تحولت مشاجرة على الهواء في برنامج تلفزيوني مع سيناتور باكستاني إلى واقعة غريبة لدرجة يصعب تصديقها.
وأعربت مارفي سيرمد، صحفية بارزة وناشطة حقوقية باكستانية، علناً عن غضبها العارم بعد تهديدها بالاغتصاب خلال مناظرة على برنامج “ناديا ميرزا شو”، وهو برنامج حول الشؤون الحالية يبث على قناة “نيوز ون” التلفزيونية.
استضيفت سيرمد في برنامج حواري حول الشؤون الحالية جنباً إلى جنب مع المحامي في المحاكم العليا مسرور الصاحب وحافظ حمدالله، النائب المحافظ في الحزب السياسي الإسلامي “جامعة علماء الإسلام”.
ووفقاً للتقارير المحلية، كانت الحلقة تناقش أحدث موجة من جرائم الشرف في أنحاء البلاد. وفي إحدى مراحل النقاش انتقد المحامي مسرور مجلس الفكر الإسلامي لصمته في هذه القضية؛ ما دفع بحمد الله لتبني استجابة غاضبة.
وعندما شاركت سيرمد في المناقشة معربة عن تأييدها إلى حد ما لتصريحات مسرور، قاطعها السيناتور قبل أن تكمل ليندلع الجدال بعدها وتصاعد بسرعة.
ونقلت سيرمد وقائع الحادثة في صفحتها على فيس بوك وقالت :” بدأ الاعتداء عليّ لفظياً بأسوأ شكل ممكن، ونعتني بالعاهرة وقال إنه سيجردني من ملابسي ويفعل ذات الأمر لأمي.. وحاول ضربي على الهواء”.
وأكدت أن الموجودين اضطروا للإمساك به لمنعه من ضربها بينما كان يوجه لكمات باتجاهها، بعدها وصل رجال الأمن من القناة وأخذوه بعيداً.
واختتمت قائلة ” كان هذا الشيخ المتدين صائماً في نهار رمضان عندما قام بكل ذلك”.
من جانبهم شارك 2000 متابع على فيس بوك منشور سيرمد حول المحنة التي تعرضت لها ، وحصلت على الكثير من الدعم من المعلقين على منشورها، مخبرينها أنها امرأة قوية وحاثينها على اتخاذ إجراءات قانونية إثر الحادثة.
وفي أعقاب الحادثة، طالبت سيرمد رئيس مجلس الشيوخ في البلاد رضا رباني التحقيق في محاولة الاعتداء الجسدي عليها من حمدالله.
كما طالبت من قناة “نيوز ون” نشر الدائرة التلفزيونية للقطات تظهر السيناتور وهو يحاول الاعتداء جسدياً عليها، مضيفةً أنه يجب إلغاء ترشيح حزبه.
ويعد السيناتور حمدالله شخصية مثيرة للجدل، معروفا باندفاعاته العنيفة على شاشات التلفزيون العام.
ففي آذار/ مارس من هذا العام، تلفظ بكلماتٍ بذيئة موقفاً بث برنامج حواري إخباري آخر بعد مشاجرته مع المذيعة والصحفية التلفزيونية فريحة إدريس على الهواء مباشرة.
بينما صرّح الدكتور عارف ألفي، أحد كبار أعضاء البرلمان في البلاد أن حمدالله ” هدده في السابق على الهواء مباشرة”، وأضاف بأنه يجب حظره من الظهور على شاشات التلفزيون.
وغردت سيرمد عبر حسابها على تويتر قائلة: ” يحصل الأشخاص مثل حمدالله على الشرعية عندما يقوم المذيعون بدعوتهم إلى برامجهم.”
ودعت سيرمند الصحفيين والخبراء الإعلاميين الآخرين إلى مقاطعته قائلة: ” أنا أعتقد أن الأشخاص التافهين والعنيفين مثل حمدالله يجب ألا تتم استضافتهم على وسائل الإعلام. فالآراء المخالفة مرحب بها، أما الإعتداءات فكلا.”
وأكدت كذلك للجميع أنها ليست من يسمع الآراء المميزة على أساس الجنس ويبقى مكتوف الأيدي.
إلا أن أحد المستخدمين على تويتر كتب قائلاً “مارفيس إرمد تظهر هكذا على شاشة التلفاز مرتدية ثوبا شبه عاري، .. الإناث أمثالها هم من يجب منعهم من الظهور على الشاشات”. ردت عليه سيرمد بتغريدة قائلة: ” حقاً! متى حدث هذا؟ أم أنه مجرد انعكاس مضطرب من خيالك؟”.
وعندما اتهمها مستخدم آخر بأنها ” تهين المجتمع بأكمله بشكل متهور”. أجابته قائلة ” أنا لا أصمت على شتائم حمدالله”.
ويعتبر العنف ضد النساء قضية منتشرة في باكستان، إذ تتم معاملة الزوجات والبنات على أنهن ملكيات خاصة.