تم إيواء 17 طفلًا من أم واحدة في دور الرعاية، وذلك على مدار 20 سنة، ما يعني أنها أكثر سيدة في المملكة المتحدة تم أخذ أبنائها منها.
ويعتقد أن المرأة قضت أغلب سنوات شبابها حاملاً منذ أواسط الثمانينيات في القرن الماضي، ومنعت من الاحتفاظ بأي طفل من أطفالها الذين تم أخذهم بعد ساعات من لحظة الولادة.
ولم يتسنَّ معرفة سبب إيواء الأطفال حتى الآن، لكن دور رعاية الأطفال الخيرية صرحت أن الأسباب الشائعة في مثل هذه الحالات تعود للإدمان على الكحول أو المخدرات أو العنف المنزلي أو المرض العقلي، حسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
ونشر هذا الرقم من قبل مجلس مدينة “نيوكاسل” كجزء من برنامج تم إطلاقه بالتعاون مع شركة “برنردوس” الخيرية لرعاية الطفل والذي يهدف إلى مساعدة الأمهات اللواتي يتكرر أخذ أطفالهن.
ارتفاع كلفة رعاية الأطفال
في المقابل، رفض مجلس مدينة “نيوكاسل” الإفصاح عن الظروف المحيطة لإجراءات أخذ الأطفال وبيّن أنه “لا شيء غير طبيعي” في إجراءاتهم التي اتخذوها. وبينت الأرقام الصادرة عن مجالس أخرى في الشمال الشرقي من المملكة أن السلطات في مدينة “غيتس هيد” أخذت 10 أطفال من أم واحدة.
في حين بينت الأرقام الصادرة أن كلاً من مدن؛ كمبريا ودورهام وسندرلاند قامت بأخذ 9 أطفال من أحد الوالدين. وبين بحث أجراه البروفيسور كارين برودهارتس من جامعة “مانشستر” أن أماً واحدة من بين كل 4 أمهات ممن يتم أخذ أطفالهن، يتكرر أخذ أطفالها.
وتقدر دائرة المحاسبة الوطنية ارتفاع كلفة رعاية الأطفال لتصل ما يقارب 2 مليار جنيه إسترليني في العام الواحد وذلك حتى قبل أخذ العوامل طويلة الأمد التي تستدعي بقاء الطفل لفترة أطول في عين الاعتبار. ووفقاً لدراسة أعدتها مؤسسة “نيفيلد”، أكبر مؤسسة صحية غير ربحية في بريطانيا، أن ما مجموعه 13,248 رضيعا خضعوا لإجراءات الرعاية الصحية وقت الولادة أو بعدها بفترة وجيزة وذلك ما بين 2007 إلى 2014.
مطالبات بوقف أخذ الأطفال من والديهم
وجاء في التقرير، تكرار أخذ ما نسبته 50% من الأطفال وأن نسبة الثلث منهم ينحدرون من أمهات كن مراهقات عند وضعهن لطفلهن الأول. وأظهر بحث صادر عن سجلات محكمة الأسرة أنه تم أخذ 2018 رضيعاً إلى دار الرعاية مباشرة بعد الولادة وذلك العام 2013 الأمر الذي يشكل ارتفاعاً مقارنة بالعام 2008 إذ بلغ العدد في ذاك العام 802 رضيع.
إلى ذلك، كان مجلس مدينة “نيوكاسل” نشر معلومات حول أخذ 17 طفلاً من أم واحدة وذلك بعد أن وجهت إذاعة “بي بي سي” طلب الإفراج عن المعلومات التي بحوزة المجلس، ولكنه رفض إعطاء أي معلومات أخرى.
وشرع المجلس في خطة اجتماعية تحمل اسم “بوز” بالتعاون مع شركة “برنردوس” وذلك لمحاولة إيقاف الأخذ المتكرر للأطفال من والديهم.
وقالت سين بوفتن، مساعد مدير خدمات الأطفال في “برنردوس” إن هذه الحالة كانت استثنائية وإنه من غير المرجح أن تجد امرأة أخرى يتم أخذ هذا العدد من أطفالها.
وشرحت أيضا أن العنف المنزلي ومشاكل الصحة النفسية ونمط الحياة الفوضوي والاستغلال الشديد تعد كلها عوامل محتملة لتكرار أخذ الأطفال.
وأفادت أيضاً لـ”بي بي سي”: إنهن نساء مررن بأوقات عصيبة من فقدان للأعزاء إلى المعاناة من الصدمات النفسية والصعوبات في الحياة، إنهن بأمس الحاجة للمساعدة للانطلاق نحو حياة جديدة.
الحد من الصدمات النفسية
من جهتها قالت صوفي همفريز، المديرة التنفيذية في مشروع “بوز” الخيري الذي يعمل على مساعدة النساء اللواتي يتكرر أخذ أطفالهن أو على وشك حدوث ذلك: “يصب المشروع اهتمامه على هذه المشكلة وذلك عبر التركيز على النساء المتضررات اللواتي هن على وشك أن يحملن ومن ثم ينجبن أطفالاً سيتم أخذهم إلى دور الرعاية لاحقاً”.
وتؤكد “إنها مشكلة معقدة لا تتعلق بحالات فردية أو مدن معينة، ففي كافة أنحاء بريطانيا يتواجد الكثير من النساء الضعيفات اللواتي تكرر حملهن مرة بعد أخرى وذلك بعد أن تم أخذ أطفالهن. ويُظهر النجاح الذي حققه مشروع “بوز” على مدار 18 شهراً أنه بالإمكان منع حدوث الضرر للأطفال والحد من الصدمات النفسية للنساء وتخفيف الأعباء المادية على المجتمع”.
بدوره قال المتحدث باسم مجلس مدينة نيوكاسل: “تم التعامل مع كل حالة من الحالات وفقاً للظروف الخاصة لكل عائلة . لن يكون ملائماً لنا أن نبدي تعليقاً حول حالات خاصة. ستعتمد الرعاية ما بعد العلاج المقدم للأمهات اللواتي تم أخذ أطفالهن على الاحتياج الخاص لكل أم؛ إذ يمكن أن يكون من بينهن أمهات شابات عرضة للوقوع في المشاكل مرة أخرى”.
فيما حصلت مؤسسة “برنردوس” على تمويل للمشروع من مانحين مستقلين في حين يسهم مجلس المدينة بتغطية بعض التكاليف. ويأتي هذا المشروع على غرار العديد من المشاريع الاجتماعية الناجحة في بريطانيا على حد وصف الصحيفة.