– المعارضة السورية الخارجية مشتتة بينما الداخلية تتمتع برؤية موحدة وبأهداف واحدة ووسائل عمل واحدة.
-التدخلات الخارجية العسكرية والسياسية هي عدوان على الشعب السوري.
– القضية السورية لم تعد قضية داخلية ووطنية كما كنا نريد.
الأزمة السورية المعاصرة هى الأزمة الحقيقة التى تدور أحداثها حول نقطة واحدة إلا وهى إلى أين المطاف فى وضع حال سياسى حقيقى لها دون الأعتماد على إحصائيات وأوراق تنتهى إلى نقطة رجوع ليس منها وضع حلولا حقيقة فتعيش الحالة السورية هذه السنوات والأيام تخبطات سياسية وميدانية حادة جداً، بين جميع الأطراف المتحاربة على الساحة السورية، سواء أكان على الساحة الداخلية، والحرب الضروس الدائرة بين الجيش العربي السوري وحلفائه من جهة، وبين تنظيم “داعش” الإرهابي والمجموعات الإرهابية المسلحة الأخرى التابعة له وغير التابعة، والتي تدار بشكل مكشوف من قبل قوى إقليمية ودولية لم تعد تخفى على أحد لكن الأمر المستجد هنا هو التناقضات في التصريحات والمواقف وحتى في الفعل بين هذه القوى الإقليمية والقوى الدولية الراعية أو الداعمة لها وحول الحديث عن هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطى كان لنا حوار مع أحمد العسراوي الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي وممثل هيئة التنسيق الوطنية بالهيئة العليا للمفاوضات
1- مع بداية الثورة السورية هل كان عاملا أساسيًا لأنقسام المعارضة داخل سوريا وخارجها وعدم توحد أهدافها لوضع الحلول السياسية ؟
بداية لم يكن هناك معارضة تقيم بالداخل ومعارضة تقيم بالخارج عند أنطلاق ثورة الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية , بل كان هناك معارضة مكونة من عدة قوى سياسية مجتمعة في التجمع الوطني الديمقراطي الذي يطالب بالتغيير الوطني الديمقراطي لنظام التفرد القائم في البلاد وكل هذه القوى موجودة داخل البلاد ومن الطبيعي أن يكون لها أمتدادات خارج البلاد .
وهناك أفراد ومجموعات من مدرسة هذه القوى أو أنصارها تقيم في الخارج ولكل منهم ظروفه الخاصة , ولا يستثنى من هؤلاء إلا الأخوان المسلمين الذين غادروا البلاد بعد أحداث الثمانينات ولا أعرف فعلاً ان كانوا قد كونوا حزباً واحداً في الغربة أم بقوا مجموعات متفرقة , لكنني أعتقد أنهم استمروا على تواصل فيما بينهم .
فيما بعد ومع نهايات العام 2005 تكون إعلان دمشق من نفس هذه القوى الموجودة بالداخل وبعض الشخصيات الوطنية المعارضة , وأنضم اليه لاحقاً بعض مكونات الاخوان المسلمين . لكنه لم يعمر فعلياً طويلاً لخلافات منهجية وليست شخصية كما يعتقد أو يرى البعض , عندما خرج منه حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي وحزب العمل الشيوعي
2- وكيف وقع الاختيارللتخطيط الشامل لتشكيل كيان موحد للمعارضة الوطنية الديمقراطية السورية ومن ثم هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطى ؟
منذ الأيام الأولى لإنطلاقة الثورة بدأت قوى التجمع الوطني الديمقراطي الدعوة لتشكيل كيان موحد للمعارضة الوطنية الديمقراطية السورية , وتمكنت في نهاية منتصف العام 2011 من تأسيس هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي التي تكونت من هذه القوى وبعض الشخصيات الوطنية المعارضة وغالبية القوى الكردية في ذلك الحين – وهنا أود التنويه الى أن كل القوى الكردية خرجت تباعاً من هيئة التنسيق الوطنية وكل منها لمشروع مختلف عن مشروع الآخر – وفيما بعد ومع بدايات الربع الأخير من العام نفسه تشكل المجلس الوطني السوري من الاخوان المسلمين ومن تبقى من اعلان دمشق وبعض الشخصيات التي كانت مقيمة من سنوات بالخارج ومعهم بعض المنشقين عن النظام
أما حول تأثير ما تسمونه بالانقسام الجغرافي على قرارات وطبيعة نشاط المعارضة السورية فلا أرى له أي تأثير على القرارات ويمكن أن يكون له تأثير على النشاطات فقط نتيجة لعنف النظام في مواجهة كل نفس يقول له لا .
وفي هذا السياق أود أن أوضح أنه فيما عدا التدخل العسكري الذي طالب به المجلس الوطني السوري منذ تأسيسه وخالفته الرأي حوله هيئة التنسيق الوطنية , فان مطالب الهيئة في التغيير الوطني الديمقراطي ورفعها لمطلب اسقاط النظام بكافة رموزه ومرتكزاته ( من قلب دمشق ) مقدمة لإنتاج نظام وطني تعددي ديمقراطي يحقق مطالب الثورة ويساوي بين كافة المواطنين السوريين بالحقوق والواجبات , كانت أكثر دقة وموضوعية لمصلحة الشعب السوري
3- إلى أين ومتى تعقد المفاوضات السيا سية لوضع الحلول لأزمة السورية والتى تنتهى كما بدأت ؟
هذا الذي من الصعب الكلام حوله , لكنني فقط أود التذكير باتفاق الدوحة أواخر آب 2011 الذي لم يرى النور , واتفاق نهاية العام 2011 بالقاهرة بين هيئة التنسيق الوطنية والمجلس الوطني السوري الذي انتهى قبل أن يجف حبره , وبنتائج مؤتمر المعارضة السورية بالقاهرة منتصف العام 2012 التي ذهبت مع الريح . مع هذا وذاك فان الاجتماع على اجندة واحدة وكلمة واحدة ضرورة وطنية
بداية السياسي الذي يتصدر للعمل الوطني لا يفقد الأمل , وامكانية انعقاد جولة جديدة من المفاوضات غير واضحة المعالم بعد , لكن هذه هي المهمة الأساسية للمبعوث الدولي الى سورية السيد ستيفان دي مستورا . وانجاح العملية السياسية التفاوضية يستلزم الالتزام بكل البيانات والقرارات الدولية المتعلقة بالقضية السورية ” بيان جنيف 30/6/2012 وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وخاصة منها 2118/2013 و 2254/2015 و قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة ” من كل الأطراف السورية والاقليمية والدولية , بغض النظر عن ملاحظات كل من الأطراف عليها
.
4- هل تقبلون أن تتكون قوى دولية تقف إلى جانب الشعب السوري وتسعى لتغيير السياسي في تغير نظام الحكم ؟
من وجهة نظري الشخصية , كل التدخلات الخارجية هي عدوان على الشعب السوري , وإختيار الحل الأمني العسكري وتجاوب البعض ” غير الدفاع عن النفس ” معه والذهاب الى ساحته جريمة لا تغتفر بحق الشعب السوري .
وحلب اليوم وقبلها درعا ودوما وادلب وحمص و كافة المناطق السورية لا تختلف عن بعض . لا أساوي بين الضحية والجلاد ( كما يسميه البعض ) فالحق بين والباطل بين
5- هل تؤثر خلافات الهيئة العليا للمفاوضات داخل سوريا على مدى تنفيذ مهامها السياسية التفاوضية ؟
ليس هناك خلافات في الهيئة العليا للمفاوضات , ومن البديهي أن يكون هناك تباين بالآراء . فمكونات الهيئة الاساسية لم تأت من خلفية منهجية واحدة وهذا معروف للجميع داخل وخارج الهيئة . في هذا السياق أود القول : أن المهمة الأساسية للهيئة العليا للمفاوضات محددة باسمها , ونجاح هذه المهمة ” العملية السياسية التفاوضية التي تنهي الاستبداد وتؤسس لنظام وطني تعددي ديمقراطي ” يتطلب العمل الجاد من كل الأطراف لتحقيقها .
6- من وجهة نظرك هل تدرك مدى أهمية لوجود الهيئة العليا للمفاوضات وهل يوجد من خلالها حلفاء للشعب السورى وداعمون لهم ؟ وما موقفك من دور الحكومة السورية الموقتة الممثلة للحكومة الانتقالية ؟
أعتقد أن الاجابة على هذا السؤال معقدة لأنها تحتاج لبعض التفاصيل التي قد تضر بالإجماع ” شبه الاجماع ” الوطني اليوم , لكننا ” هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي ” لا نرى أنه هناك حلفاء للشعب السوري وليس لنا داعمين خاصين من بينهم . العلاقات الدولية مبنية على المصالح , والروس والامريكان كما غيرهم من دول الاقليم والعالم يتعاملون مع القضية السورية وفق مصالحهم التي تقترب أحياناً من مطالب الشعب السوري وتبتعد عنها في أغلب الأحيان . من هنا فالهيئة العليا للمفاوضات ومن خلال مكوناتها تتعرض لمسمى الأخذ بوجهات نظر وليس ضغوط من داعمي هذه الجهة أو تلك
فهناك فرق بالرؤية فالهيئة العليا للمفاوضات التي نحن ( هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي ) مكون أساسي من مكوناتها , نراها مقدمة للعمل الجمعي لموقف قوى المعارضة الوطنية السورية ونعمل مع كافة مكوناتها الاساسية الأخرى وما حولها للتقدم باتجاه انجاح مهامها , ونرغب بأن تنضم اليها كافة القوى أو المجموعات أو الأفراد من المعارضة الفعلية التي تتشارك معها بالكثير من المواقف أما ما يسمى بالحكومة السورية المؤقتة ( مع تقديري الشخصي لرئيسها ) فهي نتاج عمل مكون واحد من مكونات الهيئة العليا للمفاوضات غير متفق عليه
7- إلى أين تصل نتائج المفاوضات الداخلية بين أبناء سوريا لحل الأزمة الحقيقة التى تمر بها بالمجال السياسى والإجتماعى ؟
يبدو لي أن مالك قرار المفاوضات هو المجتمع الدولي وفي مقدمته الروس والامريكان , فلم تعد القضية السورية قضية داخلية كما كنا نريد , وأصبح التدخل الخارجي مكشوف للغاية . فعندما يلتزم المجتمع الدولي ببياناته وقراراته التي اتخذها بعيداً عن مشاركة السوريين ” كل السوريين ” بصناعتها , سواء منها المتعلق بعملية الانتقال السياسي أو المسار الانساني الذي أقر بأن بنوده حقوق للشعب السوري فوق تفاوضية , يمكن للسوريين العودة الى طاولة المفاوضات ونحن ” هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي ” نرغب أن تكون هذه المفاوضات مباشرة ومستمرة حتى انجاز الحل السياسي الذي يفضي للتغيير الوطني الديمقراطي الجذري والشامل , ونرى في ذلك تحقيقاً لمطالب الشعب السوري الذي ثار من أجل استعادة حريته وكرامته ولتحقيق العدالة الاجتماعية بين أبنائه .
8- ما هى وجهة نظرك حول اللقاءات مابين هيئة التنسيق الوطنية والإئتلاف الوطنى السورى للتوافق لإنتاج تسوية سياسية تفاوضية فى سوريا ؟
حول العلاقة ما بين هيئة التنسيق الوطنية والائتلاف الوطني السوري هناك الكثير من الأفعال والأقاويل , فلقد أجريت عدة لقاءات أهمها لقاء القاهرة أواخر العام 2014 ولقاء باريس بداية العام 2015 ولقاء بروكسل منتصف العام الحالي .
كل هذه اللقاءات صبت في خانة التوافق على أنتاج مبادئ مشتركة لعملية ” التسوية ” السياسية التفاوضية في سورية , وقد تم الاقتراب من النجاح في هذه المهمة وان لم يكتمل بعد . فالمطلوب الآن متابعة هذه المهمة من أجل مساعدة الهيئة العليا للمفاوضات لأن هذه اللقاءات دعماً لها وليس في مواجهتها كما يحاول أن يروج البعض . ومن هنا أرى ضرورة عقد لقاءات ثنائية مماثلة بين كافة مكونات الهيئة العليا للمفاوضات لنفس الغاية , كما أرى ضرورة توسيع طيف هذه اللقاءات لخارج مكوناتها من القوى والشخصيات السياسية المعارضة المؤمنة بالتغيير الوطني الديمقراطي
9 ما هى مطالب الشعب السورى خلال تلك الفترة التى نرى من خلالها هلاك الأبرياء خلال عمليات القصف المستمرة ؟
الشعب ( المواطن ) السوري يريد وقف حمام الدم وفك الحصار عن كافة المناطق المحاصرة وايقاف عمليات الاعتقال بل والافراج عن المعتقلين والمخطوفين وأيضاً مكافحة الإرهاب بداية بمكافحة مولداته وحواضنه , ونرى أن ذلك لا يتم الا من خلال إنجاح العملية السياسية التفاوضية التي تفضي للتغيير الوطني الديمقراطي الجذري والشامل ومقدمته الانتقال السياسي من خلال هيئة ” مؤسسة ” الحكم الانتقالي التشاركية المالكة لكافة السلطات التنفيذية وفق بيان جنيف لعام 2012 وكافة القرارات الدولية ذات الصلة , التي تمكنها من استجماع قوى الشعب السوري في مواجهة الارهاب وعملية اعادة البناء . وعلى هذا نرى ضرورة الاجتماع على كلمة واحدة لكافة أطياف المعارضة السورية الفعلية ممن نتفق معه بالرؤية ومن نختلف فقلد بدأت عمليات الهجرة الفردية وشبة الجماعية إلى خارج البلاد وتلك نتاج التدخلات الأقليمية والخارجية التى نريدها أن تتناسى التحكم العسكرى وتبدأ الحل السياسى .