استخدم كاتب ومترجم إيراني يعيش في العاصمة طهران صفحته على “فيسبوك”، ليتحدى المرشد الإيراني الأعلى بخطاب شديد اللهجة، متهما إياه بتحويل 70 مليون من سكان إيران إلى كباش فداء لغروره وحقده، حسب الرسالة التي تناقلتها وسائط التواصل الاجتماعي بشكل واسع جدا منذ انتشارها مساء أمس الاثنين.
وحسب موقع “مدرسة المجتمع المدني الإيراني” وجه الكاتب والمترجم الإيراني البارز “خشايار ديهيمي” رسالته المفتوحة إلى مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي تحت عنوان “النزال المباشر–الكلمة الأخيرة” وحمله من خلالها “المصير البائس” الذي يواجهه 70 مليون من سكان إيران، مضيفا بقوله :”سبق وأن تحدثت إلى أزلامك وعملائك ولكن أنت مخطئ لو توهمت بأنني لا أمتلك الشجاعة لمخاطبتك شخصية وبشكل مباشر، المواطن لا يخشى أحدا”.
وذكر ديهيمي المرشد الأعلى بأنه متواجد في إيران ولا يراسله من الخارج قائلا: “قسما بالله الذي أؤمن به أنا قلق للعاقبة التي تنتظرك أيضا، فلا تضحي بآمال 70 مليون مواطن، قربانا لغرورك وحقدك الشخصيين، أنا لا أخاطبك من الخارج بل أنا متواجد هنا في متناول يد أزلامك”.
وأشار الكاتب إلى أنه لم يكن من الداعين إلى إسقاط النظام بل كان معتدلا على الدوام، ولكن أكد لخامنئي بأن الكيل طفح ولم يعد يتحمل مشاهدة الحياة البائسة التي يعيشها الشعب نتيجة لـ”نزوات وأهواء” المرشد الأعلى، على حد تعبيره.
نص الرسالة التي كتبها خشايار على صفحته
إسقاط النظام الإيراني
واتهم ديهيمي الولي الفقيه علي خامنئي شخصيا بالعمل على إسقاط النظام وهي تهمة توجه لأي معارض حتى لو كان ينشط سلميا في إيران وقد تصل عقوبتها الإعدام فقال: “إنك تسقط النظام، أنت العميل وأنا الحر لذا ابعث لي أزلامك لألقي حتفي تحت التعذيب”.
ثم تحدى الكاتب خامنئي، وهو أعلى سلطة في البلاد، للحضور أمام محكمة عادلة، قائلا: “لو كنت تحترم القانون لذهبت أنا وأنت إلى المحكمة لنرى من يخرج منها مرفوع الهامة فأنا لم أعد أتحمل الذل والكذب إن كنت تمتلك الشجاعة ها هي الساحة مفتوحة أمامك”.
وواصل يقول: “يبقى الحل الآخر على الطاولة وهو أن تبعث أزلامك لي ليلحقوني بأبنائي من حاملي الفكر النيّر الذين يعيشون في القيد، فاجعلني ألتحق بهم ورغم أني رجل عجوز قد لا يقاوم كثيرا ولكن يجب أن تترجم أقوالي إلى أفعال، فأنا لم أطالب إلا بالخير للناس وكلمة لا تتجاوز القانون خلافا لما تفعله أنت”.
وفي الختام زاد الكاتب من نبرة رسالته إلى المرشد الإيراني الأعلى فقال: “اسمي معروف وعنواني واضح، فأنا بانتظار وصول أزلامك فأنت شوهت الإسلام وشوهت نفسك، أنا أحمل حياتي على كفي وأطالبك بالحضور إلى المحكمة مرضاة لله وعملا بالقانون، حيث يحق للمواطن أن يستدعيك إلى المحكمة”.
ويذكر أن خامنئي تولى منصبه كمرشد أعلى لإيران عام 1989، عقب وفاة “روح الله الخميني” الذي أسس نظام الجمهورية الإسلامية على أنقاض نظام الشاه.
ويحظى الولي الفقيه الذي تطلق عليه الصحافة العربية مسمى “المرشد الأعلى” بصلاحيات دستورية واسعة بدءاً من القيادة العامة للقوات المسلحة، وتعيين رئيس السلطة القضائية والمصادقة على صلاحيات رئيس الجمهورية بعد انتخابه، وتعيين رئيس مجلس صيانة الدستور ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام. كما يحق له إلغاء قرارات البرلمان وإعلان الحرب والسلم.