قدم مسلح من تنظيم داعش تفسيرا جديدا حول السيطرة السريعة من قبل فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا على جرابلس، قائلا إن مسلحي التنظيم لم يقاتلوا ولم يخرجوا من المدينة، كما أفادت تقارير لدى دخول الجيش التركي إلى المدينة في 24 آب/أغسطس الماضي.
وروى المسلح، واسمه فراج، “عندما دخل الجيش التركي إلى جرابلس تحدثت إلى أصدقائي الذين كانوا هناك. في الواقع، لم يغادر رجال التنظيم جرابلس ولكنهم فقط حلقوا لحاهم.”
هذه المعلومات وردت في صحيفة الإندبندنت في مقال لأحد كتابها استند إلى شهادة لأحد مقاتلي التنظيم عبر تطبيق “واتس آب”.
وتقول الصحيفة إن فراج مسلم سني من إحدى القرى بين الحسكة والقامشلي شمال شرقي سوريا وأنه على درجة جيدة من التعليم، وانضم، مع أسرته عام 2012، إلى جبهة النصرة، التي كانت امتدادا لتنظيم القاعدة وتحولت مؤخرا إلى جيش فتح الشام، وعندما دخل تنظيم داعش إلى قريته خيروه بين أن يغادر القرية أو أن ينضم لهم فقرر أن ينضم إليهم.
وتكشف الصحيفة، استنادا إلى شهادة المقاتل، عن العلاقة التي ربطت بين التنظيم وبين تركيا، إذ تشير إلى أن تنظيم الدولة بدا وكأنه على علم بتحرك الدبابات التركية والمقاتلين المسلحين إلى بلدة جرابلس على نهر الفرات.
وأوضح المقاتل الداعشي أن مسلحي التنظيم لم يحاولوا مقاومتهم، بل ظلوا في جرابلس بعدما حلقوا لحاهم.
وكان هذا، بحسب الصحيفة، مناقضا تماما مع المقاومة الشرسة التي اظهرها مسلحو التنظيم، قبل ذلك بأيام قليلة، للدفاع عن بلدة منبج ضد هجوم قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها وحدات حماية الشعب الكردية. وربما يكون التنظيم قد فقد في معارك منبج نحو 1000 مقاتل في المعارك الأرضية وبتأثير الضربات الجوية الأمريكية.
ويدلل فراج على التعاون بين التنظيم وتركيا مستخدما معارك الدفاع عن تل أبيض، التي وقعت قبل ذلك بعام، وهي معبر مهم بين تركيا وسوريا كان التنظيم يسيطر عليه.
ويقول فراج إنه في صيف 2015 تقدمت وحدات حماية الشعب الكردي من الشرق والغرب وتمكنت بدعم جوي أمريكي من السيطرة على تل أبيض في حركة التفاف جعلت من الصعب على مسلحي التنظيم الدفاع عن البلدة.
وكان فراج، بحسب رواية الصحيفة، أحد افراد القوة التابعة للتنظيم المشكلة من 150 رجلا لمقاومة هجوم الوحدات الكردية.
ويتذكر فراج تلك الأوقات ويقول إن “تركيا كثيرا ما ساعدت التنظيم، عندما كنت في تل أبيض في مايو/ آيار 2015، تسلمنا الكثير من الأسلحة والذخائر، دون أي صعوبات، من حرس الحدود.”
وتقول الصحيفة إن الأكراد كثيرا ما وجهوا ذلك الاتهام لتركيا، لكن هذه هي المرة الأولى التي يؤكد فيها مقاتل من التنظيم المزاعم حول مشاركة تركيا للتنظيم في معركة تل أبيض، وساها من المعرك التي خاضها الأكراد ضد التنظيم.
ونفى المسؤولون الأتراك، على الدوام، أي اتهامات بالتواطؤ في أي عمل مع تنظيم داعش، أو حصول التنظيم على أي أسلحة عبر تركيا.
وتقول الصحيفة إن المدافعين عن سلوك تركيا، فيما يتعلق بتسامحها مع تنظيم داعش، يقولون إنه مهما كان يحدث في الماضي بين تركيا والتنظيم، إلا أن العام الماضي شهد حربا بين الطرفين بعد الهجمات المتكررة للتنظيم داخل تركيا، بما في ذلك الهجوم على مطار اسطنبول الدولي الذي أدى إلى مقتل 42 شخصا، ثم الهجوم الانتحاري على حفل زفاف في غازي عنتاب والذي أسفر عن مقتل 54 شخصا.
وتضيف الصحيفة أنه على الرغم من النبرة الهجومية التي يتبعها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خطاباته ضد التنظيم، فإن الرد المنضبط للتنظيم على التوغل التركي شمال سوريا، يوحي بأن التفاهم بين تركيا والتنظيم، الذي كان واضحا للغاية في الماضي، لم يمت بالكامل.
ويقول فراج، في شهادته للصحيفة، إنه لم يعد مقاتلا بسبب خلافات، لم يشرحها، مع التنظيم “لكنه لا يزال يؤيد التنظيم الذي يرى أن جاذبيته لا تكمن في تطرف فكره الديني، ولكن في كونه وسيلة منظمة فعالة للاحتجاج ضد النظم القمعية في المنطقة”، بحسب تعابيره التي نقلتها الصحيفة البريطانية