كشفت الشرطة الكويتية تفاصيل مثيرة حول المنتج والفنان عادل المسلم زوج المهرة البحرينية، الذي اعترف بتكوين ثروة طائلة من الاتجار في مادة الكيميكال المخدرة التي أدرجت حديثا في جدول الممنوعات بالكويت.
وقدرت الثروة التي كونها عادل المسلم بأكثر من 30 مليون دولار نقدا بالإضافة إلى أصول وعقارات في الخليج وأوروبا من بينها طائرة خاصة وشركة طيران خاصة ومنتجع علاجي في تشيكيا.
وبذلك كتبت نهاية درامية للمسلم الذي ظهر عليه الثراء الشديد أخيرا لدرجة أن الكثيرين جزموا بأنه يقوم بغسيل الأموال، واحتار المتابعون في الكويت بشأن مصدر ثرائه الفاحث خلال السنوات الماضية.
ونقلت صحيفة الأنباء الكويتية عن مصدر أمني قوله إن تجارة المسلم في الممنوعات لم تكن وليدة الساعة، بل هي تجارة ممتدة لسنوات استغل خلالها المتهم عدم حظر الكويت لهذه المادة الخطيرة وزاد من نشاطه حتى وصلت ثروته الملايين.
وبحسب المصدر الأمني، فإن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات رفعت تقريرًا إلى الشيخ محمد الخالد ووكيل الداخلية الفريق سليمان الفهد يتضمن أن المسلم استمر في نشاطه الإجرامي في استيراد المواد الخام التي تدخل في تصنيع الكيميكال متخذا من طابق كبير في أحد المجمعات التجارية بالكويت مكانًا لتصنيع المخدر وإعادة تعبئته.
وقال المصدر: “أرفق رجال المكافحة في التقرير المرفوع إلى الخالد والفهد توثيقًا متكاملًا لكل ما يحدث في الوكر الكائن في مجمع تجاري، ليأمر الخالد باتخاذ الإجراءات القانونية واستصدار إذن نيابي، ليقوم رجال المكافحة في ساعة متأخرة من أمس الأول بمداهمة الوكر”.
اعتراف
إلى ذلك، اعترف المسلم أن معظم ما اشتراه خلال السنوات الأخيرة خاصة الطائرة والمنتجع لم يكن نتاج الإنتاج الفني وإنما كان حصيلة اتجاره في المواد المخدرة.
كما أقر بأنه زاول هذا النشاط الإجرامي قبل سنوات.
ولم يصدم المقربون من المنتج من خبر توقيفه وقال البعض منهم كل المؤشرات كانت تؤكد أنه يقوم بعمل ما غير مشروع.
وأصدرت ادارة الاعلام الامني بيانًا قالت فيه إن وكيل وزارة الداخلية الفريق سليمان الفهد أشرف على ضبط رجال الإدارة العامة لمكافحة المخدرات لعادل المسلم وشريكه العراقي.
وأضاف البيان أن الضبطية جاءت عقب ورود معلومات إلى قطاع المكافحة تفيد بأن المسلم يجلب ويروج مادة الكيميكال المخدرة بالبلاد، وعلى ضوء تلك المعلومات تم تكثيف التحريات وجمع الاستدلالات والمراقبة المستمرة لمدة شهر، والتي أكدت صحة المعلومات الواردة وعليه تم استصدار إذن من النيابة العامة لضبطه، وتم تكليف أحد المصادر السرية بشراء كمية من مادة الكيميكال المخدرة التي بحوزته وقد أبدى استعداده لبيع للمصدر السري تلك الكمية، وفي المكان والموعد المحدد لإتمام عملية التسلم والتسليم تم ضبط المسلم بمنطقة شرق بالقرب من أحد المجمعات التجارية وبحوزته مادة الكيميكال.
وتابع البيان: “بمواجهة المتهم (المسلم) بما تم ضبطه بحوزته وما لدينا من معلومات اعترف بأن معه شريكا آخر هو المدعو (ع.ص) عراقي الجنسية، كما اعترف بأن لديه مكتبا بأحد المجمعات التجارية به معمل لخلط وتعبئة مادة الكيميكال ومن ثم ترويجها داخل البلاد، وبالانتقال إلى المكتب تم العثور على كمية كبيرة من مادة الكيميكال المخدرة وبضع مواد أخرى لخلطها مع مادة الكيميكال وأكياس مستوردة فارغة لتعبئة تلك المادة وجهاز إلكتروني لكبس الأكياس، وبالتحقيق معه اعترف بأنه يقوم بعمل طلبيات خارجية من إحدى الدول الأوروبية على أنها مستحضرات تجميل للنساء وهي في الأصل مادة الكيميكال المخدرة كما يقوم بوضع أسماء وهمية على الطلبيات للتمويه ويكون داخل صندوق الطلبية مستحضرات تجميل ضمن مادة الكيميكال.
المخدر الفتاك
وأكد مصدر أمني أن مادة الكيميكال التي ضبطت في مصنع المسلم تعد من أشد المواد المخدرة فتكًا وهي أشد خطورة من الهيروين والكوكايين نظرًا لكونها خليطا من مواد مخدرة ودوائية.
وقال المصدر: مخاطر الكيميكال مدمرة على صحة المتعاطي وتظهر خطورتها وفتكها بعقل وجسد المدمن خلال أشهر بسيطة ولا يستطيع الاستغناء عنها لأنها تكون سيطرت على مراكز مخ المدمن.
وأضاف المصدر: مرت علينا بضع حالات وصلت جراء التعاطي إلى مرحلة الغيبوبة ودخلت إلى غرفة العناية المركزة.
المواد الخام مستوردة من بضع دول
وأكد مصدر امني أن المواد التي تدخل في تصنيع الكيميكال وباعتراف المتهم تستورد من عدة بلدان أوروبية وآسيوية، وأن المتهم يستغل كون المواد التي تدخل في تصنيعها غير مدرجة كمواد مخدرة.
وأضاف المصدر أن الثغرة التي اتخذها المتهم الكويتي وشريكه العراقي في ممارسة هذه التجارة غير المشروعة هي كون المواد الخام المستوردة غير مدرجة كمواد مخدرة.