تكتمت المصادر الأردنية الرسمية على مضامين زيارة جديدة لقائد الجيش الليبي الفريق خليفة حفتر الذي وصل عمّان، قادمًا من العاصمة المصرية القاهرة.
ويسعى حفتر للحصول على دعم عسكري ومعنوي للجيش الليبي لتحقيق اختراق كبير يعيد له الزخم في مواجهة دعم دولي متزايد لحكومة الوفاق التي تتعرض لضغوط لتهميش دوره في محاربة الميليشيات المتشددة.
الخبر الرسمي حول الزيارة اكتفى بالقول إن قائد الجيش الليبي الفريق خليفة حفتر أجرى محادثات عالية المستوى مع مسؤولين أردنيين، على رأسهم رئيس أركان الجيش الأردني الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن، و”بحثا تطورات الأوضاع في المنطقة، وعددًا من القضايا التي تهم القوات المسلحة في البلدين الشقيقين”، دون مزيدٍ من التفاصيل.
وفضل مسؤول أردني رفيع المستوى القول إن الزيارة “تمت خارج إطار ما يجري الإعلان عنه رسميًا، ولا نرغب في التعليق عليها”.
بيد أن المسؤول تطرق الى وجود تعاون تدريبي عسكري مستمر مع الجيش الليبي، كان في صلب المحادثات.
وحطت طائرة خاصة تقل حفتر قادمة من القاهرة في مطار ماركا العسكري، ونظم له استقبال رسمي، في مستهل زيارته المحفوفة بالكتمان.
وسبق لحفتر أن أعلن في زيارة سابقة لعمّان في آب /أغسطس 2015 أن “الأردن لم يبخل علينا بأي شيء”.
وتحدثت تقارير صحفية عن استشارات عسكرية ، يقدمها الأردن للجيش الليبي، دون أن يصدر عن عمّان ما يؤكدها.
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية السابق في البرلمان الأردني حازم قشوع لـ”إرم نيوز” إن الأردن لا يذيع سرًا عندما يتحدث عن دعم الاستقرار في ليبيا عبر دعم الحالة الشرعية التي يمثلها حفتر، والذود عن ليبيا من “الإرهاب” الذي يمثله التطرف وتنظيم داعش.
وتأتي الزيارة في أعقاب انسحاب الفرنسيين من دعم حفتر بعد احتجاج حكومة “الوفاق” على التدخل الفرنسي إثر إسقاط ميليشيا “سرايا الدفاع عن بنغازي” لطائرة فرنسية ومقتل 3 فرنسيين كانوا على متنها.
وترتبط عمّان بعلاقات مميزة مع باريس.
ويعول حفتر، كما يبدو، على وزن الأردن السياسي، في حلحلة مواقف بعض الدول منه، وفك الحصار على توريد السلاح إلى جيشه، وسط توقعات بأن يطلق قريبًا عملية كبيرة لتحرير باقي مدينة بنغازي والمناطق الآخرى، التي يسيطر عليها المتطرفون في الشرق الليبي، مدفوعا بالانتصارات التي حققها مؤخرًا.
ولم يصدر عن السفارة الليبية في عمّان التابعة لحكومة طبرق أي تصريح بشأن الزيارة، لتعذر الاتصال بالقائم بالأعمال عادل إبراهيم بكار.