قتلت قوات حرس الحدود التركي، اليوم الأحد، 12 لاجئاً سورياً أثناء محاولتهم العبور إلى الأراضي التركية بالقرب من خربة الجوز في ريف إدلب الشمالي.
وقالت مواقع سورية معارضة، إن قوات الجندرمة التركية أطلقت النار بشكل كثيف تجاه عدد من العائلات السورية، ممن كانوا يفرون من قراهم وبلداتهم جرّاء قصف مناطقهم.
وأضافت أن غالبية ضحايا الاستهداف التركي هم من الأطفال والنساء، في حين أصيب آخرون بجروح، ونُقِلوا إلى المستشفيات الميدانية في الداخل السوري لتلقي العلاج، وسط خوف المسعفين من معاودة الجنود الأتراك لإطلاق النار.
وأثارت الحادثة موجة غضب في أوساط الناشطين السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولا تعتبر الواقعة الأولى من نوعها فمنذ اندلاع الأزمة السورية، وثّق ناشطون سوريون الكثير من الحوادث المشابهة التي راح ضحيتها العشرات من السوريين في تجاوزات من قبل حرس الحدود التركي.
وكان جنود أتراك اعتدوا أمس السبت، بالضرب المبرح على 4 شبان سوريين، حاولوا العبور إلى الجانب التركي من الحدود، في منطقة عفرين شمال حلب، بعد إلقاء القبض عليهم وترهيبهم بالكلاب البوليسية، ما تسبب بإسعافهم إلى مستشفيات الداخل السوري، وفقاً لمواقع كردية.
وفي 12 يونيو الجاري، لقي شابان سوريان حتفهما، برصاص حرس الحدود التركي، أثناء محاولتهما العبور إلى الجانب التركي من محيط مدينة الدرباسية التابعة لمدينة القامشلي، شمال شرق سوريا.
وينتقد مواطنون سوريون تصرفات الجنود الأتراك، ويرون أنها تتنافى مع التصريحات التركية الرسمية التي تتبنى “سياسة الباب المفتوح” وتسمح للاجئين بالعبور إلى أراضيها.
وقال مسؤولون أتراك، إن التشدد من قبل عناصر حرس الحدود، ناتج عن ازدياد حالات التهريب ودخول سماسرة على أنهم لاجئون يحملون بضائع غير شرعية، كالسلاح والمخدرات.
وكانت السُّلطات التركية أغلقت معظم المعابر الحدودية الجنوبية مع سوريا، في ظل استمرار الصراع السوري؛ ما اضطر الكثير من النازحين السوريين، إلى عبور الحدود بطرق غير شرعية، مستأجرين سماسرة ذوي خبرة في الطرقات والثغرات الحدودية بين البلدين.
ورغم فرض أنقرة لتأشيرة الدخول على السوريين القادمين من بلد ثالث، استمرت الحكومة التركية في تأكيدها على إعفاء السوريين القادمين من المعابر البرية، لدواعٍ إنسانية، إلا أن ناشطين سوريين أبدوا امتعاضهم من التضارب بين التصريحات الرسمية، وواقع إغلاق تركيا لجميع معابرها البرية الحدودية مع سوريا، منذ شهور.
وتزداد نسبة الخطر على السوريين الراغبين بالعبور بشكل غير قانوني إلى الأراضي التركية، في ظل استمرار الحكومة التركية بتشديد حراستها للحدود، وتشييد السواتر الاسمنتية، وحفر الخنادق؛ ما يجعل الكثير من السوريين عرضة لنيران حرس الحدود الأتراك، بالإضافة إلى مخاطر الاشتباكات بين الفصائل المتصارعة في الجانب السوري من الحدود.