استقبل المهندس ياسر الدسوقي محافظ أسيوط الدكتور خالد العناني وزير الآثار خلال زيارته للمحافظة لتفقد بعض المواقع الأثرية يرافقه فيها الدكتور محمود عفيفي رئيس قطاع الآثار المصرية والمهندس وعد الله أبو العلا رئيس قطاع المشروعات وسعيد حلمي رئيس قطاع الآثار الإسلامية وقال وزير الأثار أن جولاته في 3 بالمحافظات تهدف إلى تفقد أكبر عدد ممكن من المناطق الأثرية للتعرف على احتياجاتها وبحث سبل تنميتها والتغلب على المعوقات التي تواجه أعمال التطوير والترميم بهذه الأماكن لافتاً إلى أن هناك أكثر من 20 متحفا غير مستغلين أو متوقفين على مستوي الجمهورية وهناك إجراءات جادة نحو استغلال تلك المتاحف والاستفادة منها خلال الفترة المقبلة وأكد الدكتور خالد العناني أن هناك دعما قويا ومتابعة مستمرة من القيادة السياسية لملف الآثار لتطوير منظومة العمل الأثري والنهوض بها خاصة في الوقت الحالي لافتا إلى أن هناك مشروعات كبرى مع منظمات دولية وأن الوزارة تعد أفكار لتنمية مواردها وتحقيق التمويل الذاتي لجميع الأنشطة بدأت الزيارة بتفقد قصر ألكسان الأثري الذي أنشأ عام 1910م على النيل مباشرة على مساحة 7000م2 ويعد القصر من المباني ذات الطراز المعماري المتميز وواجهات القصر تحتوى على زخارف وكرانيش وعقود نصف دائرية وتشكيل مثلث الشكل بالزخارف على الطراز الإغريقي وقد شارك في بناء القصر فنانين أوروبيين والقصر من المعالم المميزة لمحافظة أسيوط وقال وزير الآثار أنه عرض خلال جلسة مجلس الوزراء الأخيرة دراسة بخصوص القصور الأثرية على مستوى الجمهورية وعددها 48 قصر للبدء في صيانتها وترميمها وقصر ألكسان يعد من الأولويات حيث لا يحتاج إلى نفقات كثيرة وتم اليوم إصدار قرار بتشكيل لجنة فورية لجرد مقتنيات القصر والبدء في تنظيفه بالتنسيق مع محافظة أسيوط وعمل الترميمات الإنشائية والترميمات الدقيقة ووضع آلية لاستغلاله كمزار سياحي لعرض المقتنيات الأثرية الخاصة بالقصر ودراسة وضع قطع أثرية في الأماكن المتاحة به لافتاً أنه تم فتح حديقة القصر منذ شهرين للجمهور لتصوير المناسبات الاجتماعية به فيما أكد المهندس ياسر الدسوقي محافظ أسيوط أن المحافظة تمتلك العديد من المقومات السياحية والآثرية الكثيرة مما يمكنها لأن تكون مقصداً سياحياً وأثريا لا يقل أهمية عن أى مكان آخر في مصر حيث يوجد بها أكثر من 50 موقعاً أثرياً تمثل تاريخ مصر عبر العصور المختلفة من الفرعوني والقبطي والإسلامي والحديث كما يوجد مخزن متحفي بقرية شطب يجمع آلاف القطع الأثرية بداخله بجانب القطع الأثرية الموجودة بمتحف مدرسة السلام وأقترح محافظ أسيوط أن يكون هناك بروتوكول تعاون بين وزارة الآثار وهيئة تنشيط السياحة لاستغلال وتفعيل المواقع الأثرية المغلقة بأسيوط لتنشيط حركة السياحة مؤكدا على ضرورة تحقيق الجذب السياحي ووضع أسيوط على خريطة التراث العالمي والاستفادة من مقوماتها التاريخية والسياحية والثقافية خاصة في ظل توافر أهم مقومات وعوامل الجذب السياحي من بنية أساسية وشبكة طرق ومواصلات وأشار الدسوقي إلى أن الاهتمام بالمواقع الأثرية سيكون بمثابة إعادة اهتمام بالتاريخ وصنع جيل مرتبط بوطنه وتاريخه العريق خاصة وإذا تم تطوير المواقع الأثرية ورفع الوعي السياحي لدى المواطنين وتنظيم رحلات مدرسية للمواقع الأثرية لتعريفهم بحضارة بلدهم وكان الوزير والمحافظ قد أديا صلاة الجمعة بمسجد معهد أسيوط الديني الأزهري (معهد فؤاد الأول) وعقب الصلاة قاما بجولة داخل المعهد الذي تم بناؤه على مساحة أربعة أفدنة وأستغرق بناءه أربع سنوات وشيدت مبانيه علي الطراز الإسلامي وهو مكون من ثلاث مباني مبنى للدراسة يضم فصول ومكاتب إدارية وقاعة عرض للأفلام العلمية ومعمل لعلوم الأحياء والكيمياء والفيزياء ويتوسط فناءه حديقة مستطيلة الشكل يتوسطها نافورة رخامية بديعة التصميم والمبنى الثاني لإقامة وإعاشة الطلاب الوافدين من المحافظات المجاورة وبه مكتبة زاخرة بالكتب العلمية والدينية والمبنى الثالث مسجد استخدم لتعليم الطلاب الخطابة وبه مئذنة شاهقة الارتفاع وقد افتتحه الملك فاروق ملك مصر سنة 1939م وعقب ذلك توجه الوزير والمحافظ لتفقد المقابر الأثرية بالجبل الغربي بدير ريفا وهي عبارة عن 7 مقابر من عصر الدولة الحديثة لحكام الإقليم الثالث عشر لمصر العليا وموزعة في إحدى عشر مستوى بطول الجبل وأصدر الوزير تعليماته بتطوير السلم المؤدي إلى المقابر بالمواصفات القياسية كما تفقد كنيسة العذراء بالجبل ودير الأمير تادرس الشطبي وتفقد أيضاً مقبرة الحاكم محب جيفاي بالجبل الغربي وهي من عصر الدولة الوسطى وفي نهاية الجولة تفقد متحف الآثار المصرية داخل محيط مدرسة السلام الخاصة بمدينة أسيوط التي كانت تعرف بكلية الأمريكان وهي تقع بجوار ميدان الحرب والسلام في موقع متميز لا يبعد كيلو متراً واحداً عن قصر ألكسان ويرجع تاريخ متحف مدرسة السلام لما يقرب من 100 عام ويتكون المتحف من حفائر اكتشفها العلماء الأجانب من بداية القرن العشرين وعدد كبير من القطع الأثرية وهي 400 قطعة وآثار من العصر الفرعوني من أمثالها أوان فخارية بأحجام مختلفة وتماثيل لبعض الآلهة الفرعونية وأوعية لحفظ أحشاء الموتى ومومياء لسيدة وأخرى لرجل وآثار من العصر القبطي عبارة عن نسيج قبطي من القرن الرابع الميلادي وشواهد قبورية باللغة القبطية وبعض الأيقونات من العصر القبطي