عرضت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية تقريراً استقصائياً عن أداء جهاز المخابرات العامة الأردنية الذي تعرض مؤخراً لحملة في قناة الجزيرة الممولة من قطر وصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، اعتماداً على تقرير أصدرته المخابرات المركزية الأمريكية “CIA”.
وتوسع كاتب التقرير الأمريكي سراج ديفيس، المقيم حالياً في المناطق الكردية بدعوى تعليم الأطفال اللغة الانجليزية، في تسجيل التقارير الصحفية والبحثية التي تناولت في الأشهر القليلة الماضية انتقاد أداء جهاز المخابرات الأردنية، وفي الترويج لنظرية أن الأمن في الأردن ليس على درجة من الاستقرار المطمئن.
وبعد يومين من نشر ديفيس تقريراً عن المخابرات والأمن في الأردن، نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريراً يوجه انتقادات للمخابرات الأردنية، من داخل مخيم البقعة، اعدته الصحفيتان ماريا أبو حبيب (لبنانية) وسهى معايعة (أردنية) عن “صراع الأردن ضد المتطرفين الإسلاميين في الداخل”.
وشهد مخيم البقعة شمال غرب العاصمة الأردنية عمان في حزيران الماضي هجومًا على مكتب لجهاز المخابرات الأردنية أسفر عن مقتل 5 من منتسبي المكتب.
وعلى صفحته في موقع التواصل الاجتماعي”تويتر” أفاض ديفيس في الإشادة بالتقرير الذي يعرض ثغرات وضعف البرنامج الذي اعتمده الأردن في مكافحة التطرف الديني بالداخل، والذي قال تقرير لـ “وول ستريت جورنال” إنه برنامج يجري تمويله من صندوق دولي ترعاه الولايات المتحدة بـ 600 مليون دولار مخصصة لمكافحة التطرف والفكر الإرهابي.
الكاتب الأمريكي، سراج ديفيس عنون مقالته في “فورن بوليسي” بـ “المخابرات الأردنية فئران ميتة بدون زئير”، وكان ملفتاً في هذا العنوان أنه يردّ على مقال في فورين بوليسي (سبتمبر 2014)، للكاتب الأمريكي شين هارس، يصف المخابرات الأردنية بأنها “الفأر الذي يزأر”، وفي ذاك المقال يتوسع الكاتب بالاشادة بكفاءة المخابرات الأردنية وقدرتها على تحصيل اعترافات دولية بحصافة أدائها.
كما يركز ديفيس على التقليل من شأن مقالة للكاتب الأمريكي المعروف ديفيد اغناتيوس، التي نشرتها صحيفة” واشنطن بوست” عام 2005، تناولت أداء المخابرات والأمن الأردني بصورة احتفالية.
ويصف ديفيس أداء المخابرات الأردنية بأنه أسطورة صنعها حشد من الأعمال الصحفية وايضاً فيلم السينما المعروف” جسد من الأكاذيب” الذي أخرجه ليوناردو دي كابريو عام 2008 عن التعاون بين المخارات المركزية الأمريكية والمخابرات الأردنية في عهد إدارة مدير المخابرات الجنرال الراحل سعد خير .
ديفيس الذي يواصل الآن على صفحاته في “السوشل ميديا” التعريض بالتعامل الأردني مع اللاجئين السوريين، كان نشر في إبريل الماضي 2016 تقريراً في “غلوبل ريسيرتش سنتر”، مقالة عن المخيمات السورية من زاوية منظمات حقوق الإنسان.
قائمة المراجع ولغز الحملة
في سياقات رصده السلبي لأداء المخابرات الأردنية من زوايا حقوق الانسان، والرقابة الإعلامية وحرية الحديث والخصوصية، حشد ديفيس قائمة طويلة من المراجع يعود بعضها لسنوات طويلة، عن إجراءات واسماء وشهادات من منظمات دولية ،ومن تقارير وزارة الخارجية الأمريكية عن الحريات العامة.
وأظهر هذا الكشف التوثيقي للجهات التي تناولت المخابرات الأردنية بأوصاف العجز والتعسف، نقلة نوعية في الحملة الصحفية حصلت بعد التسريب المعروف للمخابرات المركزية الأمريكية أواخر حزيران الماضي عن ما وصف بأنه تهريب وبيع الأسلحة الأمريكية التي تصل لدعم المعارضة السورية.
يومها جرى اختيار “نيويورك تايمز” في الولايات المتحدة، وقناة الجزيرة في الشرق الأوسط لنشر تقرير المخابرات المركزية ومتابعته.
وفي هذا السياق التتابعي يستعين تقرير ديفيس برواية لنشرة” ميدل ايست آي” الممولة من قطر والتي تصدر بالانجليزية من لندن، حيث عرضت في 6 يونيو الماضي لما أسمته “فشل المخابرات الأردنية وضعفت البناء الأمني في مواجهة الإرهاب”.
وقبل تقرير المخابرات المركزية كان لوزراة الخارجية الامريكية في مارس آذار الماضي، تقرير سلبي عن مدى استقرار الأردن.
التقريران الرسميان الامريكيان شكلا في كشف المراجع الذي اثبته ديفيس بداية حملة دولية وإقليمية تضغط على الأردن بتعميم أوصاف عن مخابراته بأنها فاسدة، وقد كرر ديفيس في مقالته الإشارة الى المقال الإفتتاحي الذي نشرته “نيويورك تايمز” في بداية تموز الماضي تحت عنوان “عندما يقوم أصدقاء لنا مثل الأردن بسرقة الأسلحة”، وزاد ديفيس على تلك الحملة بزعمه أن المخابرات الأردنية مخترقة من أشخاص يتعاطفون مع الإرهاب، وأنها عدو نفسها.
تقرير ديفيس يشير في كشف المراجع إلى ضغوط أمريكية على الأردن بدأت في الربع الثاني من العام الحالي من أجل أن يقبل بوجود أسلحة نووية تكتيكية على أراضيه.