تعامدت الشمس صباح اليوم السبت، على قدس أقداس معبد أبو سمبل الفرعوني، جنوبي مدينة أسوان بصعيد مصر.
وجرى التعامد الذى يحدث في يومي 22 تشرين أول/أكتوبر و22 شباط/فبراير من كل عام، ضمن 4500 ظاهرة فلكية عرفتها مصر الفرعونية عبر عصورها المختلفة، بحضور آلاف من الزوار المصريين والأجانب، الذين تقدمهم، وزير الآثار المصري خالد العناني ووزير الثقافة المصري حلمي النمنم ومحافظ أسوان مجدى حجازي والوزيرة المصرية السابقة، مشيرة خطاب، وعدد من السفراء المعتمدين لدى القاهرة.
وحظيت الظاهرة الفريدة، بمتابعة لافتة من قبل الأثريين وعلماء المصريات والفلك، وذلك بعد أن غابت أشعة الشمس، عن المعبد في يوم 22 من شهر شباط/ فبراير الماضي، للمرة الأولى، وذلك بسبب سوء الأحوال الجوية بجنوب مصر، في ذلك اليوم، أما اليوم السبت، فقد أبهرت ظاهرة التعامد الآلاف من الحضور، وذلك بعد أن غطت أشعة الشمس في تمام الساعة الخامسة و58 دقيقة، ثلاثة تماثيل من التماثيل الأربعة الموجودة بنهاية قدس الأقداس بالمعبد، وهي من اليمين لرع حور اختي ثم رمسيس الثاني ثم آمون، أما التمثال الرابع، وهو بتاح اله الظلام – اله العالم السفلي- فلا تقع عليه أشعة الشمس. وشهدت مدينة أبو سمبل، مساء أمس ، وصباح اليوم عددا من الفعاليات الفنية والثقافية، بينها وضع حجر أساس المسرح الفرعوني، الذى سيقام وسط مدينة أبو سمبل، وافتتاح معرض فنى تحت عنوان: ” أبو سمبل في عيون الفنانين”، بجانب الاحتفال بتكريم 4 وجوه مصرية شاركت في إنقاذ آثار أبو سمبل، وحمايتها والحفاظ عليها، وهم الفنان بيكار والأثري عابدين صيام والمؤلف الموسيقى عزيز الشوان والمهندس كمال طلبة.
وجرت ظاهرة تعامد الشمس على معبد أبو سمبل، على أنغام موسيقية ورقصات 6 فرق فنية مصرية، هي: فرق الفنون الشعبية بسوهاج وقنا والأقصر وأسوان وتوشكي والموسيقى العربية، والتي قدمت عروضها بحضور الآلاف مساء أمس الجمعة وصباح اليوم السبت، وسط تدابير وإجراءات أمنية مشددة.
يذكر أن مدينة أبو سمبل، بها معبدان تم نحتهما في الصخر ويطلان على نهر النيل الخالد، وقد شيدهما الملك رمسيس الثاني، وهما المعبد الكبير، الذى تزين واجهته أربعة تماثيل ضخمة، للملك رمسيس الثاني، وقد كرس هذا المعبد لعبادة رع حور أختي، إله الشمس، أما المعبد الصغير، فتزين واجهته ستة تماثيل ضخمة، وأقامه رمسيس الثاني تكريما لزوجته المحببة إلى قلبه الملكة نفرتارى، وقد كرس المعبد لعبادة الإله حتحور.
وقد نقل المعبدان لحمياتهما من الغرق، إبان إقامة السد العالي، جنوبي مصر، وأقيما في موقع يبعد قرابة 200 متر عن موقعهما الأصلي، فيما يعرف بأكبر وأشهر مشروع لإنقاذ موقع أثرى في العالم، وقد احتفظ المعبدان بذات الشكل الهندسي الذى أقيما عليه، بما يسمح باستمرار ظاهرة تعامد الشمس على المعبد الكبير، دون أن تتأثر بعملية النقل.