اعلن وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي الدكتور أنور قرقاش أن الحرب في اليمن بالنسبة للقوات الإماراتية قد “انتهت”، وبقي الإنفراج السياسي الذي اعتبر أنه “يقع على عاتق اليمنيين أنفسهم”، مؤكدا في الوقت ذاته أن “التحالف العربي مستمر بقيادة الرياض ومساندة ودعم أبوظبي على خلفية النجاح العسكري”.
وقال قرقاش خلال محاضرة بعنوان “الإمارات والتحالف وأزمة اليمن: القرار الضرورة”، “إن موقف الإمارات اليوم واضح فالحرب عمليا انتهت لجنودنا ونرصد الترتيبات السياسية ودورنا الأساسي حاليا تمكين اليمنيين في المناطق المحررة”.
ووفقا لما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية فقد استعرض قرقاش في بداية محاضرته المشهد الذي سبق عاصفة الحزم في اليمن وتطورات الأحداث والاتصالات التي تمت بين دول المنطقة، مشيراً إلى أن “الانقلاب الحوثي نجح في ذلك بإرادة مذهبية وسلاح استولى عليه وبدعم من قوى خارجية وقبلية في محاكاة لنموذج الثورة الإيرانية عام 1979، وان الحوثيين حاولوا شرعنة الوضع وتم تهديد صالح وإجباره على التخلي عن مسار المبادرة الخليجية وأصبح الانقلاب يجري في سياق التمدد الايراني في المنطقة ليختل الميزان الاستراتيجي بمباركة ايرانية مكشوفة”.
وقال إنه “بعد استنفاد الأدوات السياسية واتضاح الدعم الإيراني للانقلابيين الحوثيين والتغير الاستراتيجي في المنطقة كان لابد من الحسم والتدخل في 26 مارس 2015 استجابة لطلب الشرعية اليمنية ولم يكن ذلك قرارا متسرعا بل كان ضرورة وكانت للإمارات وقفة تاريخية كما كان قرارا عربيا صرفا لإدراك المتغيرات وأن المنطقة لابد أن تتحمل مسؤوليتها كاملة وإن كان القرار من أجل اليمن فهو أيضا من أجل الإقليم ككل”.
وأكد قرقاش أن “اليمن مهم بالنسبة لدول مجلس التعاون وأن استقراره أساس لاستقرارها ناهيك عن أنه يشكل عمقا قوميا للعرب قاطبة .. مضيفا أن نشوة انتصار الانقلابيين واكتشاف منصات الصواريخ جعل دول التحالف تدرك الخطر .. موضحا أن الإمارات لم تتقاعس عن إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية خاصة بعد وصول الرئيس الشرعي هادي إلى عدن إلا أن الحوثيين قاموا بقصف وحشي لعدن وسكانها وليس لاسرائيل وامريكا”.
وأشاد قرقاش بإدراك الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي مبكرا أن “الشرعية اليمنية ليست في البقاء في المنافي والفنادق وإنما داخل اليمن لمواجهة الانقلابيين”.
وتحدث عن الحملة العسكرية عاقدا مقارنة بينها وبين الحملة الأمريكية في العراق وافغانستان ..مشيرا إلى أنها “كانت أكثر نجاحا كما ان العمل السياسي الذي ادارته الرياض ووظفته لصالح الشرعية كان اكثر منطقية وخلص الى ان وقائع هذه الحرب لها دروس وعبر ومعان وافتخار بالنسبة للامارات”.
وقال قرقاش إن “القناعة الثانية التي لمستها القيادة الإماراتية هي الوقوف مع الرياض كأساس لاي تصور لأمن المنطقة وبالتالي فان هذه الشراكة ضرورية”.
واكد أن هناك أيضا “قناعة بأن أمن الإمارات مرتبط بأمن دول مجلس التعاون خاصة المملكة العربية السعودية”، مشيرا إلى أن “الدور الاقليمي الايراني يسعى الى الفوضى والترويج للطائفية وبناء حزب الله جديد في اليمن كما أدركت الامارات ايضا ان الانتصار هو استعادة بعض الاراضي اليمنية من الانقلابيين في عدة اشهر وان الحملة العسكرية الاماراتية فاجأت العالم بالاداء الجيد كسند اساسي للرياض كما كانت ثقة القيادة الاماراتية بمؤسستها العسكرية الوطنية كبيرة”.
وقال الدكتور قرقاش ان “القوات الاماراتية في اليمن تميزت بقيادتها وبضباطها وأفرادها وتضحياتهم من اجل الوطن والشعب الذي عبر بفخر وعزة بحيث تحول العزاء في ارواح الشهداء الى تقدير وعرفان”، مشيرا الى انه قال بهذه المناسبة “ان الامارات تولد من جديد”.
واكد ان “الحرب انتهت اليوم وتم رصد الترتيبات السياسية لتمكين الشرعية من ادارة الخدمات الاساسية وتحسين ادائها ورصد ارهاب القاعدة المدعوم من الاخوان المسلمين الذي يستفيد من غياب الدولة لايجاد امارة ارهابية في المكلا التي تم ضربها بشدة في عملية من أنجح العمليات ضد الارهاب لم تستطع دول كبرى القيام بمثلها”.
واكد قرقاش أن “على اليمنيين الوصول الى اتفاق بشأن مستقبلهم وان بناء الدولة الوطنية اليمنية الحديثة هو مهمة اليمنيين انفسهم وان من الصعب ان تتكرر فرصة المشاورات في الكويت التي دخلت يومها الخمسين وان فجوة عدم الثقة لم تردم بعد وليس لدى اليمنيين حتى الآن رؤية واحدة نحو المستقبل فالجنوب يريد الانفصال والتطرف الاصلاحي الاخواني اقصائي ومنطق لا غالب ولا مغلوب ملتبس على الكثير من اليمنيين”.
وقال ان “المحزن مع هذا النجاح هو توقع انتاج وتدوير النظم السابقة نفسها التي حكمت اليمن لكن التحالف العربي مستمر بقيادة الرياض ومساندة ودعم ابوظبي على خلفية النجاح العسكري وهو لا يريد اقصاء اي طرف بل العودة الى مسار ما قبل الانقلاب”.
وختم مؤكدا أن “ذكرى الشهداء باقية وراية الامارات خفاقة عالية ثم رد على الاسئلة مؤكدا ان التدخل العسكري انجز كل المطلوب وبقي الانفراج السياسي وهو يقع على عاتق اليمنيين انفسهم مجددا التأكيد ان دول التحالف لن تبخل بالمساعدة وان عنصر الثقة مهم بعد ان كان غائبا اثناء تقديم المبادرة الخليجية”، مشيرا إلى “انه مطلوب من خلال تبادل الاسرى ووقف اطلاق النار وفي اطار سياسي يجمع كل الاطياف اليمنية دون ان يفرض احدها نفسه على الآخرين”.
وأشار قرقاش إلى ان “الحوثيين مكون يمني غير ان مواجهة النفوذ الايراني في اليمن ستستمر من خلال عاصفة الحزم ومن خلال التنمية السياسية والاقتصادية لليمن وانه لابد من انجاح المسار السياسي فهو المطلوب رغم الاحباط بعد ان حققت العملية العسكرية كل المطلوب”.