أنا إنسان صريح.. وليس لي طموح سياسي، كما أنني أكدت مرارا أنني أريد أن أخدم مصر في مجال العلم وأموت وأنا عالم”، تلك واحدة من مقولات العالم المصري أحمد زويل الذي رحل الثلاثاء، بعدما حقق حلمه العلمي وخدم مصر والعالم أجمع.
رحل زويل الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999، وفور دخولنا إلى حسابه على تويتر وجدنا آخر تغريدة له يعود تاريخها إلى عام 2012، يقول فيها “وفي كل هذه المرحلة وحتى اللحظة أوصيت بعدم استخدام العنف مع الطلاب”.
وأعلن التلفزيون المصري الرسمي أن الدكتور أحمد زويل الحائز علي جائزة نوبل قد توفي الثلاثاء في الولايات المتحدة الأميركية، وأضاف أن العمل جار في ترتيب إجراءات نقل جثمانه إلي مصر.
من مقولات الرحل زويل:
“وأنت في طريقك لمطار اليابان سوف تجد لوحة إعلانية مدون عليها عبارة “فكر لتبدع “، أما وأنت في طريقك لمطار القاهرة سوف تجد لوحة إعلانية كتوب عليها: “تايجر أكبر وسيطر ،” وفي الناحية الثانية لوحة إعلانية أخرى تقول: “استرجل وأشرب بريل”.
إنه العالم الكيميائي زويل، الذي ولد عام 1946م، في مدينة دمنهور حيث درس الابتدائية والإعدادية، ثم رحل مع أسرته إلى مدينة دسوق، وأكمل التعليم الثانوي هناك، وتخرج من كلية العلوم في جامعة الإسكندرية وعاش أيام دراسته في بيت خاله حاملا شهادة البكالوريوس بدرجة امتياز.
ومنح زويل أكثر من 100 جائزة عالمية من بينها جائزة ألبرت أينشتاين العالمية ووسام بنجامين فرانكلين وجائزة ليوناردو دافنشي وجائزة الملك فيصل وميدالية بريستلي.
ومنحته فرنسا وسام جوقة الشرف الوطني برتبة فارس. وأنشأت أيضا جوائز عالمية تحمل اسمه وأنشأت مؤسسة تحمل اسمه وتعمل على دعم نشر المعرفة.
وكان زويل عضوا منتخبا في عدد من الجمعيات والأكاديميات العلمية ومن بينها جمعية الفلسفة الأميركية والأكاديمية الوطنية للعلوم والجمعية الملكية في لندن والأكاديمية الفرنسية والأكاديمية الروسية والأكاديمية الصينية والأكاديمية السويدية.
ورشح بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة زويل لعضوية المجلس الاستشاري العلمي للأمم المتحدة والذي يقدم المشورة في مجال العلم والتكنولوجيا والابتكار من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
وفي مصر حصل زويل على وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى وعلى قلادة النيل العظمى وهي أرفع وسام مصري.
وفي هذه التغريدة ينشر العالم زويل على حسابه في تويتر عام 2012، صورة لأحد الأوسمة التي حصل عليها تقديرا لإسهاماته العلمية.
وبعد حصوله على شهادة الماجستير في مصر، عمل زويل في شركة “شل” في الإسكندرية. وبعده سفره إلى الولايات المتحدة حصل على شهادة الدكتوراه عام 1974م من جامعة بنسلفانيا، ثم التحق بفريق أبحاث في جامعة بيركلي في ولاية كاليفورنيا حتى عام 1976م.
ومن مقولاته أيضا:
” الأوروبيون ليسوا أذكى منا ولكنهم يقفون ويدعمون الفاشل حتى ينجح … أما نحن فنحارب الناجح حتى يفشل”.
حاز على منصب أستاذ مساعد في الفيزياء الكيميائية، واصل مشواره في الأبحاث والدراسات والعلوم، وعينته مؤسسة كاليفورنيا للعلوم والتكنولوجيا، أستاذا أول في الكيمياء لمعهد لينوس بولينج.
وفي 1999 حصل زويل على جائزة بنيامين فرانكلين لإسهاماته العلمية، وخاصة لاكتشافه المعروف بـ”ثانية الفيمتو”.
وحول هذا الإنجاز، يشير مختصون إلى أن الكثير من التفاعلات الكيميائية، مثل تفاعل الكلور مع الصوديوم، تحدث بسرعة فائفة بحيث لا نستطيع أن نعرف عنها شيئا، وتنتهي في غضون واحد في مليارات من الثانية، وهو ما يعرف بـ”ثانية الفيمتو”..
الدكتور أحمد زويل اكتشف طريقة للكشف عن تلك التفاعلات باستخدام أشعة الليزر.
ورد اسم العالم أحمد زويل في قائمة الشرف في الولايات المتحدة، التي تضم أهم الشخصيات التي ساهمت في النهضة الأميركية، فهو حاصل على الجنسية الأميركية ويعتبر من أهم علماء الليزر.
ومن منشورات زويل في المجلات العلمية “علم الأحياء الفيزيائي من الذرات إلى الطب” باللغة الإنجليزية، “عصر العلم”، “رحلة عبر الزمن … الطريق إلى نوبل”.
وهذه مقولة أخرى للعالم زويل:
“حب العقل أقوى وأعمق وأبقى من حب القلب”.
وتزوج زويل من السيدة ديما زويل وهي طبيبة في مجال الصحة العامة، وكان يعيش مع أسرته في سان مارينو بولاية كاليفورنيا.
العالم أحمد زويل مع عائلته عام 1999 في قارب على النيل، برفقة عائلته المكونة من نبيل بين ذراعي والده، وهاني تضمه والدته ديما، وابنتيه أماني ومها.
ومن أهم أبحاثه العلمية “تطوير استخدام أشعة الليزر للاستفادة منها في العلم”. وتقلد زويل عدة مناصب منها أستاذ أول للكيمياء في معهد لينوس بولينج، وأستاذ للفيزياء في معهد كاليفورنيا للتكنلوجيا، ومدير معمل العلوم الذرية.