شن نشطاء جزائريون هجوماً حاداً على سفارة بغداد في بلادهم على خلفية فتحها بوابة إلكترونية ومكتباً خاصين لمنح تأشيرات سفر لفائدة الجزائريين “الراغبين في القيام بزيارات دينية إلى العراق”.
وفاجأت الممثلية الدبلوماسية الرأي العام في الجزائر بإعلانها في بيان مثير نشرته عن تسهيلات استثنائية للراغبين في الذهاب إلى مزارات الشيعة في النجف وكربلاء، وهي خطوة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات بين البلدين.
ويأتي الإجراء العراقي ليثير استفهامات عدة بشأن مرامي السلطات من وراء تعاملها العلني مع قضية تشييع الجزائريين التي تتعامل معها الحكومة في هذا البلد بحساسية مفرطة، كما أن ذلك قد يسبب أزمة دبلوماسية بين الجزائر وبغداد.
وتشير هذه الخطوة إلى وجود مخطط تمدد شيعي في الجزائر بدعم من الحكومة الإيرانية والسفارة العراقية، إذ سيتمكن بذلك شيعة الجزائر الذين ينشطون في السر بعيداً عن أعين الرقابة، من الالتقاء بنظرائهم في العراق وباقي دول العالم.
واعتبر الصحافي الجزائري رفيق موهوب بيان السفارة العراقية في بلاده، دعوةً صريحةً لتسهيل تشيع من لم يتشيع بعد وفتح المجال أمامهم لتمتين عقيدتهم الشيعية وتأطيرهم حسب ما تريده المرجعية الدينية في “قم” الإيرانية.
وتوقع موهوب في اتصال مع “إرم نيوز” أن تتدخل وزارة الخارجية الجزائرية ومعها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية لطلب توضيحات حول البيان المريب للسفارة العراقية، خصوصاً أنه يربط المعنيين بمزارات الشيعة بوزارة الثقافة العراقية مباشرة، ما يعني – حسب المتحدث- أن هذه عبارة عن خطوة ممنهجة ومدروسة تستهدف جر الجزائر إلى معسكر التشيع.
وتجري مصالح الأمن في البلاد، تحقيقات تظل متواصلة لكشف أتباع مفترضين للزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، بعد تحريضه سابقاً “شيعة الجزائر” على الثورة ضد نظام الحكم في البلد.
وتشتبه المصالح الأمنية الجزائرية في وجود أتباع سريين للمذهب الشيعي في البلاد، خصوصاً بعد أن تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن وجود تحركات لأنصار المذهب الشيعي في بني دوالة في منطقة القبائل وعدد من مساجد محافظة وهران الغربية ومساجد عنابة شرقي الجزائر.
وتقول تقارير استخباراتية إن خريجين من جامعة قم الإيرانية هم من يتكفلون بالترويج لأفكار شيعية مثل الكتيبات المعنونة بأحاديث قدسية خمينية وتلك التي تحمل عنوان رسالة الإسلام.
ولا تمتلك الحكومة الجزائرية إحصاءات دقيقة لعدد أتباع المذهب الشيعي في البلاد، وهي ترفض الاعتراف بوجودهم من الأساس، فيما تعتمد الجزائر المذهب المالكي كمرجعية دينية وحيدة، بيدَ أنها تقبل بالمذهب الإباضي السائد في منطقة غرداية الجنوبية