الناشط العراقي السني عبيدة الدليمي: مشاركة القوات التركية في المعركة ضعيفة.. وتواجدها غير مرحب به من جميع الأطراف العراقية
داعش جلب كبار قياداته وجمع آلاف المقاتلين من أجل معركة تحرير الموصل.. وانتصاره فيها تعني عودته للحياة في العراق من جديد
الحشد الشعبي ارتكب جرائم حرب في المناطق التي استعادها من داعش.. وبدأ مخطط تشييعها من خلال فتح الحسينيات فيها
الحشد الشعبي أعدم 600 شاب سني في الفلوجة دون سبب.. وأعتقل الألاف ولا يزال مصيرهم مجهول
المليشيات الشيعية ستنتقم من أهل الموصل حال تحريرها.. وأحد قادة الحشد الشعبي توعدهم بعد الحرب
العراق بشكلها القديم انتهت للأبد.. والصراع القائم الآن بين المشروع الإيراني ومشروع داعش
إيران هي من ستقود حرب الموصل.. والعراق أولى خطواتها نحو استعادة الإمبراطورية الفارسية
داعش لا يزال قويا في العراق.. وشعبيته تزداد وسط أهل السنة خوفا من تمكن الشيعة
كيف تقيم معركة الموصل ؟
المعركة غير متكافئة إطلاقاً وميزان القوى فيها ليس مختلاً فحسب بل لا وجه للمقارنة بين قوة الطرفين فكما نلاحظ هناك اجتماع عالمي غير مسبوق على هذه المدينة وجميع القوى العظمى في العالم لها دور في هذه المعركة بصورة مباشرة أو غير مباشرة في مقابل تنظيم الدولة الذي ما زالت دولته فتية.
من الطرف الأقرب للنصر من وجهة نظرك ؟
بحسابات العقل والمنطق فكما قلنا لا وجه للمقارنة بين قوة الطرفين والمعركة محسومة قبل أن تبدأ لكن كما أن تنظيم الدولة لا يخضع لحسابات العقل والمنطق وتاريخه القريب شاهد على هذا فالتنظيم استطاع بقوته المحدودة أن يهزم الجيش العراقي ويطرده من غالب المحافظات السنية خلال أيام فقط رغم أن هذا الجيش مزوّد بأحدث الأسلحة وأشرفت القوات الأمريكية على تدريبه وتجهيزه لسنوات طويلة .
هل تنظيم الدولة الإسلامية قوي بما يكفي لمواجهة الجيش العراقي وحلفاءه في هذه الحرب ؟
تنظيم الدولة لا يواجه الجيش العراقي بل هو في الحقيقة يواجه العالم أجمع ومعركة الموصل ليست معركة بين الجيش العراقي وتنظيم الدولة بل هي معركة كما قلنا بين القوى العظمى في العالم وتنظيم الدولة حيث تشارك في المعركة القوات الأمريكية والقوات التركية بالإضافة إلى سلاح جو تابع لأكثر من 60 دولة بالإضافة إلى الجيش العراقي والحشد الشعبي ومن ورائه إيران وقوات البيشمركة الكردية والحشد العشائري وبالمجمل لا يمكن القول أن تنظيم الدولة قوي أو ضعيف في معركة الموصل لأنه وكما ذكرنا الكفة ليست متكافئة ومعارك تنظيم الدولة ليست خاضعة لحسابات العقل والمنطق .
هل تدعمون التدخل التركي في معركة الموصل ؟
التدخل التركي هو تدخل شكلي وليس له ثقل على أرض الواقع فالقوات التركية تتواجد ببضع عشرات من الجنود في معسكر بعشيقة قرب الموصل وهي قوات غير مرحب بها من قبل الأطراف الأقوى في الساحة العراقية : الحكومة العراقية والحشد الشعبي التابعان لإيران وبالتالي لن تتمكن تركيا من فعل الكثير ووجودها لن يكون له تأثير كبير والأمر مقتصر على التصريحات المتبادلة بين حكومتي البلدين حيث تحاول تركيا إثبات وجودها في الساحة الإقليمية والتصعيد الأخير في التصريحات من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد الحكومة العراقية يأتي في سياق التصعيد الروسي ضد الولايات المتحدة وقد بدا واضحاً الانحياز التركي للمعسكر الروسي بعد اتهام الحكومة التركية للولايات المتحدة بالوقوف خلف محاولة الإنقلاب الفاشلة التي حدثت في تركيا مؤخراً .
هل الحرب في الموصل طائفية بين السنة والشيعة ؟
إجابة هذا السؤال واضحة ، الحرب طائفية ليست في الموصل فقط ولا حتى في العراق ، فالمنطقة كلها الآن تعيش حرباً طائفية بين السنة والشيعة سواء في العراق أو سوريا أو اليمن أو لبنان أو حتى في الدولة الأخرى التي يتواجد فيها الشيعة وهي معركة واحدة لا تتجزأ .
هل سيكون للعشائر السنية دور في تلك الحرب ؟
الصحوات العشائرية السنية أُنهكت خلال السنوات الماضية فبعد تشكيلها عام 2006م خاضت معارك طاحنة ضد تنظيم القاعدة ثم تنظيم دولة العراق الإسلامية فقدت فيها عشرات الآلاف من عناصرها ثم بعد أن نجحت في تحجيم دور القاعدة وأجبرتها على الانسحاب من المدن نحو الصحراء وجه لها رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي ضربة أخرى بإقصائها من الساحة السنية حيث أعدم بعض قادتها واعتقل بعضهم بعد أن انتهى دورهم وطرد الآلاف من عناصرها وأوقف رواتبهم ، ثم بعد سيطرة تنظيم الدولة على المناطق السنية بعد حزيران عام 2014 م وجه ضربة ثالثة لهذه الصحوات أو ما تبقى منها حيث قتل المئات من صحوات البونمر والبوعلوان والبوفهد والبومحل والجغايفة وغيرها من العشائر التي عرفت بولائها للحكومة العراقية وبالتالي فإن دور العشائر السنية الآن هو دور شكلي فقط يأتي في سياق إضفاء الشرعية على الحشد الشعبي الشيعي الذي يعتبر الطرف الأقوى في الساحة العراقية حالياً حيث يضم مئات الآلاف من شباب الشيعة الذين انضموا بعد فتوى المرجع الشيعي علي السيستاني .
ما هي نتائج انتصار الجيش العراقي والحشد في معركة الموصل وما تبعات هذا الانتصار ؟
الوضع سيكون مماثلاً لما حصل في مدن سنية أخرى استعادتها القوات العراقية من تنظيم الدولة كجرف الصخر والرمادي والفلوجة وغيرها حيث نكّلت بأهل السنة وقتلت المئات من شباب تلك المدن كما فعل الحشد الشعبي في جرف الصخر وجنوب بغداد وديالى وشمال بغداد وصلاح الدين والفلوجة والرمادي وغيرها ففي ناحية الصقلاوية التابعة للفلوجة أعدم الحشد أكثر من 600 من شباب الفلوجة بعد سيطرته على الناحية ودفع بعضهم أحياء واعتقل الآلاف الذين ما يزال مصيرهم مجهولاً حتى الآن بالإضافة إلى تفجير المساجد والمنازل ونهب الممتلكات واستهداف الهوية السنية من خلال محاولة تشييع تلك المناطق حيث افتتحت حسينيات في الرمادي والفلوجة وغيرها من المناطق السنية وفرضوا قيوداً شديدة على أهالي تلك المناطق الراغبين بالعودة إلى مدنهم .
أما الموصل فما سيحصل فيها سيكون أفظع مما حصل في المناطق الأخرى لأن المليشيات الشيعية تحمل أهالي المدينة مسؤولية الإنهيار الكبير الذي حصل في العراق عام 2014م وقد صرح بذلك أحد أبرز قادة مليشيات الحشد الشعبي قيس الخزعلي قائد كتائب عصائب أهل الحق الشيعية الذي وصف معركة الموصل بأنها معركة أحفاد الحسين للثأر من أحفاد يزيد .
ما تبعات انتصار تنظيم الدولة في هذه الحرب ؟
عامل الوقت يصب في مصلحة تنظيم الدولة وإذا استطاع التنظيم الصمود في الموصل وإفشال هذه المعركة فستكون نقطة تحول كبرى بالنسبة للتنظيم حيث سينتقل من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم وسيبدأ باستعادة الأراضي التي فقدها في العام الماضي والعام الحالي لذلك كانت استعدادت التنظيم لمعركة الموصل استثنائية حيث حشّد الآلاف من مقاتليه في المدينة وجلب أبرز قادته العسكريين للدفاع عن المدينة .
ما هو مستقبل العراق من وجهة نظرك في ظل الحروب الحالية ؟
مستقبل العراق مرتبط بمستقبل المنطقة لأن المشروعين الأقوى حالياً في العراق المشروع الإيراني ومشروع “دولة الخلافة” هي مشاريع ليست محلية بل هو مشروع إقليمي فيما يخص المشروع الإيراني ومشروع عالمي فيما يخص دولة الخلافة وسواء انتصر المشروع الإيراني أو مشروع دولة الخلافة فإنه يمكن القول أن “جمهورية العراق” بشكلها السابق قد انتهت وإلى الأبد .
ما هي أحوال المدن العراقية المختلفة حاليا وخاصة الفلوجة بعد عودة المدنيين ؟
المدن في حالة مزرية حيث دُمّرت بنسبة كبيرة نتيجة قصف طيران التحالف والطيران العراقي ونتيجة المعارك الطاحنة التي شهدتها وبالتالي حيث لم يجد النازحون الذين عادوا إلى مدنهم سوى الخراب والدمار إضافة إلى هيمنة مليشيات الحشد الشعبي على تلك المدن وعلى صناعة القرار فيها