عقد مؤتمر صحفي تحت هذا العنوان بمبادرة من المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية شارك فيه كل من السيد مازن عدي من الشخصيات المعارضة السورية والسيد سليم منعم عضو المجلس الوطني لإعلان دمشق في الخارج ود. سنابرق زاهدي رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
وكانت محاور النقاش على النحو التالي
– نظام ولاية الفقيه والنظام الأسدي كانا منذ البداية متحالفان في جميع المجالات الأمنية والعسكرية والسياسية والدولية والاقليمية
– نظام الملالي هو الداعم الرئيسي لبشار الأسد سياسيا واقتصاديا وعسكريا. قوات النظام الإيراني هي المسيطر على الأرض السورية
– نظام الملالي استطاع من البقاء في الحكم بالاعتماد على القمع في الداخل الإيراني وتصدير الحروب والإرهاب إلى الخارج. إنه نقل معركته مع الشعب الإيراني إلى أراضي الدول الأخرى.
– فالمعارضة السورية والمقاومة الإيرانية تقفان أمام عدو واحد فمعركتهم واحدة، نضالهم السياسي واحد
– هذه الحقيقة بدأت تدخل من النظر والفكر والتواصل إلى العمل السياسي المشترك وإلى التضامن والتلاحم والتعاون. الأمسية الرمضانية لهذا العام مظهر من هذا التعاون
– امامنا المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية في 9 تموز المقبل. هذا المؤتمر أيضاً من شأنه أن يكون مظهراً آخر من وجوه التعاون بين الشعبين وبين الثورتين السورية والإيرانية
إضافة على المشاركين الثلاثة تم بثّ تسجيلات من العميد زاهر الساكت رئيس المجلس العسكري السابق لمدينة حلب والسيد أحمد رمضان عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية والسيد رائد صالح مدير الدفاع المدني السوري حيث رحّب الجميع بالتقاء المقاومة الإيرانية والمعارضة السورية وباقامة الأمسية الرمضانية هذا العام في مقر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كبداية ترجمة هذا الالتقاء.
وقد استهل د. زاهدي حديثه بتاريخ العلاقات بين نظام الملالي في إيران والنظام الأسدي في سوريا وعقد تحالف ستراتيجي بين البلدين، وشرح بعض المنعطفات في هذه العلاقة الستراتيجية حيث سلّمت حافظ الأسد صواريخ اسكود السوفييتية للنظام الملالي في عزّ أيام الحرب الإيرانية العراقية لضرب المدن العراقية وفي المقابل اعطى نظام الملالي كل عام مليون طن نفط مجان لسوريا. كما استخدم نظام الملالي الأرض السورية للوصول إلى لبنان وتأسيس حزب الله هناك ليكون ركيزة في موازنة القوى الإقليمية والدولية لصالح نظام ولاية الفقيه. وبعد بداية ثورة الشعب السوري لم يدخر نظام ولاية الفقيه أي امكانية إلا واستخدمها لنجدة نظام بشار الأسد وقمع الشعب السوري وارتكاب المجازر بحق أبناء الشعب السوري.
وأضاف د. زاهدي لكن العلاقات بين ممثلي الشعبين في المعارضة تأخّرت وبعد اندلاع الثورة في سوريا بدأت هذه العلاقات لكن في الآونة الأخيرة تطوّرت وكانت الأمسية الرمضانية مظهر من هذا التطور.
وفي نهاية حديثه أشار د. زاهدي إلى الحدث القادم الذي ستشهده باريس يوم التاسع من تموز وهو المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية في باريس. وسيتوافد للمشاركة في هذا التجمع أكثر من مائة ألف من أبناء الجاليات الإيرانية المنتشرين في مختلف دول العالم. ويمثّل المشاركون أوسع معارضة شعبية ايرانية للديكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران. وتجمع هذا العام يأتي بعد بروز نظام ولاية الفقيه الحاكم في إيران كأكبر تهديد وتحدّ لجميع شعوب وبلدان منطقة الشرق الأوسط بل جميع الدول العربية والإسلامية، كما أن المؤشرات خلال عام مضى أثبتت هشاشة هذا النظام وتراجعه أمام مواقف وإجراءات حاسمة.
تجمع هذا العام يأتي بعد ثلاث سنوات من رئاسة الملا روحاني وثبوت زيف ادعاءاته للإصلاح وتحسين الظروف السياسية والاقتصادية في إيران، كما أن الوتيرة المتصاعدة لتدخل نظام ولاية الفقيه في مختلف البلدان خاصة في سوريا وكذلك في العراق واليمن ولبنان والبحرين وغيرها لم يبق أي شك بأن نظام الملالي كلما استمر في الحكم كلما استمر الحروب والارهاب والمجازر في مختلف دول المنطقة.
الإيرانيون الوافدون إلى باريس يأتون لتأييد مشروع السيدة مريم رجوي زعمية المعارضة الإيرانية للحل الثالث لمشكلة إيران وتأكيدها بأن حل مشاكل الشرق الأوسط رهين بحل مشكلة إيران وذلك من خلال تغيير ديمقراطي بيد أبناء الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية.
وستقدّم الجمعيات الإيرانية الوافدة من ارجاء العالم إلى جانب مئات الشخصيات السياسية والوفود البرلمانية من مختلف البلدان، تقييمها بخصوص سجل روحاني، في مختلف المجالات.
إذن هذا الملتقى لايتعلق فقط بأبناء الشعب الإيراني بل لكل التواقين للحرية ومحبي السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام وللسوريين بصفتهم أول ضحايا هذا النظام في المنطقة بشكل خاص.
وتحدث السيد مازن عدي قائلا: «كانت هناك حاجة أن يكون هذا الالتقاء منذ زمن طويل. مع الأسف الأنظمة القمعية والفاشية تلتقي مع بعضها وتنسّق مع بعضها والمثال نظام الملالي الإيراني والنظام الأسدي، وهناك تحالف ستراتيجي عمره عشرات السنين بينما بالنسبة للشعوب وبالنسبة للحركات التي تمثّل الشعوب مستوى التنسيق بشكل عام كان ضعيفاً جداَ. فالضرورة والحاجة تفرض أن يكون هناك تعاون. يعني في الأساس يجب أن نعمل كجبهة وحلفاء وبالضرورة هناك أن تكون المعارضة السورية والمقاومة السورية في تفاعل مع المعارضة الإيرانية والمقاومة الإيرانية. وللمقاومة الإيرانية تاريخ طويل أكثر من خمسين سنة ولها دور كبير في داخل إيران وفي الثورة الإيرانية لكن جرى في ما بعد حرف هذه الثورة ومصادرتها من قبل الملالي. وكذلك الأمر بالنسبة للشعب السوري فهذا الشعب لم يتخلى يوما من الأيام من مقاومته للنظام الإستبدادي والنظام القمعي الأسدي وقدّم تضحيات كبيرة جداً… أنا إبن مدينة حماه التي في العام 1982 فقدت بحدود أثنين وثلاثين ألف إنسان. جرى تنفيذ مجزرة كبيرة خلال شباط 1982. والسبب هو أن الشعب السوري من نهايات80-1979 بدأ يتململ واعترض على نظام الحكم وتصدّرت الحركة النقابات المهنية وطالبت بالغاء حالة الطوارئ والأحكام العرفية وطالبت بنظام ديمقراطي والخلاص من حالة الاستبداد. وكانت البداية بنقابات المحامين بدمشق وبكل أنحاء سوريا والمهندسين وباقي الأطراف. وبدأت الإضرابات بعدد من المدن. ردة الفعل كانت القمع والاعتقالات وحلّ النقابات وتطوّرت المسئلة وعنف النظام ولّد العنف المقابل وبالنهاية اتخذ ذريعة بسحق مدينة المدينة المتوسطة مثل مدينة حماه، ومن خلاله يقدر يؤدّب الشعب السوري… حافظ الأسد كان يتعامل بشكل مختلف في حالة تبادل المصلحة وتبادل المنفعة وفي حالات معينة كان يحصل بعد الصدام بينه وبين مجموعة الملالي كما حصل بين حزب الله والأمل بلبنان. لكن بشكل عام كان هناك تفاهم وتوافق على الغالبية العظمى من المسائل. في مرحلة بشار الأسد الذي أصبح ضعيفاً سلّم تماماً أوراقه إلى إيران ويسلمها إلى روسيا ويسلّمها للشياطين في سبيل بقائه في الحكم.
وفي جانب من حديثه شرح السيد سليم منعم الظروف التي تحكم اللقاء بين المعارضة السورية والمقاومة الإيرانية قائلا« هناك مجموعة من النقاط أريد التأكيد عليها:
النقطة الأولى هي أن النظام السوري الذي كان يدعي المواقف القومية وقف أيام الحرب ضد العراق وبجانب إيران. هذا يدلّ أن هناك علاقة استراتيجية قديمة منذ بداية ظهور الملالي في إيران ومنذ ظهور نظام الأسد في سوريا هناك تعاون استراتيجي له أبعاد وله خلفيات.
النقطة الثانية هي أن المعارضة الإيرانية تتشابه المعارضة السورية في أنها دائما ذات محور جماهيري وتتبنى هذا البعد. ليست معارضة تقف عند الأيديولوجيات ليست معارضة تقف عند الحدود الضيقة. المعارضة واسعة تتبنى كل فئات المجتمع، تتجاوز القضايا الطائفية قائمة على الجماهير سواء في إيران وأيضاً في سوريا. لأن هناك بالفعل قواسم مشتركة بين المعارضتين. والتساؤل لما ذا لم يحصل التقارب بين المعارضتين لأننا نحن كنا منشغلين جدا في ثورتنا التي كانت أحداثها متسارعة جداً وكانت أيضا ثقيلة علينا وعلى الشعب وعلى المدنيين في الداخل. فمددنا أيدينا لكل الأطراف في العالم. مددنا أيديناه لأصدقاء سوريا، مددنا أيدينا للأميريكان وحتى للروس. لم نترك طرفاً من الأطراف إلا وذهبنا إليه في محاولة لإيجاد صيغة ما لإيقاف تقتيل المدنيين في سوري وتهجيرهم وهذه هي القضية الأساسية التي تجري الآن في سوريا. هذا الانشغال أبعدنا قليلا عن هذا التقارب بعد أن كانت هناك لقاءات منذ بداية الثورة مع المقاومة الإيرانية. لكن لم تتعمق ولم تتأطر ولم تأخذ أبعاد محددة ولم يكن هناك عمل مشترك. الآن مطلوب من المعارضتين بالفعل أن يكون هناك عمل مشترك، إن كان على المستوى الإعلامي أو على المستوى السياسي أو على المستوى النضالي. هذا شئي مهم جداً في المرحلة القادمة نتيجة المعاناة الواحدة. ما تعانيه المعارضة الإيرانية اليوم هو نظام الملالي النظام الطائفي النظام الإقصائي. أيضاً ما يعانيه الشعب السوري والمعارضة السورية هناك نظام طائفي ونظام إقصائي. أعتقد أننا بحاجة إلى تعميق هذا اللقاء وإعطائه أبعاد عملية أكثر…»
وننقل بعض الفقرات مما جاء في تسجيلات من الشخصيات المعارضة
السيد أحمد رمضان:
«ما يجري في سوريا يؤكد أن ما يتعرض له الشعب السوري هو نتيجة استبداد النظام من ناحية وجرئم نظام الملالي في إيران بالتالي هناك أهمية للتضامن بين الشعبين السوري والإيراني مع بعضهما ضد نظامي الإجرام في دمشق وفي طهران ولكي نستطيع أن نتخلص من هذه الطغمة الفاسدة التي تسبّبت بإراقة دماء مئات الألوف من السوريين والإيرانيين والعرب عموما، وبالتالي هذه رسالة يجب أن تصل إلى المعارضة في سوريا وفي إيران للعمل معاً لإنهاء هذين النظامين ولكشفهما جرائمهما على المستوى العالمي. والأمسية التي نظّمتها مؤخرا المعارضة الإيرانية في باريس وضمّت نخبة من سوريا ومن دول عديدة في أنحاء العالم كانت خطوة مهمة لهذا الاتجاه. ونعتقد يجب أن تكون هناك ورشات عمل وأيضا ندوات نستطيع من خلالها أن نعمل سوية خلال الفترة المقبله من أجل فضح جرائم النظام في سوريا وفي إيران ومن أجل الكشف عما يتعرض له شعبنا من معاناة ومن آلام، ومن أجل أيضاً أن نسرّع من الخلاص من هذين النظامين اللذين نعتبرهما صفحة سوداء في تاريخ الشرق وفي تاريخ المنطقة وفي تاريخ العالم عموما…»
عميد الركن زاهر الساكت:
«أخوكم عميد الركن زاهر عبدالرحمن الساكت أحد مقاتلي قوات الرد السريع التي ستكون نواة الجيش الوطني بإذن الله.
نحن خرجنا على الظلم، خرجنا من أجل نيل الحرّية. كما أنتم ناضلتم من أجل حرّيتكم في المعارضة الإيرانية ضد ملالي طهران الذين ظلموكم وأخرجوكم من دياركم. وها نحن نعيش نفس المأساة في سوريا، فقد تم تشريد أكثر من 12 مليون لاجئ سوري، وقتل أكثر من مليون شهيد وهناك معاقين أكثر من مليون وهناك أكثر من خمسمائة ألف معتقل، وهناك أيضا خمسمائة ألف مفقود لا نعرف مصيرهم. نعم إنهم كتلة الشرّ، كتلة الإرهاب في العالم المتمثل في بشار الأسد بالتعاون مع ملالي طهران، بالتعاون مع روسيا وبالتفاهم مع الولايات المتحدة الأميريكية التي وجهها غامض حتى الآن، وهم يقتلون الأحرار ويدعون إنهم السلام و يدعون إنهم الإنسانية، ولانرى من المجتمع الدولي إلا الغلط. نعم علينا أن نضع يدنا بيد، نحن الأحرار الذين نطالب بالحرية، نرفع بيدنا البندقية وباليد الأخرى راية السلام. نحن نريد لأهلنا العيش بسلام وكرامة بعيداً عن هؤلاء القتلة المجرمون الإرهابيون المتمثلة بملالي طهران والمتمثلة في بشار الأسد وأعوانه وزمرته وحزب الله وهم دجّالين مقاومة. نعم علينا نحن الأحرار أن نضع يدا بيد وأن نتكاتف وأن يكون مشروعنا تحرري في كل المنطقة لتخلص من هؤلاء بإذن الله»
السيد رائد صالح:
«بصراحة إعلان التضامن كان لفتة رائعة من السيدة مريم رجوي للتضامن مع الشعب السوري للتوضيح للعالم أن النظام الإيراني والنظام السوري همان نظامان مجرمان يرتكبان الجرائم بحق الشعب السوري وبحق الشعب الإيراني والدليل وقوف الشعوب إلى جنب بعضها البعض، ولن تقام العدالة إلا باتحاد الشعوب والوقوف جنبها إلى بعض. الرسالة التي نحملها نحن إلى الأخوة في إيران من المقاومة الإيرانية والشعب الإيراني أن يستمروا في حركة نضالهم ضد نظام الملالي في إيران. يجب أن يكون هناك دعم قوي لهذه المقاومة حتى يكون ثورة في إيران تعيد الحقوق والحريات الى الشعب الإيراني وتوقف نظام الملالي عند حدّه من ارتكاب المجازر في معظم الدول العربية والتدخلات الإقليمية لينخفض مستوى العنف في الشرق الأوسط عن طريق إزاحة نظام الملالي من الحكم في إيران»