على الزعتري الممثل الخاص للأمم المتحدة فى ليبيا فى حوار خاص لبوابة العرب اليوم

 
-الوضع الانساني فى ليبيا خطير وسوف يزداد سؤ اذا لم يقدم المجتمع الدولي المساعدات المالية لتوفير ضرورات الحياة للشعب الليبي
-التدخل الاجنبي فى ليبيا سوف يزيد من تفاقم الازمة ولا حل سوي تشكيل حكومة وحدة وطنية تسيطر على البلاد سياسيا واقتصاديا وعسكريا
كان من اهم افرازات الازمة الليبية تفاقم الازمة الانسانية بسبب المعارك الدائرة بين الاطراف المتصارعة فضلا عن عمليات القتل والاختطاف التى مارستها المليشيات غير الشرعية ضد المدنيين مما دفع بالكثير الى محاولة الهجرة غير الشرعية عبر البر او البحر وفى تلك الظروف الانسانية المتردية زار القاهرة مؤخرا السيد / على حسن الزعتري نائب الممثل الخاص لامين عام الامم المتحدة ورئيس بعثة الامم المتحدة للدعم فى ليبيا حيث اجري مباحثاته مع المسئولين المصريين ومندوبي جامعة الدول العربية لبحث تقديم مساعدات انسانية للمتضررين وعلى هامش تلك الزيارة كان لنا معة الحوار التالي :-
-نريد اولا من سيادتكم تسليط الاضواء على ابعاد المأساة الانسانية فى ليبيا ؟
الاوضاع الانسانية فى ليبيا الان صعبة فهناك 40% من السكان الان فى  حاجة الى مساعدات كما بلغ عدد النازحين داخليا نصف مليون وهؤلاء النازحين يمكن ان ينزحوا مرة اخري عبر الحدود او عبر البحر فى ظل ظروف امنية صعبة كما بلغ عدد اللاجئين 100 الف والمهاجرين 150 الف تسببت المعارك الدامية بين الفرقاء المتصارعين فى ليبيا في تفاقم  الازمة الانسانية فى ليبيا فضلا عن تولد ظاهرة الهجرة غير الشرعية نتيجة محاولة الاجئين الفرار من المعارك الدائرة ولا تزال ليبيا ممرا رئيسيا للاجئين والمهاجرين الذين يتدفقون على القارة الاوروبية وبالاضافة الى ذلك فانة مع انتقال الحكومة الليبية بين الشرق والغرب وانخفاض مردود الدولة اضبح الوضع الصحي فى المستشفيات مأساوي ففي بنغازي على سبيل المثال 12 مستشفي يعمل منها واحد فقط واعتقد ان هذا الوضع الانساني سوف يزداد سؤ اذا لم تتم معالجتة وسيؤثر على 2 مليون و 400 الف مواطن وهو ما سوف يدفع بنا الى الخلف فى ظل هذه الظروف
-وما هي الضمانات لوصول المعونات الى مستحقيها فى ظل وجود اكثر من حكومة ؟
المشكلة الرئيسية التى تواجهنا هى عدم تقديم المجتمع الدولي للمساعدات المالية اللازمة لتوفير مواد الاغاثة الغذائية والطبية وخدمات المياة والصرف الصحي وغيرها اما بالنسبة لوصول المعونات الى مستحقيها فليس لدينا مشكلة فهناك متابعة من منظمات غير حكومية ليبية كالهلال الاحمر تقدم كل المساعدات حسب قوائم للفئات المستهدفة والفئات التى يجب ان تصلها تلك المساعدات من المواد الغذائية وغير الغذائية كالادوية حيث تسلم الى مستشفيات وزارة الصحة الليبية والتى تقوم بدورها بتوزيعها على حسب الحاجة وهناك 3 انواع من المساعدات تصل الى يد المحتاجين مباشرة كالغذاء والدواء والمواد العينية وبالاضافة الى تلك المساعدات هناك مستفدين يحتاجون الى مستلزمات بيئية بعد ان نزحوا من بيوتهم
 
–      وكيف تتعاملون مع ظاهرة الهجرة غير الشرعية ؟
–      التعامل معها يكون بناء على الاتفاقيات الدولية التى وافقت عليها الدول بما فيها ليبيا وتقوم المفوضية السلمية لشئون اللاجئين بتسجيل العائدين الى ليبيا لتقديم المساعدة لهم اذا طلبت تلك المساعدة والحكومة الليبية ملتزمة ايضا بنفس الشئ وهناك عمل مشترك بين وزارتي الداخلية والشئون الاجتماعية الليبية ومنظمات الامم المتحدة وفى بعض الاحيان يكون هناك لاجئين ومهاجرين يريدون العودة الى بلادهم وتعمل المنظمة الدولية بتقديم المساعدة لهم عبر الطائرات او البحار للعودة الى بلادهم وحدث هذا بالفعل مع عدد من الجنسيات كمالي وتشاد وبنجلاديش وغيرهم
 
-وما هو الدور الذي تقوم بة الجامعة العربية ودول الجوار فى تقديم المساعدات للاجئين ؟
 
نحن نعول تماما على الدور الذي يمكن ان تقوم بة الجامعة العربية فى حل الازمة الانسانية فى ليبيا وقد شرحت الموقف للمسئولين فى الجامعة وبالفعل فان دول الجوار كمصر وتونس والجزائر تقدم مساعدات كما تقوم دول اخري كقطر والامارات والسعودية بتقديم مساعدات عينية من خلال ارساليات غير مباشرة او الهلال الاحمر والنقطة الاساسية التى يجب ان نركز عليها هى انة يجب ان يكون هناك زحم مخطط ومنظم لتقديم المساعدات من خلال خطة استجابة انسانية وقد قمنا بنشر تلك الخطة واشهارها ونرجوا من الدول المانحة سواء اكانت عربية او غير عربية ان تعمل معنا من خلال هذه الخطة
-وهل تعتقد ان الودائع الليبية الموجودة فى البنوك الاجنبية يمكن ان تحل الازمة ؟
 
هذا ممكن ولكن تستغرق عدة اشهر وفى ظل وجود ازمات صحية وانسانية وبيئية فان الوقت يكون عامل مهم حتى لا يؤدي هذا الى الكثير من الوفيات
 
-وكيف تري تأثير التدخل الدولي على الازمة الانسانية فى ليبيا ؟
اى تدخل من اى جهة يطال المدنيين سوف يؤدي الى تفاقم الازمة الانسانية ولذلك فان الامم المتحدة تدعوا دائما الى حماية المدنيين والوصول الى تفاق سياسي يقود الى حكومة وطنية تجنب الليبيين مخاطر التدخلات العسكرية
 
-وهل تري ان المجتمع الدولي مسئول عن الازمة الانسانية التى تمر بها ليبيا الان ؟
اى اقتتال مهما كان سببة يؤدي الى تفاقم الازمة الانسانية ولذا فان الامم المتحدة الان تركز على الجانب الانساني للازمة بغض النظر عن الجهة التى قادت الى هذا الوضع
 
-فى النهاية ما هي رؤيتك لافضل السبل لحل الازمة الليبية ؟
الوصول الى اتفاق سياسى يقود الى تشكيل حكومة وحدة وطنية تسيطر على الاوضاع سياسيا واقتصاديا وعسكريا هو الكفيل بحل تلك الازمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *