ذهب عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سيستغل الانقلاب العسكري تمامًا، كما فعل هتلر عند حريق الرايخستاج، للقضاء على جميع معارضيه في ثلاثينيات القرن الماضي.
ويزعم بعض عشاق نظريات المؤامرة حسب صحيفة “ذا إندبندنت” أن الانقلاب العسكري في تركيا كان مزيفًا بعد أن وصفه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه “هدية من الله”.
وقارن مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي الانقلاب العسكري الذي أودى بحياة 160 شخصًا بحريق الرايخستاج، أبان حكم الرئيس النازي أدولف هتلر، حيث تم إضرام النار بمبنى البرلمان الألماني عام 1933، الذي استعمله هتلر كحجة لتعليق الحريات المدنية، والأمر بتنفيذ اعتقالات جماعية لخصومه، بالانقلاب الفاشل في تركيا.
وأبلغ الرئيس أردوغان مؤيديه في مطار اسطنبول الدولي أن محاولة الانقلاب العسكري كانت حركة تزعمها الداعية المنفي فتح الله غولن الذي وصفه “بالمنظمة الإرهابية المسلحة”.
ووصف الرئيس التركي الانقلاب العسكري بأنه “هدية من الله” زاعمًا أنه سيساعد على تنظيف الجيش من “أعضاء العصابة” الذين “سيدفعون ثمن خيانتهم غاليًا”.
وأدت هذه التصريحات إلى إثارة مخاوف من أن يقوم أردوغان، الذي اتهم سابقا بمقاضاة معارضيه، تحت ذريعة الانقلاب العسكري، كحجة للقضاء على خصومه، وازدادت هذه المخاوف بعد أن أعلن التلفزيون التركي عزل 2745 قاضيًا من مناصبهم عقب محاولة الانقلاب.
كما عبر بعض المراقبين عن اعتقادهم بأن محاولة الانقلاب التي حصلت كانت مدبّرة لإعطاء أردوغان فرصة لتطهير الجيش من الخصوم وإحكام قبضته على تركيا.
من جانبه، استعمل الصحفي البارز في صحيفة بوليتيكو والعامل في الاتحاد الأوروبي رايان هيث، تويتر لمشاركة تعليقاته من “مصدر تركي” وصف أحداث ليلة الأربعاء بأنها “انقلاب مزيف” لمساعدة “محارب الديمقراطية المزيف” أردوغان.
وقال المصدر: “سوف نرى على الأرجح انتخابات مبكرة سيحصد فيها أردوغان أغلبية الأصوات بشكل ساحق، ما سيضمن له 10 – 15 سنة إضافية من الحكم والديكتاتورية المنتخبة. كما من المتوقع أن نشهد تعديلات دستورية نحو الأسوأ تعزز من نفوذ العناصر الإسلامية وتقضي على العلمانية تمامًا”.
وبعد ليلة الجمعة، كتب مستخدم لموقع تويتر يسمي نفسه “Subsidiarity Man” مستخدمًا هاشتاغ: #TheatreNotCoup أي إنها “مسرحية لا انقلاب” قائلاً: “كلمتان: حريق الرايخستاج! والذي حصل عام 1933 وكلنا نعلم ماذا حصل بعدها”.
ونقل مستخدم آخر لتويتر عن صديق له في اسطنبول واصفًا ما حصل: “لقد كانت محاولة الانقلاب حقيقية على الأغلب، وعلى الرغم من أن قلة كانوا على علم بها قبل أن تحصل حقًا، إلا أنهم سمحوا لها بالاستمرار لأنهم علموا أنها غير منظمة وضعيفة. هذا يعني أن أردوغان سوف يقوم هو بالانقلاب الحقيقي، وسوف نفقد بقايا الديمقراطية التي نتمتع بها هنا في تركيا”.
وفي إشارة إلى تاريخ ألمانيا النازية، أضاف “الصديق”: “يجري الآن صناعة حركة مدنية تشبه النازية، والتي سوف تحكم قبضتها على الشارع فور القضاء على الانقلاب المزعوم خلال يومين على الأكثر”.
بينما رفضت حركة غولن، المعروفة أيضًا باسم هيزميت التي يقودها الداعية الإسلامي المعتدل والمعارض لأردوغان فتح الله غولن المقيم بأمريكا، اتهامات خصمه الحاكم ونفت تورطها بمحاولة الانقلاب.
وكثيرًا ما اتهمت المجموعة التي تحاول الوصول إلى نسخة معتدلة من الإسلام السني الذي يركز على الحوار بين الأديان أردوغان بمضايقة واعتقال بعض مؤيديها.
في السياق ذاته، يأتي هذا الانقلاب عقب انتقادات حادة لسجل حقوق الإنسان الذي يحمله أردوغان والمتوّج باضطهاده المتزايد لوسائل الإعلام، إذ ذكرت عدة تقارير أنه ومنذ عام 2014، وجهت تهمة “إهانة الرئيس” لـ1845 صحفيًا وكاتبًا وناقدًا، وهي تهمة يمكن أن تودي بصاحبها إلى السجن في تركيا.
ومن الحوادث الإعلامية المشهورة بهذا الخصوص، مطالبة أردوغان بمحاكمة الساخر الألماني يان بوميرمان الذي استعمل لغة نابية لإهانته على الهواء مباشرة.