أظهرت دراسة حول توجهات الأحزاب الأردنية للانتخابات البرلمانية لعام 2016، أن الأحزاب الأردنية تستعين بالعشائر لتشكيل قوائمها لخوض الانتخابات البرلمانية في 20 أيلول /سبتمبر المقبل، فيما أظهرت الدراسة ضعف اهتمام الأحزاب بمكافحة التطرف والقضية الفلسطينة.
وتخوض الأحزاب الأردنية تجربة الانتخابات البرلمانية المقبلة وفقاً لقانون انتخاب يرتكز على القائمة النسبية المفتوحة، عوضاً عن قانون الصوت الواحد المثير للجدل، وبحسب القانون تستطيع كل مجموعة من الأفراد تشكيل قائمة محددة بناء على تيار يجمعهم أو فكر سياسي أو اجتماعي أو حزب.
وأظهرت الدراسة التي حصلت “إرم نيوز” على نسخة من نتائجها، أن 86% من الأحزاب ستشارك في الانتخابات، وأن 21% من الأحزاب لا تثق بإدارة الهيئة المستقلة للعملية الانتخابية .
وتهدف الدراسة نفذها مركز الحياة لتنمية المجتمع المدني ” راصد” لتقديم معلومات أولية للمواطن الأردني عن توجهات الأحزاب الأردنية تجاه الانتخابات البرلمانية لعام 2016، ولتوفير المعلومات للأحزاب نفسها لمراجعة بياناتها الانتخابية قبل إصدارها بالصيغة النهائية لتضمين أي محاور ممكن تساهم في تعزيز عملية الاصلاح السياسي في الأردن.
ركود انتخابي
وبينت نتائج الدراسة فان 86% من الأحزاب منخرطين بتحالفات وائتلافات حزبية، كما اعتقد 33% من الأحزاب أن هنالك حالة من الركود الانتخابي لا تلبي الطموحات التي كانت عند تعديل قانون الانتخاب، كما أورد ما نسبته 45% من الأحزاب أن القانون الحالي لا يساهم بتعزيز التمثيل الحزبي في البرلمان، كما تبين أن 57% من الأحزاب لديها قوائم مترشحة خارج المحافظات المركزية (عمان،الزرقاء واربد).
غياب مكافحة التطرف وفلسطين عن البرامج الانتخابية
وفيما يخص البرامج الحزبية المنوي طرحها خلال الانتخابات قال 82% من الأحزاب أنهم سيقدمون برنامجاً انتخابياً، غير أن 11% من الأحزاب لم تساهم الهيئة العامة في اختيار قرار المشاركة من عدمه، و اشتملت الدراسة على أولويات الأحزاب في برامجهم الانتخابية حيث تبين أن 58% من الأحزاب سيقدمون حلولا اقتصادية ضمن برنامجهم الانتخابي، كما أورد ما نسبته 14% من الأحزاب انهم سيساهمون في تقديم مقترحات لاصلاحات تشريعية في حال وصولهم الى البرلمان، و ستضمن 10% من الأحزاب أولوية الإصلاح التعليمي ضمن برامجها، غير أن 2% فقط من الأحزاب سيضمنون برامجهم الانتخابية أولويات مكافحة التطرف والارهاب ودعم حقوق المرأة ومقترحات لدعم الطاقة ودعم القوات المسلحة والآثار المترتبة على اللاجئين، إلا أن 4% من الأحزاب قالوا بأن القضية الفلسطينية ستكون في برنامجهم الانتخابي.
عقلية الصوت الواحد راسخة
أما فيما يخص التحديات التي سترافق العملية الانتخابية من وجهة نظر الاحزاب فقد أورد الأحزاب (16) تحد أو تخوف منها عقلية الصوت الواحد ما زالت راسخة في عقل المرشح والناخب، وقانون الأحزاب الحالي يعدّ تحدياً للعمل الحزبي، وعدم وجود ضمانات النزاهة للعملية الانتخابية، كذلك انتشار المال السياسي، كما ان القدرة المالية للأحزاب غير متكافئة، واستخدام العاطفة الدينية لاستقطاب الجمهور، إضافة الى ضعف ثقة المواطن بالانتخابات في الأردن وبأداء البرلمان الأردني.
وبخصوص الانتشار الحزبي في الدوائر الانتخابية فقد تبين أن 12 حزبًا سيترشح ضمن 5 دوائر انتخابية كحد أعلى، فيما سيترشح (9) أحزاب ضمن 6 إلى 10 دوائر انتخابية كحد أعلى، بينما سيترشح (4) أحزاب في (11) إلى (15) دائرة انتخابية ولم يحدد (10) أحزاب بعد عدد الدوائر التي سيترشح بها.
ووفقًا للدراسة فإن الأسباب التي تحد من تشكيل قوائم حزبية من أعضاء الحزب فقط تتمثل في ضعف الامتداد الجغرافي للأحزاب الأردنية، كما ان قانون الانتخاب أجبر الاحزاب على تشكيل قوائم غير حزبية، كذلك لا يمكن للأحزاب أن تشكل قوائم بدون تمثيل عشائري، وأن المواطن يُفضل التصويت للمرشحين الفرديين على مرشحي الأحزاب، إضافة إلى أن الإرث الانتخابي لا يساعد في تشكيل قوائم حزبية منفردة.
وأجريت الدراسة على جميع الأحزاب الأردنية المرخصة والبالغ عددها (49) حزبًا، حيث تمت عملية استطلاع آراء الأحزاب الأردنية باستخدام منهج بحثي كمي، قام على توجيه الأسئلة المباشرة للأحزاب من خلال اتصال هاتفي، وتمت الاستجابة من جميع الأحزاب الأردنية وتم الاستفسار عن نيتهم بالمشاركة في الانتخابات المقبلة وعدد الدوائر المنوي الترشح بها، كما تم الاستفسار عن ثقتهم بإدارة الهيئة المستقلة للعملية الانتخابية.