أعلن الاتحاد الأفريقي، رسميًا، من العاصمة الرواندية، كيغالي، عن جواز سفره الإلكتروني المشترك، وهو حلم أفريقي أصبح حقيقة.
وجرى حفل إطلاق جواز السفر الإلكتروني، خلال الدورة العادية الـ27 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد، وجرى تسليم أول جواز سفر أفريقي رمزيًا للرئيس التشادي إدريس ديبي اتنو، بصفته الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي.
وسيستفيد من جواز السفر الإلكتروني، في مرحلة أولى، رؤساء الدول والحكومات ووزراء الشؤون الخارجية، إضافة إلى الممثلين الدائمين للدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي المقيمين في مقر المنظمة في أديس أبابا.
وافتتحت القمة –التي انطلقت وتستمر يومين- بكلمة للرئيس الرواندي بول كاغامي، شدد فيها على ضرورة “التفكير مليًا وجديًا في وحدة أفريقيا باعتبار الوحدة مبدأ أساسيًا للقارة الأفريقية، والحل السلمي لكل النزاعات والصراعات”.
وأشار الرئيس الرواندي في كلمته خلال القمة التي يشارك فيها 36 من رؤساء الدول والحكومات والممثلين لـ 54 دولة، أن “مشكلة أفريقيا تكمن في عدم تكريس مبدأ الوحدة”.
من جانبها، قالت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي دلاميني زوما، إن “السلم والأمن، وإسكات صوت السلاح، وانخفاض الأجور، من أكبر التحديات التي تواجه أفريقيا”، معربة عن أسفها الشديد لما حدث في جنوب السودان، من تجدد للاشتباكات مؤخرًا.
وخلال كلمتها، أعلنت زوما إطلاق جواز السفر الأفريقي الموحد للرؤساء الأفارقة ووزراء الخارجية والسفراء والمندوبين لدى الاتحاد الأفريقي، مقترحة بحث إمكانية حصول الجواز الأفريقي للمواطنين الأفارقة.
والخميس الماضي، قال مصدر دبلوماسي أفريقي، إن توصيات وزراء الخارجية الافارقة التي صدرت عن اجتماعهم الذي اختتم الخميس، على هامش القمة، طالبت الاتحاد الأفريقي بالتنسيق مع كل دول القارة لتنفيذ جواز السفر الموحد، الذي يوضع عليه شعار الاتحاد الأفريقي والدول الأفريقية كل على حدة.
ووفق المصدر ذاته، تضمنت التوصيات، في هذا السياق، ترك الحرية لكل دولة، في المرحلة الأولى، منح جواز السفر الأفريقي لشخصيات محددة.
وفي سياق آخر، دعت زوما القادة الأفارقة، إلى “ضرورة العمل من أجل السلام وعدم التشبث بالسلطة”، وأوضحت أن “أفريقيا قارة واعدة وسنقضي على الفقر ورفع اقتصاداتنا وهناك العديد من المشاريع التي بدأت ترى النور في القارة”.
وقالت زوما إن “الشباب الأفريقي طلب منها الاهتمام بحرية الصحافة والتعبير، وتعزيز مشاركة المرأة في السلام والسلطة والمساواة بين الجنسين، مشيدة بالرئيس الرواندي في حماية حقوق المرأة”.
وأكدت زوما أن “الاقتصادات الأفريقية مستمرة في النمو ونحن نعمل على إنجاز المنطقة الأفريقية الحرة”، داعية إلى “ضرورة إيلاء الاهتمام بالشباب الأفريقي وتمكينه في جميع المجالات”.
بدوره قال الرئيس التشادي إدريس ديبي رئيس الاتحاد الأفريقي في دورته الحالية؛ إن الاتحاد الأفريقي يواجه تحديات يجب مواجهتها على مستوى الرؤساء والعمل على معالجة تحديات القارة بطرق ونهج جديد.
ودعا القادة الأفارقة إلى إقرار الإعلان حول موضوع هذا العام لتمويل الاتحاد؛ وقضايا السلم والأمن والعمل على انتخاب أعضاء المفوضية.
وأضاف ديبي أنه شعر بأفريقيته لأول مرة عند استلامه الجواز الأفريقي الموحد، معتبرًا الخطوة بالمهمة وسيشهد التاريخ بذلك.
وقال إن الاتحاد الأفريقي يسعى إلى تحقيق التكامل السياسي والاقتصادي وإنهاء النزاعات، وهذا لن يتحقق دون التمويل لذلك كانت هذه الخطوة الأولى في اعتماد القرار.
ولفت الرئيس التشادي، إلى أن ما يشهده جنوب السودان من عنف يدعونا إلى ضرورة العمل على مواجهة ومنع الأزمات في القارة.
ودعا كل من الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه الأول رياك مشار إلى وقف الاقتتال واحترام اتفاق السلام، والعمل على إنهاء أزمة جنوب السودان.
وطالب بضرورة إنشاء صندوق خاص لمكافحة الإرهاب تمويله من الدول الأفريقية والمجتمع الدولي