قال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أنس العبدة، إن “النظام السوري وتنظيم داعش الإرهابي، وجهان لعملة واحدة يستهدفان المدنيين، فضلًا عن الثورة والفصائل الثورية المسلحة”.
جاء ذلك في حوارٍ نشر، اليوم الأربعاء، إثر انتهاء الاجتماع التشاوري الرابع بين الائتلاف، وهيئة التنسيق الوطني (معارضة الداخل) ومستقلين، ومختلف الفصائل العسكرية المعتدلة بإشراف الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجكية بروكسل، الذي التئم على مداري اليومين الماضيين، لبحث سبل توحيد جهود ورؤية المعارضة السورية ضمن هيئة عليا تفاوضية، وتحديد العناصر المكونة لوفدها التفاوضي.
وأضاف، أن “المعارضة السورية تواجه هجمات داعش والنظام السوري الذي أوجد البيئة التي ساعدت على نشوء الإرهاب في سوريا”، مؤكداً أن “الفصائل المقاتلة هي أول من واجه داعش، الذي لم يكن له أن يتمدد ويبقى لولا وجود نظام الأسد”.
وحول الجديد بخصوص استئناف مفاوضات جنيف التي انسحب منها الوفد المعارض، أفاد العبدة أن “الهيئة العليا التفاوضية سيكون منوط بعهدتها مهام محددة، تتمثل في تشكيل الوفد التفاوضي لجنيف، وإدارة العملية التفاوضية وتشكيل مرجعية له”.
وعلقت المعارضة السورية في أبريل/نيسان مشاركتها الرسمية في جولة لمحادثات السلام في جنيف؛ احتجاجًا على هجمات لقوات النظام تقول إنها تعني “انهيارًا فعليا لوقف إطلاق النار” الذي تم التوصل إليه في 27 فبراير/شباط الماضي.
غياب التزام واضح من النظام السوري
كما أكد العبدة، للأناضول، أن “المفاوضات تواجه إشكالية حقيقية في ظل غياب الإرادة الجادة من المجتمع الدولي، ومن الطرف الروسي في الضغط على النظام من أجل التصرف بطريقة أكثر جدية في الوصول إلى حل سياسي في البلاد”.
ولفت إلى أن اجتماع الهيئة العليا التفاوضية المقبل (لم يحدد تاريخه)، سيحسم الاتفاق على الفريق التفاوضي الذي سيخوض المرحلة القادمة، مبرزًا أن “المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود في ظل غياب التزام واضح من النظام السوري، وحلفائه بالهدنة الإنسانية، وبإحراز أي تقدم حقيقي في المسعى الإنساني، وغياب الجدية في مناقشة سبل تحقيق الانتقال السياسي الذي يمثل لب العملية السياسية”، وفقاً لتعبيره.
الدور الأوروبي
وانتقد المعارض السوري دور الاتحاد الأوروبي “في ظل المتغيرات الإقليمية والسياسية الدولية”، والتقارب الإيراني الأوروبي، مشيرًا إلى أنه سيلتقي اليوم، الممثلة العليا للأمن و السياسة الخارجية للاتحاد، فيديريكا موغريني، وسيطلب منها أن يقوم الاتحاد “بدور أكثر فعالية في العملية السياسية في سوريا، ويكسر الاحتكار الحالي للعملية السياسية من قبل روسيا والولايات المتحدة والذي لم يحرز أي نتائج ايجابية”.
ودعا العبدة دول الاتحاد إلى “اتخاذ مواقف أكثر جدية فيما يتعلق بالوصول إلى حل وانتقال سياسي في سوريا”، محذّرًا من خطر ما يحدث في سوريا وفي المنطقة بشكل عام من مشاكل على غرار أزمة اللاجئين والإرهاب”.
مساعدات غير مجدية
وبخصوص دخول المساعدات الأخيرة (خلال الأيام الماضية) إلى بعض المناطق المحاصرة من قبل النظام في سوريا ومنها داريا والحولة، اعتبر العبدة أن المساعدات التي وصلت للحولة المحاصرة للمرة الأولى منذ عام 2012، ويعاني سكانها الكثير “غير مجدية، لا سيما وأن النظام أمطرها لاحقا بأكثر من 50 برميلا متفجرا مباشرة بعد دخول القافلة، وهذا دليل على عدم جدية النظام لا في الملف الإنساني ولا السياسي”.
وأوضح العبدة أنه “لم يتم رفع الحصار عن أية منطقة محاصرة، منذ صدور قرار مجلس الأمن 2254 (كانون الأول/ ديسمبر 2015) الذي يطالب بفك الحصار عن المناطق المحاصرة، مطالبا المجتمع الدولي بإرادة حقيقية “إذا ما أُريد لسوريا أن تحقق انتقالا سياسيا ناجحا، وإلا سيستمر الحريق بها وسيطال ليس فقط السوريين، بل الشرق الأوسط وأوروبا والعالم”.