الأمنية”.
وأعلنت وزارة الصحة، الخميس، في حصيلة جديدة أن الهجوم الدامي على متحف باردو انتهى بمقتل 23 شخصاً بينهم 20 سائحاً أجنبياً ورجل أمن (تونسي) و”الإرهابيين” اللذين نفذا الهجوم.
وأصيب في الهجوم 47 شخصاً، بينهم 9 تونسيين، والبقية سياح أجانب، وفق الوزارة التي قالت إن اثنين من المصابين الأجانب “في حالة حرجة”.
وكانت الرئاسة التونسية قد قالت، في وقت سابق، الخميس إنها اعتقلت أربعة أشخاص لهم علاقة بالهجوم على متحف باردو، فيما تقرر نشر الجيش في مدن رئيسية لتعزيز الأمن.
وكشف رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد عن هوية منفذي الهجوم على المتحف، معلناً أن حاتم الخشناوي وياسين العبيدي، وهما تونسيان نفذا الهجوم في وسط العاصمة.
وكانت تقارير إعلامية تونسية، قد أكدت، في وقت سابق، أن الارهابيين اللذين نفذا العملية، هما مهدي اليحياوي وجابر الخشناوي، الأول من مواليد 1980 والثاني من مواليد 1994. وأنهما من معتمدية سبيطلة من محافظة القصرين، وينتميان لما يعرف بكتيبة “عقبة ابن نافع” الإرهابية، المتمركزة بجبل الشعانبي.
وقد نقل موقع “تونيزي تيليغراف” أن منفذي عملية متحف باردو قدما من ليبيا قبل شهرين وخضعا لتدريبات في معسكر بدرنة.
وفي سياق متصل بالعملية الارهابية، أكد دليل سياحي شاهد العملية أن الإرهابيين دخلا المتحف بالسلاح وبالزي المدني، مضيفاً أن مدخل المتحف غير مؤمن ولا يوجد فيه رقابة مما ساهم في تسهيل الهجوم.
وأشار الدليل السياحي إلى أن الإرهابيين لم يكونا ملتحيين ولم يقولا “الله أكبر” عند الشروع في إطلاق النار.