عند عتبات مسجد “شاه دو شامشيرا” أو “سيفي الملك” المعروف باسم “الجامع الأصفر” قرب نهر كابل، المجاور للسفارة الأميركية في العاصمة الأفغانية، نالت شابة أمس الخميس ما لا عين رأت ولا أذن سمعت من الركل والضرب والرفس قبل أن يشعل الغاضبون فيها النار، لأنها أحرقت نسخة من المصحف، مع أنها “تعاني من مرض عقلي منذ 16 سنة” طبقا لما نقلت وكالة “تولو” المحلية عن والديها.
مئات، ممن انتابهم الهيجان، تجمهروا غاضبين حين سمعوا بما فعلت “فرخوندة” البالغ عمرها 32 سنة، وأقبلوا إليها وانهالوا بالضرب والركل، وهي “مكوّمة” تحت أقدامهم على رصيف المكان، بحسب ما يمكن تخيله من فيديو تعرضه “العربية.نت” الآن، وألغاه موقع “يوتيوب” فيما بعد، لما فيه من لقطات مؤلمة للمشاعر، مع أن “فرخوندة” لا تظهر في الفيديو، بل مموهة لحجب منظرها وهي تحت رحمة الغاضبين.
ونقلت الوكالة عن صالح محمد، وهو قائد بالشرطة المحلية في كابل، أن المرأة “قتلت على يد المئات من السكان المحليين والمارة الذين هاجموها بالعصي والحجارة” فيما ذكر شهود أنها لفظت أنفاسها من شدة الضرب القاتل تحت أقدامهم “وبعدها ألقوها إلى جانب النهر وأضرموا فيها النار قبل أن يأتي رجال الإطفاء لإخمادها ونقل الجثمان من المكان على مرأى من القاتلين.
أما المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية، صديق صديقي، فقال إن المسؤولين “غير متأكدين من ملابسات الحادث على وجه التحديد” وإن تحقيقا بدأ للكشف عن ذيول الحادث الذي وصفه بمؤسف، فيما ذكر والدا الفتاة أنها لم تحرق نسخة المصحف عن قصد، والدليل أن الشرطة اعتقلت فيما بعد 4 أشخاص تشتبه أن لهم علاقة ما بالحادث المعتبر الأول من نوعه في أفغانستان، وفق ما ذكره فريد أفضلي، رئيس مكتب الشرطة الجنائية بالمدينة.
إلا أن وكالة الصحافة الفرنسية نقلت ما يشير إلى أن الحادث ليس الأول من نوعه كما ذكر أفضلي، ففي 2012 تم إحراق مصاحف في “قاعدة باغرام” الأميركية في أفغانستان أيضا، وأثار الحادث موجة غضب وشغب استمرت 5 أيام وتخللتها هجمات ضد الأميركيين، وبسببها قتل نحو 30 شخصا في أرجاء أفغانستان.