تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي ولادة حزب تونسي جديد، أطلق عليه “الحزب النازي التونسي” ، الذي يرفع شعار “الحركة الوطنية الداعية إلى التخلص من آثار المحتل العربي وتنقية المجتمع التونسي وتطهيره من الخونة”،
وأثار ظهور الحزب استغراب الناشطين الذين لم يتعوّدوا على مثل هذه التسميات التي تقطر “حقدًا”، بالرغم من أنّ “هذا الحزب” الافتراضي، أعلن أنّه “ليس موجهًا ضد اليهود التونسيين”.
رفض للفوضى
لم يجد الحزب الافتراضي تجاوبًا كبيرًا من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، بقدر ما سخر البعض من هذا التحامل الذي لم يعرف به الشعب التونسي .
وتفاعل مصطفى قاسم، ودوّن: “ليس بهذه الدرجة، فهتلر كان رحيمًا.”
وردّ “مانو”، على البيانات العنيفة، وما ورد من أنّ “يوم الحساب قريب” وأنّ “لتونس شعب يحميها”، وليس الحزب النازي الذي لا مكان له في تونس، وشعب تونس الذي لا يؤمن بالنازية، ليس في حاجة إلى مثل هذه الآراء الهجينة.
وسخر “إلياس رأس الجبل” من “الحزب النازي التونسي”، وأشار إلى أنّ “تحية النازية ترفع فيها اليد اليمنى وليست اليد اليسرى، ونبّه إلى خطأ لغوي في الشعار”، ما يؤكد على أنّ من يقف وراءه، من أنصاف المتعلّمين.
لكنّ جلال الدين جليل، أشار إلى باعثي هذا الحزب الافتراضي، وقال “مرحبًا بالأمازيغ، أصل سكّان تونس قبل الاستعمار الإسلامي.”.
ووجد هؤلاء “النازيون التونسيون” من يسمعهم، متمثلًا في “مروان سوسي” الذي أكد أنه يوافقهم الرأي، وقال “أوافقكم تمامًا، مشكلتنا أولًا، وقبل كل شيء، هي الهوية.. أقترح عليكم التذكير بالهوية التونسية للمواطنين، مع التأكيد على أنّ الدين هو اختيار، وليس هوية، أمتنا لها الكثير وليست في حاجة إلى جلب أي شيء..”.
وتأتي هذه الحركة القومية، في الفضاء الافتراضي، بحسب متابعين للشأن السياسي التونسي، على خلفية فقدان الأمل لدى عدد من التونسيين، في الأحزاب السياسية، التي فشلت في إصلاح الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، فارتفعت الأسعار، وتعالت الأصوات مطالبة بمحاربة الفساد.
هوية النازيين التونسيين
ويعتبر الحزب نفسه موجّهاً “ضد الخيانة والفساد والإرهاب.. ولكن بطريقة مختلفة عن طرق الضعفاء والمرتعشة أيديهم.. نحن نؤمن بالأمة التونسية فقط لا غير”.
ويقول الحزب الافتراضي “طبعًا بالنسبة لنا، لا وجود لشيء اسمه الإسلام السياسي.. كلهم دواعش ينهلون من نفس المصدر، مكانهم الطبيعي هو السجون في أحسن الحالات.. وكذلك مكان كل خائن متواطئ معهم”.
ويضيف “الحزب النازي التونسي”، “عندنا، وتحت مسمى الديمقراطية والحرية، يتحول الشعب إلى عدو لنفسه ولوطنه، هذا ما يحدث عندما تطلب من شعب جاهل أن يحدد مصيره ومصيرك.”.
ويؤكد أنّ “الديمقراطية فكرة غربية لا تتماشى مع الأمراض العربية الإسلامية التي بنيت على مر العصور جدراناً من الجهل والتخلف ووجب تحطيمها أولًا، لقد وجد هذا الشعب طيلة تاريخه كل شيء جاهزًا ولم يدفع ثمن أي شيء وحانت ساعة خلاص ديونه وتحمل اختياراته.”.
ويتابع أن “هدفنا أن تعيش تونس وأن ينفض عنها غبار الأعراب وصحراؤهم القاحلة.. ولهذا ثمن يجب دفعه.”.
ويضيف “صمتنا لا يعني غيابنا.. نرى …نسمع … ونسجل.. يوم الحساب قريب”، ويستشهد ببيت للشاعر أبو القاسم الشابي، خلال الاستعمار الفرنسي يقول فيه: “لا عدل إلا إذا تعادلت القوى … وتصادم الإرهاب بالإرهاب”.
وكان “الحزب النازي التونسي” بدأ بالتعريف بنفسه “الحركة الوطنية الداعية إلى التخلص من آثار المحتل العربي وتنقية المجتمع التونسي وتطهيره من الخونة.. نحن حرّاس آخر القلاع.. نحن خط الدفاع الأخير.. نحن سلالة الأمجاد والتاريخ..
إذا احتاجنا الوطن … نلبّي.. نستعد ليوم، لن تجدوا فيه سوانا للوقوف درعًا أمام خراب الأعراب.. نحن هنا..