تزداد أحوال أطفال اللاجئين في اليونان، سوءا، لدرجة أنهم يعيشون في أماكن مكتظة بالسكان ومليئة بالحشرات والفئران، وفي بعض الأحيان لا يجدون حتى فراشا ينامون عليه.
وذكرت مجلة “ذي تايمز” البريطانية في تقرير لها، أن “الأطفال الذين يصلون بمفردهم إلى اليونان كمهاجرين، يعيشون في ظروف بائسة، من ضمنها مبان مليئة بالفئران والصراصير، بل وفي زنازين”.
ووجد العديد من الأطفال الصغار دون سن 14 عامًا، أنفسهم في زنازين ومنشآت المهاجرين، مع بالغين، مما يزيد خطورة تعرضهم للاستغلال والعنف الجنسي.
وكشفت دراسة شملت حوالي 40 طفلاً، وتقرير للمنظمة الحقوقية “هيومان رايتس وتش” أن “هؤلاء الأطفال غالباً ما يعيشون في أماكن مكتظة بالسكان، وقذرة، ومليئة بالحشرات والفئران، وفي بعض الأحيان لا يجدون حتى فراشا ينامون عليه”.
ونقلت المجلة شهادة طفل جزائري يبلغ من العمر 15 عاما، هو محتجز في مركز أميجدليزا على حدود العاصمة اليونانية: “اقسم بالله، أنني أنام بجانب الفئران”.
وقال صبي آخر يبلغ من العمر 17 عاما:” لا أستطيع الشعور بالآمان لأن كل نزلاء الزنزانة يتعاطون المخدرات. وعندما كانوا يتشاجرون، شعرت بالخوف ولم أستطع النوم”.
من جانبها، طالبت “هيومان رايتس وتش” السلطات اليونانية، بإيقاف “الاحتجاز العشوائي والمطول للأطفال”، والذي قيل إنه يمثل انتهاكا جسيما للقوانين المحلية والدولية على حد سواء.
يذكر أنه تم تسجيل دخول أكثر من 3300 طفل طلبوا اللجوء إلى البلاد منذ بداية العام، كما أن واحدًا فقط من أماكن الاحتجاز التي زارتها منظمة “هيومين رايتس وتش” كان به خدمة استشارة للأطفال.
وأضاف التقرير أن “أربعة أطفال تعرضوا للضرب والإهانة من قبل ضباط شرطة أثناء فترة الاعتقال”.
وشهد العام الماضي تدفق أكثر من 1.2 مليون مهاجر إلى اليونان، بينما ظل 60 ألفًا لا يستطيعون إكمال رحلاتهم إلى غرب أوروبا بسبب إغلاق الحدود وبناء الأسوار بامتداد حدود البلقان.
من جانبه، اعترف وزير الهجرة اليوناني، أيونيز موزلز، هذا الأسبوع، بوجود نقص في موارد الإقامة للاجئين، وقال إن الحكومة تخطط لإغلاق العديد من المخيمات شمال اليونان، لاسيما في منطقة النفايات الصناعية التي تعاني ظروفا بيئة غير صحية.
وطالب موزلز الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، “بتسريع وتيرة برنامجها لإعادة التوطين، الذي من شأنه تقليل الضغط على دول الوصول الأساسية إيطاليا واليونان”.
ويهدف البرنامج إلى توزيع 106 آلاف مهاجر على أنحاء أوروبا، إلا أنه تم نقل 4669 شخصاً فقط هذا العام.
واعتبارا من 2 سبتمبر، تم توطين حوالي 49 طفلاً مهاجراً، وفقا لما قاله المسؤولون في أثينا.
يذكر أن صعوبات تنفيذ البرنامج ظهرت في لاتفيا هذا الأسبوع، عندما حصل 23 مهاجراً على وضعية لاجئ، وكان 21 منهم قد سافروا إلى المانيا. وقد استقبلت لاتفيا حوالي 531 لاجئاً على مدار العامين الماضيين.
فيما قالت امرأة سورية لديها ثلاثة أطفال للتلفزيون الليتواني إنها ذهبت إلى ألمانيا لتكون بالقرب من أخيها، لأن “مرشدها” لم يستطع مساعدة عائلتها بحل مشاكل عملية يومية”.
واعترفت السلطات اللاتفانية بالتحدي الصعب للاجئين فيما يتعلق بتعلم اللغة اللاتفانية وإيجاد سكن بعد الافراج عنهم من مراكز الاستقبال بينما ينتظرون قرار إعطائهم وضع لاجئ.
وإضافة إلى مشاكل اليونان، تم إرسال عدد بسيط من المهاجرين إلى تركيا في إطار مخطط للأمم المتحدة يهدف إلى تحويل وجهة الوافدين الجدد، في أعقاب زيادة عدد العابرين لبحر إيجة بشكل كبير الشهر الماضي. واستطاعت اليونان إرسال 32 مهاجراً فقط خلال الأسبوعين الماضيين. وهذا يجعل العدد يصل إلى 502، منذ توقيع الاتحاد الأوروبي على الاتفاق في مارس الماضي، والذي بموجبه وافقت أنقرة على إعادة كل من دخل بطريقة غير شرعية إلى اليونان في مقابل 3 مليارات يورو، وكذلك منذ بدء المحادثات على دخول التركيين أوروبا بدون تأشيره.
فيما كشف مسؤولون في جزر خيوس وليبوس، لمجلة ذي تايمز أن الإحصاءات أعطت “دلالات إضافية” على أن الاتفاقية تنهار.