عم الفرح فرنسا بعد الفوز في مباراة الافتتاح لبطولة أوروبا، لكن الشرطة تستعد لمواجهة أعمال شغب متوقعة بين مشجعي فريقي روسيا وإنجلترا السبت في حين ينفذ طيارو شركة اير فرانس اضرابا.
يورو 2016.. شغب بين المشجعين الإنجليز والروس
وتمكن الفرنسيون من الاحتفال بعد الفوز على رومانيا وتجنب اضطرابات كبيرة في حركة النقل والنجاح في تأمين نقل المشجعين إلى ستاد دو فرانس رغم اضراب سائقي القطارات.
لكن الإضراب المعلن لربع طياري الخطوط الفرنسية سيؤدي إلى إلغاء وتأخير رحلات في حين تتأخر رحلات القطار في اليوم الحادي عشر من اضراب عمال السكك الحديد.
وفي حين تشهد فرنسا حالة استنفار قصوى خشية تنفيذ اعتداءات ارهابية، كانت أعمال الشغب التي يقوم بها مشجعو فرق كرة القدم الاختبار الأول للشرطة مع ليلتين من الصدامات العنيفة في مرسيليا.
حتى قبل مباراة روسيا وإنجلترا اشتبك المئات من المشجعين السكارى والعراة الصدور مع بعضهم وتبادلوا الشتائم ورشقوا الشرطيين بالزجاجات في حي المرفأ القديم.
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع وأمرت بإغلاق الحانات والمطاعم في المرفأ بعد أعمال العنف التي شارك فيها فرنسيون وأوقفت سبعة مشجعين.
وتبدو شرطة مرسيليا مصممة على عدم تكرار أعمال الشغب التي حدثت في 1998 خلال مباريات كأس العالم عندما اشتبك المشاغبون البريطانيون مع مشجعي تونس في المدينة المتوسطية، في أعمال عنف كانت الاسوأ على الاطلاق في مباراة لكرة القدم.
حالة ترقب
افتتحت مباريات بطولة أوروبا في فرنسا التي تتوق لأي خبر سار بعد اعتداءات 2015 الدامية والاضطرابات الاجتماعية المستمرة منذ أشهر والخلافات السياسية والفيضانات والأمطار الغزيرة.
لذلك شكل الفوز 2-1 على رومانيا أفضل هدية أزالت التوتر في صفوف المشجعين في الاستاد والمتابعين عبر شاشات التلفزيون في المطاعم والحانات.
وكتبت صحيفة “لو باريزيان” أن فرنسا تحتاج لفوز آخر سيرفع من معنويات الجميع. وأضافت “حتى وإن كانت فرنسا تتنفس بارتياح هذا الصباح فإن صدرها لا يزال منقبضا وتأمل في الفوز في المباريات وفي درء التهديد باعتداءات وفي وقف الاحتجاجات”.
تنظم مباريات كأس أوروبا 2016 بعد سبعة اشهر من اعتداءات نوفمبر/ تشرين الثاني التي تبناها تنظيم الدولة الإسلامية وأوقعت 130 قتيلا في باريس.
ومع خضوع ثمانين ألف مشجع بكل طيبة خاطر للتفتيش الأمني الدقيق قبل الدخول إلى ستاد دو فرانس، أحبط الخوف من اعتداءات ارهابية حماس الكثيرين، ولم تمتلئ منطقة تجمع المشجعين الضخمة في باريس تحت برج ايفل إلا بنصف العدد المتوقع، وفق الشرطة.
لكن أولئك الذين خرجوا احتفلوا جيدا.
وقال رويري سكوت العشريني القادم من بلفاست “الإجراءات الأمنية كثيفة هنا. ولكن الأمور تجري بشكل جيد. شعرت بقليل من القلق قبل مجيئنا ولكن الآن أشعر بالأمان”.
إلا إن الطالبة الألمانية جوليا ستغاست البالغة 28 عاما قالت إنها خافت من الخروج لمشاهدة المباراة.
وقالت لوكالة فرانس برس “لو كنت في ألمانيا لشاهدت المباراة في مطعم أو ناد أو في ساحة عامة ولكن في فرنسا أنا أخشى من الارهاب”.
ويتوقع أن تجتذب المباريات التي تجري في عشرة أماكن في مختلف أنحاء البلاد نحو مليوني زائر من خارج فرنسا، ما يشكل تحديا لقوات الأمن.
ونشر نحو 90 ألف شرطي ورجل أمن لحماية اللاعبين والمشجعين بينهم 13 ألفا في باريس وحدها حيث يمكن مشاهدة الجنود يتجولون بأسلحتهم الرشاشة.
النقابات ترفض الابتزاز
أثنى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على حسن سير اليوم الأول من البطولة الجمعة على الرغم من الاضرابات التي تنفذها النقابات احتجاجا على الأجور المتعلقة بساعات العمل الإضافية وشروط العمل وإصلاح قانون العمل الذي تصر الحكومة على تمريره.
لكن الاحتجاجات لم تتوقف إذ بدأ طيارو الخطوط الفرنسية السبت اضرابا يستمر أربعة أيام.
ومع أن رئيس ادارة الشركة فريدريك غاجي وعد بأن الشركة ستتمكن من تسيير 80% من الرحلات فإنه لم يستبعد إلغاء أو تأخير رحلات في اللحظة الأخيرة فيما توقعت الشركة أن تشهد الأيام المقبلة وضعا مماثلا.
وأكد رئيس “الكونفدرالية العامة للعمل” فيليب مارتينيز أن النقابة التي تعبئ وتحرك الاحتجاجات على تعديل قانون العام “لن تخضع للابتزاز” بسبب تنظيم بطولة أوروبا، وأن حركة الاضراب ستستمر.
وتحشد النقابة ليوم تحرك وطني الثلاثاء ضد تعديل قانون العمل الذي فرضته الحكومة على البرلمان من دون تصويت.
في هذه الأثناء، أكد العاملون في الشركة الوطنية للسكك الحديد أنهم سيواصلون الاضراب خلال عطلة نهاية الأسبوع مع تعثر المفاوضات، في حين يستمر توقف جامعي القمامة ومصانع حرق المخلفات المنزلية عن العمل حتى الثلاثاء.
ومع بذل بلديتي باريس ومرسيليا جهودا كبيرة لجمع القمامة لا تزال أكوام النفايات تتكدس على الأرصفة وبدأت تبعث رائحة كريهة في بعض الأحياء.
وصوتت الكونفدرالية العامة للعمل لصالح تعليق اضراب في مصفاة تكرير لشركة توتال في النورماندي بعد 25 يوما بسبب الخسائر المالية الناجمة عن الاضراب والضغوط الكبيرة التي مارستها الشركة وفق ممثل النقابة تييري دوفين.
لكنه قال إن الإضراب يمكن أن يستأنف الثلاثاء.
ولا تزال مصفاتان من أصل ثمان مضربة في البلاد لكن الطوابير الطويلة أمام محطات الوقود والتي لوحظت الشهر الماضي مع بداية حركة الاضراب خفت إلى حد كبير.