تتجه إمارة أبوظبي، عاصمة الإمارات العربية المتحدة، لأن تصبح أول مكان في العالم يخلو من الشرطة، مع استعداد المسؤولين فيها لتطبيق مبادرة جديدة تقوم على تدريب أفراد المجتمع على كثير من المهام التي يقوم بها رجال الشرطة في الوقت الحالي.
وتحظى المبادرة الجديدة بفرص نجاح كبيرة في أبوظبي، التي تعد واحدة من أكثر أماكن العالم أماناً، ما يرفع من شهرة عاصمة الإمارات ومكانتها وتفضيلها كمان للعيش والدراسة والعمل والسياحة.
وتقوم المبادرة الجديدة التي تشرف عليها شرطة أبوظبي، على توفير تدريب نظري وعملي لكل من يرغب من أفراد المجتمع في الانضمام للمبادرة التي تحمل اسم “كلنا شرطة”، ليبدأ بعدها بممارسة عمله كشرطي متطوع ذي خبرة ومهارة أمنية.
وتتمثل بعض المهام الموكلة للأعضاء في مد المزيد من جسور التواصل بين شرائح المجتمع المختلفة وجهاز الشرطة، على صعيد الحفاظ على الأمن ومساعدة ضحايا الحوادث في تقديم الإسعافات الأولية للمتضررين، والمساهمة في حل المشاكل التي تنشب بين الجيران وتطويقها قبل أن تتطور إلى خلافات تستدعي تدخل الشرطة.
كما تشمل مهام المتطوعين “التدخل لحل الخلافات التي قد تنشب نتيجة الاختلاف في تفسير العقود، كالخلاف بين مستأجري وملاك الشقق السكنية، إلى جانب التدخل لحل مشكلات العنف الأسري ومشكلات التعصب العنصري بمختلف أشكاله وتنظيم حركة المرور في حال تعطل الإشارات الضوئية وتقديم يد العون لكبار السن وذوي الإعاقة، وكذلك العمل مع سكان المناطق والأحياء السكنية، لبحث سبل تطوير العمل الأمني وغيرها من المهام التي قد تسند إليهم”.
ويأمل القائمون على المبادرة أن تحد من معدلات الجريمة إلى جانب إسهامها الفاعل والحقيقي في تطوير منظومة الموارد البشرية لشرطة أبوظبي.
ويقول القائد العام لشرطة أبوظبي، اللواء محمد خلفان الرميثي، “إن تطبيق المبادرة في مراحلها المختلفة سينعكس إيجاباً وبشكل تصاعدي على تطوير مهام أفراد الشرطة ومنتسبيها عبر إفساح المجال أمامهم للتفرغ للقيام بأدوار أكثر أهمية، لأن جزءًا من المهام الحالية سيسند إلى أعضاء كلنا شرطة”.
وستمنح شرطة أبوظبي أعضاء المبادرة خلال ممارسة عملهم شارة عضوية “كلنا شرطة” لتسهيل انخراطهم في المهام اليومية للمبادرة، وتتيح لهم التواصل المباشر مع أفراد الشرطة المسؤولين عنهم، وتقديم دعم معنوي لهم مثل تكريم الأعضاء المتميزين وتسليط الضوء في وسائل الإعلام المختلفة حول أهم إسهاماتهم
وتلقى المبادرة الجديدة اهتماماً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي في الإمارات ودول أخرى ينظر سكانها للبلد الخليجي كمصدر للمبادرات والأفكار التي قد تساهم في تطور دولهم ومجتمعاتهم.
كما تجذب المبادرة اليوم الخميس، مزيداً من اهتمام وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية بعد ساعات قليلة من الإعلان عنها، وسط توقعات بنجاح التجربة وإحداث تغيير في مفهوم الشرطة التقليدية.