في ليلة من الليالي الحزينة
وفي ركن من أركان غرفتي المظلمة
مسكت قلمي لأخط همومي وأحزاني
فإذا بقلمي يسقط مني ويهرب عني
فسعيت له لأسترده فإذا به يهرب مني
ومن أصابع يدي الراجفة
فتعجبت وسألته ألا يا قلمي المسكين
أتهرب مني ام من قدري الحزين
فأجابني بصوت يعلوه الحزن والأسى
سيدتي تعبت من كتابة معاناتك
ومعانقة هموم الحزينه
ابتسمت وقلت له : يا قلمي الحزين
انترك جراحنا وأحزاننا دون البوح بها
قال اذهبي وبوحي بما في أعماق قلبك
لإنسان أعز لكي من الروح
بدلا من تعذيب نفسك
وتعذيب من ليس له قلب او روح
سألته واذا كانت هذه الجراح
بسبب إنسان هو أعز من الروح فلمن أبوح
فتجهم قلمي حيرة وأسقط بوجهه
علي ورقتي البيضاء فأخذته وتملكته
وهو صامت فاعتقدت أنه قد رضخ لي
وسيساعدني في كتابة خاطرتي
فإذ بالحبر يخرج من قلمي متدفقا فتعجبت
ونظرت إليه قائلة ماذا تعني
قال : سيدتي ألا انني بلا قلب ولا روح
أتريدني ان أخط أحزان قلبك
ولا أبكي فؤادك المجروح