افتتح أول متحف يجسد الحضارة الإسلامية منذ 15 قرنا في مدينة لا شو دو فون الواقعة داخل كانتون نوشاتيللا في سويسرا، ويعد الأول من نوعه في أوروبا.
ووفقا لرئيسة الجمعية الثقافية للمرأة المسلمة، نادية كرموس، فإن تكلفة إنشاء المتحف الإسلامي تجاوزت 4 ملايين فرنك سويسري، وساهمت فيها أطراف خليجية، خاصة من الكويت وقطر، مثل مؤسسة قطر الخيرية التي تدرجها الإدارة الأمريكية ضمن قائمة الهيئات الداعمة للإرهاب وتتهمها بالتخفي خلف عباءة العمل الخيري.
وتم شراء المبنى العريق والأنيق والفخم ذي الطراز الحديث الذي أنشأ فيه المتحف بـ 850 ألف فرنك سويسري ويتكون من 5 طوابق، وجدرانه مزينة بديكور يعود إلى القرن التاسع عشر، ونوافذ كبيرة، ويقع على مقربة من محطة القطارات، كما يطل على شارع ليوبولد روبر الذي يعتبر الشريان الرئيس لمدينة لا شو دو فون.
وقد أثار المتحف الذي أطلق عليه “موسيفي” (Mucivi) (اختصار اسمه بالفرنسية)، جدلا كبيرا بسبب مصدر تمويله من مؤسسات خليجية يتهمها البعض بـ “الترويج لأفكار متشددة”.
وعارض الفرع المحلي لحزب الشعب السويسري، وهو من اليمين الشعبوي، بشدة ما أسماه بإتاحة المجال أمام الإسلام، كما عبر عدد من السويسريين عن تخوفهم بشأن مصدر تمويل المتحف.
في المقابل قال مديرة المتحف نادية كرموس: ” الهدف من المشروع ليس الدعوة والتبشير، وإنما قصدنا تسليط الضوء على حضارة الإسلام وتنوع ثقافته… ويمثل متحفنا دعوة للحوار ورحلة للتأمل… وهذه هي المرة الأولى على مستوى أوروبا التي يسمح فيها للمسلمين بإنشاء مشروع من هذا القبيل… الجدل الناشئ عن افتتاح المتحف يدل على مدى أهمية المشروع في هذا الوقت الذي أصبحت فيه مجرد كلمة إسلام تشكل تهمة”.
وتخطط كرموس وفريق عملها لتشييد مشروع عقاري جديد، بقيمة 22 مليون فرنك سويسري، إضافة إلى 57 مجمعا سكنيا، سيفتتح كل على حدة، وسيحتوي المبنيان أيضا على صالة كبيرة للصلاة وقاعات أخرى لدورات تعليم اللغة والدين، ومسبح يتناوب على السباحة فيه الرجال والنساء.
ووفر القائمون على المشروع دليلا صوتيا للزوار بأربع لغات هي الفرنسية والألمانية والإنجليزية والعربية، وتبلغ قيمة رسم الدخول 20 فرنكا للشخص الواحد، ويوجد في المبنى أيضا مكتبة متخصصة، تضم أكثر من 20 ألف عمل فني